ربما يسمع الكثير منا يوميا في الإعلانات وغيرها طريقة دولة معينة لتميز منتجا معينا فالإعلان عن المعكرونة لا يخلو من جملة"مكرونة على الطريقة الايطالية" وبعض المأكولات السريعة "على الطريقة الأمريكية" وكأن الانتساب لطريقة دولة بعينها هو ختم ضمان الجودة لهذا المنتج، ولم يقتصر هذا الانتساب على المأكولات وفقط بل امتد إلى التعليم فنجد الإعلان عن المدارس والكليات الخاصة لا يخلو من الطريقة الأمريكية أو الانجليزية أو الفرنسية أو غيرهم.
نعم... هذا هو الحال, لقد أصبحت الطريقة المميزة والتي تروج لصاحبها هي الطريقة الأجنبية أيا كانت هذه الطريقة وهل تصلح لحياتنا ومعتقداتنا وظروفنا الاقتصادية أم لا؟ وبينما.... وأنا أبحث عن التميز, فلقد أخذت أبحث عن طريقة أجنبية "أنتسب إليها" أو بمعنى أصح "أتمسح فيها" لكي أشعر بتميزي ويزداد إحساسي بالثقة في النفس.
وفي خلال جولتي في الاختيار بين هذه الطرق الأجنبية وجدت نفسي صفر اليدين, فأنا لا أملك مالا كافيا لأفتتح مصنعا للمعكرونة على الطريقة الإيطالية أو مدرسة على الطريقة الأمريكية.
وإنما كل ما أملك هو فكر "أو هكذا أظنه" وهذا الفكر لا يتفق مع أي من تلك الطرق الأجنبية وذلك لسبب بسيط وهو أنه نتاج لتجربة مصرية مئة بالمائة, بكل ما في التجربة من نعيم وشقاء, من لذة وألم, من سعادة ومعاناة، وبالتالي لا أستطيع أن أزيف هذه التجربة وأنسبها إلى اسم أجنبي خصوصا وأن هذا الفكر ليس منشغلا بسلبيات انجلترا مثلا وكيفية تحويلها إلى إيجابيات, وأيضا ليس منشغلا بسلوك المواطن الأمريكي وكيف يؤثر في حياته وحياة من حوله.
وإنما ما يشغل هذا الفكر وربما يجعله يجانب النوم هو سلبياتنا وإيجابيتنا كمصريين وكيف تؤثر سلوكياتنا في حياتنا وتجبر البعض على أن يتنازل عن مبادئه وأخلاقياته لكي يستطيع التكيف مع تلك الدائرة المتواصلة من الشر, وتمحص قلوب آخرين يصممون على أن يكونوا حلقة القطع في تلك الدائرة وأنه لابد لدائرة الشر أن تنقطع عندهم فلا يكون من سلوكياتهم ما يبعث الشر في نفوس الآخرين أو يشعل في نفوس الآخرين الإحساس بالحاجة للانتقام والتدهور للأسوأ من أجل التكيف, وإنما يكون رد الفعل المباشر والبديهي لتلك السلوكيات المتوازنة هو التعجب"والله الدنيا لسه فيها خير!"
إذن ما دام فكري هو نتاج لتكويني المصري فلم لا أقولها ويملؤني الشعور بالتميز؛ (مفكر على الطريقة المصرية)
(هاهاهاهاهاها....... هو عامل لي فيها مفكر , ابقي خلي تفكيره ينفعه, ده مجنون ده و لا إيه....)
(خلاص يا عم ما تزعلش أنت وهو), سأقولها ويملؤني أيضا الشعور بالتميز:
(مجنون على الطريقة المصرية)
واقرأ أيضا:
حوار مع فرخة مزكومة/ خلى بالك من عيال اليومين دول../ عيال صايعة.. بس عندها منطق..!!/ ليست شرم الشيخ وحدها.. ياريس..