لصديقي العزيز الذي فرقت بيني وبينه أشياء كثيرة.. جملة ساخرة حيث إن كلَّه علي بعضه سخرية.
المهم صديقي هذا كان يردد عندما يرى بقلبه المضحكات المبكيات في وطني: "ليه يابا علمتني؟" فكلما تنور عقل الإنسان وتفتح وعيه علي الصواب، كلما تألم واستاء من الحال العِوِج وما أكثره منذ زمن بعيد.
لماذا تألمت فتذكرت فتمنيت فتأسيت!!.... لكني لست كصديقي فأنا من أنصار العلم والمعرفة عن قناعة وإيمان كاملين بأن ارتفاع مستوى المعرفة لدى المواطنين يعتبر من أعظم القوى التي تؤدي إلى السلام والاستقرار في العالم.
لذلك يكون من الطبيعي عندما يُقتل اثنا عشر مواطنا في الانتخابات الماضية ولا يعلم عنهم أحد، أن لا يحظوا بالعزاء والمواساة الواجبة من جانب الوزراء أو رئيس الوزراء ولا رئيس الجمهورية.
وأن لا نجد حرفا لصحفي حكومي يكتب عن الحق في الحياة فهم لم يتعودوا. ومن الطبيعي بعد أن أُعطيت التعليمات للشرطة بإلقاء القنابل المسيلة للدموع والرصاص تجاه الناخبين أن يستخدموا نفس الأسلوب تجاه أهالي ضحايا العبارة الغارقة.
كل ذلك طبيعي عندما تتجاهل الحكومة شعبها، عندما لا تفكر إلا في حياة الأغنياء وذوي النفوذ.
والنتيجة حكومة جائرة وشعب مكبوس وقد تجرأ أحد المسؤلين الحكوميين على نعته بالجبان الذي لا يجب إعطاؤه قيمة أو سعراً.
وربما لهذا السبب استغرق الرئيس عشر سنوات كاملة حتى يُنحي أكثر الوجوه المكروهة شعبيا عن الحلبة السياسية.
والسؤال الآن:
هل الرئيس مقتنع فعلاً بأنه موجود لأن الشعب يريده أم لأن لديه وزير داخلية عنيف ووزير عدل ينفذ الأوامر العليا. لأنه لو آمن بأن الملايين تثق في مصداقيته بقدر كاف لما كان متباعدا ولشاركهم همهم ولأدرك على الفور أنه من الواجب إعلان حالة الحداد ولما ترك أهالي الغرقى لكابوس أن من يحبونهم قد تُركوا طعاماً لأسماك القرش أو طافين على سطح الماء كأكياس القمامة.
المشكلة أن الحكومة ليست مقتنعة بأن حياة المصري مقدسة، بل تراه عبءً، عليها أن توفر له الخبز والتعليم المجاني. وتنسى أنها أمواله التي كان كريما عندما تركها تأخذ منه بغير حساب وكان كل أمله هو بعض حقوقه. وبالطبع المواطن يقع عليه اللوم لأنه لا يعرف حقوقه التي يجب عليه المطالبة بها بقوة.
حركة المراقبة الشعبية"شايفنكم"
اقرأ أيضاً:
يا ما في الدنيا جاري...يا مجاري / بثينة تتألم