مقعد في الدرجة الأولى قناة الجزيرة
حملتني السيارة في العاشرة والنصف من صباح الجمعة إلى مطار الدوحة وبعد أن ودعت السائق... ودخلت إلي المطار وأنا أحمل حقيبتي ومعطفي المغلف وتذكرة السفر، فوجئت بأن طائرة الخطوط الجوية القطرية والتي كان مقرراً أن تقلع في الثانية عشرة ظهر الجمعة قد تأجلت إلى الثامنة والربع من مساء نفس اليوم!!
وأن أمامي خياران أحدهما هو الانتظار في المطار أو في أي مكان في الدوحة أختار، وفي هذه الحالة سأصل مصر إن شاء الله في الثانية عشرة مساء الجمعة والزقازيق إن بلغت بيتي في الثانية صباحا، لأ حرام لأن علي أعباء لمجانين.
وأما الخيار الثاني فهو أن أحاول نقل الرحلة إلى رحلة مصر للطيران التي ستغادر الدوحة في الثانية وأربعين دقيقة..... وهنا بدأت رحلة مكوكية بي المكاتب داخل المطار من القطرية إلي المصرية وبالعكس خمسة مرات وأنا أحمل حقيبتي ومعطفي المغلف وجواز السفر والتذكرة..... تذكرت التجوال بين مكاتب الموظفين في أي مصلحة حكوميه في مصر لكن طبعاً مع الفارق فالناس هنا مبتسمون وليس هناك لا تراب ولا تعبيرات سيئة تسمعها من هنا وهناك ولا دعوات على البلد أو الحظ إلي آخر ما هو معهود في مصر، صحيح أن الحديث كان معظمه بالانجليزية وكان ذلك يؤلمني لكنني كنت مهدداً بألا أفلح في نقل التذكرة.... ورضيت بأن تنقل تذكرتي من فئة رجال الأعمال إلي الفئة الاقتصادية لأنهم قالوا لي في البداية أن هذا هو المتاح ودفعت ثمن ذلك أي الحجز على طائرة الخطوط المصرية، مع أن المفروض أن فارقاً يوجد لصالحي!
ثم هداني الله إلي شاب مصري اسمه حازم (من مواليد قطر) تعرض إلي نفس المشكلة لكنه كان على اتصال بأحد العاملين في المطار، وهو المصري المسئول عن مراقبة أداء المضيفين الأرضيين غير المصريين، فأبلغه بأن طائرة مصر للطيران فيها فقط مقعدان مشغولان فقط في فئة رجال الأعمال والباقية شاغرة، وأن الرحلة أصلا رحلة استثنائية لنقل مائة طبيب مصري كانوا في مؤتمر لأمراض القلب وتعطلت طائرتهم أثناء فترة نزولها في الدوحة للتزود بالوقود، وبالتالي فأصلا هناك أماكن عديدة شاغرة على تلك الطائرة.
ونصحني حازم جزاه الله خيرا بأن علي أن أصر على أن يتم تغيير الحجز من القطرية إلى المصرية دون تغيير فئة التذكرة وبالفعل فعلت ونجحت في ذلك ربما لأن التعامل كان مع موظفين غير مصريين.
وهكذا أخذت دعوة الانتظار في صالة رجال الأعمال التي اكتشفت أنها هي نفسها صالة انتظار الدرجة الأولى... وأستطيع أن أقول لكم أن الفرق بينها وبين صالة انتظار الدرجة الأولى في مطار القاهرة هو فرق في الفخامة والفخفخة ولكن نوعية البشر لا تختلف كثيراً ولكن من الجدير بالملاحظة أن معظم أصحاب العالية هنا كانوا مصريين يتحدثون بالانجلو-آراب وكانوا أيضا يبيعون ويشترون في أماكن في القاهرة والإسكندرية.
قمت للصلاة وفي الطريق إليه شاهدت طابورا، على حمام النساء ممتدا، واستغربت أنه لم يكن هناك زحام في على حمام الرجال، المهم عرفت بعد ذلك أن فوجا من الهنديات والسيريلانكيات والفلبينيات ربما مسافرات ورأيت بعضهن نائمات على أرضية المطار في الطريق إلى المصلى، المهم وصلت إلى مصلى الرجال، ووجدت مساحة المسجد لا تزيد عن ثلاثة أمتار في ثلاثة وربما أقل لكن كان هناك مصلى للسيدات وهذا غير موجود في مطار القاهرة لا ادري لماذا؟؟ كذلك لم يزعجني مكبر الصوت هنا في المسجد،.... بينما كان مسموعا في صالة انتظار الدرجة الأولى، وجلست بعد ذلك طويلا أكتب لمجانين في انتظار موعد الصعود إلى الطائرة.
ويتبع>>>> : مقعد في الدرجة الأولى مصر للطيران
اقرأ أيضا:
مدونات مجانين(5) الإسلام هو الحل! / خمس ليالٍ في المنامة عشرون دولارا