مقعد في الدرجة الأولى الجزيرة للأطفال
في الخامسة من مساء الخميس 6/4/2006 مر بي ابننا أحمد زين معد برنامج الجزيرة هذا الصباح ليأخذني في جولة في الدوحة لأرى السوق وربما اشتريت شيئا خفيفا، وقمنا بجولة فعلا في السوق ورأيت كثيرين يمشون على أقدامهم أخيرا في هذا البلد، لكن بقيت مشكلة الحديث بالإنجليزية تشعرني بالغضب، وكان من الواضح أن الأسعار ليست أرخص في قطر منها في مصر، وفسر لي أحمد ذلك بقلة الكثافة السكانية في البلد والتي لا تسمح للشركات بتخفيض الأسعار مثلما يحدث في دبي مثلا، ولذلك لم يطل بنا التجوال في السوق واكتفيت بعض الأشياء الخفيفة خاصة وأنني أتجنب شراء ما يضطرني إلى حمل أكثر من حقيبة آخذها معي في الطائرة حتى لا أنتظر طويلا في مطار القاهرة.
ذهبنا بعد ذلك إلى السيتي السنتر مرةً أخرى ولكن مبكرا هذه المرة ولما كان اليوم هو الخميس فقد كان المكان مزدحما بحق، ولم أكن أقصد التسوق وإنما الدخول على الإنترنت لأضع إعلانا على مجانين عن حلقة باكر في الجزيرة هذا الصباح على قناة الجزيرة الإخبارية، وللأسف لم تسمح إعدادات الجهاز في مقهى الإنترنت بأن أنجح في ذلك لسبب بسيط هو أن الوورد باد Word Pad لا يحفظ بالعربية!
كنت بهذا قد أخذت جرعة كافية من الألم لأن اللغة التي أحبها مهانة إلى حد كبير في بلدها وعلى ألسنة أهلها وأجهزتهم، تكلمت مع أحمد قائلا لماذا لا تشترط المؤسسات القطرية على العاملين فيها أن يجيدوا التحدث بالعربية؟ أنا أرى بلدا قويا فتيا وذا إرادة واضحة تتجه نحو التحديث والبناء لماذا لا نكون محدثين بالعربية؟ إن العمل في أي شركة من الشركات القطرية في هذا البلد الهادئ الصاعد الواعد بل والمتألق بالجزيرة وإسلام أون لاين وغيرهما وفضيلة الشيخ القرضاوي لماذا لا يشترط تعلم اللغة العربية كأحد مسوغات التعيين في مؤسسة قطرية، وجدت أن لدى ابننا أحمد فكرة أيضًا للتعامل مع الموجودين بالفعل في قطر ولا يجيدون العربية وهي أن تحدد مكافأة لمن يستطيع منهم تعلم العربية، كم نتوقع أن من الهنود أو السيريلانكيين أو الفلبينيين سوف يتعلم العربية ليحظى بميزات العمل في قطر؟ كم من الأمريكان وكم من الإنجليز؟ ياه كم هي أوجاع مؤلمة.
ودعني أحمد وصعدت غرفتي وقد قررت النوم بلا عشاء لأنني أود أن اكسب قسط أوفر من النوم...... وبالفعل صحوت في السابعة وحدي دون مساعدة من الفندق وكنت جاهز في الثامنة والربع لأن احمد وعدني بأن يصطحبني في جولة في القناة قبل أن أكون على الهواء للحديث حول أثر مشاهدة التليفزيون على الأطفال.... وكانت رؤية المنصة التي يجلس أليها مذيعو الجزيرة وهم يقدمون نشرة الأخبار من أهم ما حرصت عليه خاصة وأنني لا أكون سعيداً أبداً أذا قدر لي أن لا أشاهد نشرة الجزيرة قبل أن أنام وهذه عادتي منذ سنوات طالت ربما من أيام الحرب على أفغانستان.
ويتبع>>>> : مقعد في الدرجة الأولي رحلة العودة
اقرأ أيضا:
مدونات مجانين(5) الإسلام هو الحل! / خمس ليالٍ في المنامة عشرون دولارا