بيروت: خيالات ونفحات
عائد على نفس الطائرة التي تحمل في مقاعد الدرجة الأولى هيفاء وهبي، وصديقي وزير الثقافة اللبناني حاليا د/طارق متري، وكذالك صديق قديم من أيام دراسة الطب في جامعة القاهرة!!
ذاكرتي أصبحت ملاذا أنعم فيه بأجمل الخيالات والمشاعر، وأنا لا أحمل كاميرا غالبا حين أروح أو أجئ، لكن كل شئ أشعره مخزونا في تلا فيف الدماغ، وتضاريس المشاعر، وحنايا الذاكرة، ونسيج ذكرياتي هنا متين وثري.
لبنان/ بيروت/ مرة جديدة، والمدينة أصبحت أليفة دافئة بالنسبة لي، ومرة بعد مرة أعزم على تكرار تواصل أعمق, وتوصيل أوثق بين كل العرب, وهذا البلد الثري الرائع بالتحضر والرقي، نعم..... أعتقد أن لدى اللبنانيين الكثير مما يمكن أن نتعلمه كعرب فنتمثله ونعيد إنتاجه بطريقتنا وبعضا مما نرفضه هناك حتى لا نكرره.
ملوك الطوائف هناك يجلسون للحوار، ولكن لبنان الحبيب قلق وصغير، ويحتاج إلى الاستقرار والدعم وإلى الاحترام والتقدير, وإلى معاملته كما يستحق كونه جوهرة ومفخرة لا مقلبَ لقمامات السياسات العربية وتصفية الحسابات، ومرتعا لأقذر أنواع البيزنس والتجسس، ومشاريع التعهير الإعلاني والإعلامي!!
(لبنان) يستحق منا جميعا أفضل من ذلك, أفضل مما نفعله به وفيه، أقصد أغلبنا ممن يتعاملون به بوصفه ماخورا أو مرقصا أو فناءً خلفيا يمارسون فيه ما لا يقدرون عليه في أقطارهم.... أنشطة متنوعة من السياسة وألعاب القوة بأشكالها إلى الجنس وعوالمه والتفجيرات والقتل.
(لبنان) ليس مجرد علبة ليل, وبضاعته التي نحتاجها أكثر بكثير من الموديلات المتحررات، والنساء المتفرنجات, ولدى لبنان الكثير في كل ميدان وتخصص، وإدراكنا له ينبغي أن يتعدل وتعاوننا وتبادلنا وتشاركنا آن له أن يتطور كعرب مع هذا القطر العزيز الرائع الذي يضيق عن استيعاب كفاءات أبنائه.
بكل أدب وتهذيب قال لي الشاب الشيعي معلقا على الحوار الأخير للرئيس مبارك لقناة العربية... يا دكتور أنا شيعي، ويعنيني ما يجري في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولكنني في الوقت ذاته عربي، ويهمني أكثر أن مصر الدولة صارت باهتة إلى هذه الدرجة رغم استمرار بروز وتميز بعض نماذج من المصريين من كل ميدان هنا وهناك!! أو كما قال... قلت لنفسي..... الذي لا يعجبه أن يكون لإيران مخطط إقليمي، ودور تمارسه في منطقة الخليج وغيرها عبر استخدام أو توظيف ورقة الشيعة عليه أن يتقدم بمشروعه الإقليمي البديل لاجتذاب العرب، وبخاصة في الكيانات الصغيرة, أي فليقل خيرا أو ليصمت...
* اقرأ أيضا:
على باب الله: في انتظار خديجة/ على باب الله: أخيرا... براغ