جاءني اتصال من سكرتيري الأمين الأستاذ يحيى صلاح وهو في مكتب الخطوط الجوية القطرية يبلغني أن مشكلة ما توجد في تذكرة السفر الخاصة بي وهي أن التذكرة يجب أن ترفع من درجة رجال الأعمال Business Class إلى الدرجة الأولى 1st Class، وكلمتني ممثلة المكتب لتخبرني بأنها ستنفذ ذلك بعد أخذ الإذن من مسئولي قناة الجزيرة.
حدث كل ذلك وأنا مشغول بمرضاي والإعداد لسفرة الغد إلى الدوحة التي أزورها لأول مرة، وأنا الآن أكتب من صالة انتظار الدرجة الأولى في مطار القاهرة الدولي، حيث حركت أشياء عديدة قلمي وقررت أن أكتب لمجانين بالورقة والقلم لا عبر لوحة مفاتيح الحاسوب كما اعتدت منذ زمن طويل حتى اقتصر استخدامي للورقة والقلم على كتابة الوصفات لمرضاي.
من اللحظة الأولى لدخولي المطار وأنا أشعر بوجود اختلاف واضحٍ في التعامل من موظفي المطار، سُئِلت هل أنت مدخن قلت نعم للأسف، فابتسمت الموظفة قائلة....never mind .....، وعرفت أني سأقلع من الدوحة إن شاء الله راجعا إلى القاهرة يوم الجمعة في الثانية عشر ظهراً، ووقفت في طابور طويل لمراجعة الجوازات حتى وصلت وسألني الضابط:
أين الكارت يا دكتور....؟
قلت كل الأوراق معك....
قال لي من فضلك ابحث في جيوبك..... وطبعاً بحثت ولم أجد شيء....
ثم قال هو: آسف آسف حضرتك حصلت على الختم فعلاً....، ثم نادى بصوت عال: "ركاب الفرست كلاس، لا داعي للوقوف في الطابور"... المهم واصلت طريقي، تتبعت اللافتات لأصل إلى صالة انتظار الدرجة الأولى، كان لدي أكثر من ساعة ونصف أنتظرها في المطار...... رأيت سهماً يشير إلى المسجد وعلى الجهه المقابلة آخر يشير إلي صالة انتظار الدرجة الأولى، قلت أضع حقيبتي وأذهب للوضوء والصلاة وفعلاً، فعلت، وبينما أصلي الظهر والعصر قصرا جمع تقديم، ضايقني سماع مكبر الصوت عدة مرات للمناداة على الركاب.
المهم رجعت إلى صالة الانتظار والتي تميزت بمقاعد وثيرة، وفي منتصفها مائدة عليها ما لذ وطاب من أصناف المأكولات الخفيفة –حلوى غربية طبعا- وهناك من يصب لك الشاي أو القهوة أو العصائر الطازجة حسب الطلب، وكانت الصالة على اتساعها معبأة بالدخان.
تفرست في وجوه الحاضرين..... على يميني وتفصل بيني وبينه منضدة طولها 120 سم كان يجلس أحد الأجانب ويبدو أنه شخص مهم، حيث تغير الجالسون على كرسي مضاف على يمينه، وكانوا يتغيرون كل عدة دقائق يقوم هذا ليجلس ذلك أو تلك وكأنه فرصة، ويحدثونه بالإنجليزية لم أتابع محتوى الكلام لكنني لعدة مرات كنت أحكم على من تجالسه أنها مصرية من خلال حديثها بالإنجليزية، ثم اكتشف أنها خليجية عندما يأتي أحد الخليجيين ليسلم على الرجل المهم الذي يجلس جواري، ما علينا.
على يساري كانت تجري محادثات أسمع أطرافًا منها كلها كانت تدور حول الصفقات وعن ميزات الاستيراد من الصين أو من هونج كونج بالملايين والمليارات، وبين اللحظة والأخرى تدخل أو يدخل مندوب ليقول لوفت هانز، سويس أير، روما، البحرين، وعرفت أين نباع ومن أين نشترى وشعرت بكثير من الضيق!
ضايقني جداً أنني لا أسمع صوت مكبر الصوت هنا، بينما شغلني في صلاتي عدة مرات، لاحظت أن عدد المُدخنات أعلى بكثير مما كنت أتوقع، ويبدو أن الظاهرة قديمة وليست حديثة كما يظن البعض، ونشوة في المدخنات يدخن بشراهة لم أرى مثلها تصيب الرجال...
ما زال أمامي ساعة ولم ينادِ أحد على المسافرين إلى الدوحة طبعاً، وأصبحت بعد قليل من الوقت أجلس في القاعة وليس معي إلا العاملون بها، وبعض المسافرين وربما بعض العاملين في أماكن أخرى بالمطار فقد كانت إلى جواري آلة تليفون يستعملها رجل مصري، وما وصلني من حديثه عن المطر وعن أن أولاده سوف يخرجون في المدرسة قبل الموعد بسبب الأمطار والعاصفة، وأنه سيحاول أن يكون في البيت قبل السادسة لكل ذلك بدا لي أنه مقيم في مصر وليس مسافراً، آه فهمت، إذن يوجد في صالة ركاب الدرجة الأولى تليفونات ببلاش... ويستغلها موظفو المطار عمار والله يا مصر.
ويتبع>>>> : مقعد في الدرجة الأولى: الطائرة
اقرأ أيضا:
مدونات مجانين(5) الإسلام هو الحل! / خمس ليالٍ في المنامة عشرون دولارا