في السادسة والنصف من مساء الخميس 13/4/2006 وصلت إلى مطار البحرين الدولي لحضور مؤتمر الطب النفسي العربي الحاضر والماضي والمستقبل، والذي تنظمه في البحرين جمعية الأطباء النفسانيين العرب في انجلترا، وصلنا والحمد لله والمطار أكثر من رائع والموظفون والحمد لله مبتسمون مرحون كانت تأشيرة الدخول قد وصلتني عبر الإنترنت من وزارة الصحة البحرينية، وانتظرت لست دقائق لا أكثر حتى تمكن موظف الجوازات من التأكد من صحتها، بعد ذلك وقفت في انتظار حقيبتي وبالفعل حملتها وخرجت.
لم أجد بالطبع من ينتظرني ربما لأنني لم أجد الوقت اللازم قبل سفري لإبلاغ اللجنة المنظمة بموعد وصولي ولا بمكان إقامتي، وإن كنت قد أبلغت أحبائي الذين يزورون مجانين، كان علي البحث عن وسيلة انتقال ولما كانت هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها البحرين فقد سألت عن سيارات الأجرة، وسألت أحد السائقين عن البست وسترن إليت Best Western Elite فأجابني هل معك تليفون هذا الفندق قلت له لا قال هناك خمسة أبراج لإليت هذا قلت له أنها تعني أفضل نخبة غربية (وفي سري قلت مع الأسف)، المهم أننا اتفقنا على أن نبدأ بأقرب تلك الأبراج ونسأل العاملين فيه وبالفعل وصلنا وسألنا وقيل أنه في منطقة الجفير، أخبرني سائق السيارة البحريني أنها منطقة جديدة قلت له هل هي بعيدة فأجاب نوعا...
سألته إن كان قد زار مصر من قبل فقال ثلاث مرات أول مرة كانت عندما كان الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر يزور مصر لأول مرة، قلت له نعم إنها كانت القاضية، وقال لي لم يكن يشغل المصريين وقتها إلا كيف يقبل الرئيس الأمريكي سيدة مصر الأولى وزوجة الرئيس المصري السادات وقتها، أجبته باقتضاب كانت الأمة كلها في ذلك الوقت هي التي تنتهي وليست كرامة ولا شرف السادات ولا غيره، ما علينا كيف وجدت المصريين سألته: فأجابني بأنه شعب طيب قلت له وبعد ذلك كيف وجدتهم في المرتين التاليتين قال لي أصبحت القاهرة أحلى فشكرته على المجاملة وقلت له أنني أعرف أنها مجاملة، وأوضحت له كيف أصبح حال الإنسان المصري لا فقره المادي فقط بل المعنوي الخلقي والقيمي وكل شيء تقريبا... أو هكذا أحس وألمس كل يوم....
وهنا وراح يحكي لي عن حال الناس في البحرين، وكيف أنهم جميعا يعانون... وقلت له أنا أسمع عن بطالة وأسمع عن مطالبة بحقوق أكثر للصحفيين وعن تظاهرات وغير ذلك، ولكن نبرة الأسى في صوتك أعلى من ذلك كله فأجاب أن البلد يا أخي نصفان وبالذات في ليلة كليلة الخميس أتدري أين الرجال في هذه الليلة؟ قلت أين قال إما في خمارةٍ أو في مسجد اليوم زحام كما ترى لأن كثيرين يجيئون إلى البحرين من السعودية عندنا هنا الخمر في الشارع... وحذرني بعد ذلك من السير وحدي في الشارع ليلا لكي لا أتعرض لسرقة بالإكراه أو إيذاء بشكل أو بآخر من مخمور، قلت لا إله إلا الله هل نحن في أمريكا بل بعض ولاياتها؟
عبر لي أيضًا عن استيائه واستياء الناس في المنطقة من تصريحات الرئيس المصري الأخيرة عن الشيعة وولائهم لإيران فهو يرى أن في ذلك نوعا من التحريض ضد الشيعة نحن أحوج ما نكون الآن إلى تجنبه لأن الفتنة بين السنة والشيعة تكاد لا تحتاج من ينفخ في نارها، فقلت له صدقت واحسب أنه لم يكن موفقا فيما قال، فأجاب بأن الحكومة الكويتية اعترضت رسميا وكذلك العراقيون اعترضوا ولكن شيئا رسميا لم يخرج من البحرين وهذا يؤلمه.
أخيرا وصلنا إلى الفندق وسألته كم يجب أن أدفع فقال لي سبعة دنانير بحرينية قلت له للأسف معي دولارات فقال لي إذن تدفع عشرين دولارا.... لم أشأ أن أكثر معه في الحديث فقد كفاني أنه اشتكى من فقر الناس في البحرين، وهو ما لم أزل غير قادر على فهم أسبابه، فدفعت... وحملت حقيبتي ومعطفي وجهاز الكومبيوتر المحمول ودخلت إلى استقبال الفندق تأكدت من الحجز وسألت كم يساوي الدينار البحريني بالدولار، وعندها عرفت أن ما دفعته كان أكثر من اللازم بخمسة دولارات، على أي حال هي إذا حسبناها بالمصري أكثر من كثير لكن كله على الله.
هذا الرجل جاء إلى مصر ثلاث مرات، ولابد أن سائقي التاكسي في مصر علموه الكثير، هذا ما استنتجته من حديث موظف الاستقبال معي والذي أفهمني أن الطريق من المطار إلى هنا لم يكن ليستغرق أكثر من عشر دقائق وليس نصف ساعة كما حدث حتى ولو كان السائق لا يعرف المكان واضطر للسؤال، آه فعلا هذه يفعلها السائق المصري والبحريني أيضًا مبروك إذن يا عرب.
ويتبع>>>>> :خمس ليالٍ في المنامة البحث عن مئذنة
اقرأ أيضا:
مقعد في الدرجة الأولى مصر للطيران / مدونات مجانين (5): إجابة السؤال!