"يتحدث الكثيرون في الوطن العربي عن حرية الإعلام فلا يملك الإعلام العربي من الحرية سوى الحديث عنها ويبالغ الجميع في الوطن العربي حين الحديث عن أهمية الإعلام في عصر السموات المفتوحة لكنهم لا يعرفون من السموات المفتوحة إلا ما يريدون إغلاقها. يمكن بالفعل أن يحرك الإعلام الوطن والمواطن لكنه يمكن أن يحركه للخلف فليست كل حركة بركة وليست كل خطوة للأمام.
إن أكثر ما نردده ونسمعه ونقوله في مؤتمرات الإعلام وملتقياته هو طمأنة أنفسنا أننا نعرف ضرورة حرية الإعلام لكننا لا نطمئن كثيرا حين نمارسها أو إن مارسناها، فالإعلام العربي لا يزال إما في كنف السلطة وملك الدولة وهي التي لا تعرف من الحرية سوى فتات يخدمها ولا تخدمه وإما وسائل إعلام مملوكة للحاكم فهي بوق من أبواقه ونوق من نوقه وإما إعلاميون لا يزالون في منزلة بين المنزلتين بين الإعلامي الباحث عن حرية والموظف اللاهث وراء وظيفة، ومن ثم فالإعلام الحر في الوطن العربي حظه مثل الانتخابات الحرة شكل وديكور أحيانا أو تعثر وتدهور أحيانا أخرى أو نضال يشق أحيانا جبلا من الرقابة والتحكم الأمني.
من هنا تأتي أهمية مثل هذا المؤتمر حين يعلن الرغبة في المكاشفة الحقيقية حول حاجات الإعلام العربي واحتياجات الإعلامي العربي فلا إعلام من غير إعلامي ولا إعلام من غير حرية ولا حرية من غير شجاعة ولا شجاعة من غير تخلي عن التردد والتلجج والنفاق والمواءمة والملاينة، وأنا أقدم مؤتمر هذا اليوم أتمنى أن تكون النوايا أكثر إقداما مما نتوقع والرغبات أكثر وضوحا مما نظن والصراحة أوضح من أن توضح فالتعامل بمنطق أن كل شيء تماما والوطن للأمام هو ضحك على النفس لكنه ضحك كالبكاء.
أهلا بكم في القاهرة التي تصور المتنبي أن ضحكها كالبكاء فإذا بالوطن العربي كله قاهرة ولم لا فالقاهرة الرائدة عاصمة العرب حين يصعدون ويوم يهبطون" تلك كانت كلمتي التي ألقيتها بالجلسة الافتتاحية للملتقى الإعلامي الثالث بالقاهرة والذي عقد تحت شعار" رؤية إعلامية متطورة "بمبادرة كويتية عندما دعوني لتقديمها....
اقرأ أيضاً:
(لا للفساد..لا للتعصب)/ هل للمريض العقلي...؟