وددت أن أشارك بالكتابة -في هذا الموقع المتميز- حول مشروع المساندة النفسية في الكوارث الذي ضم عددا كبيرا من المقالات، ولكني سأتحدث عن أحد المؤتمرات المتكررة التي تعقد حول التعامل مع الكوارث والأزمات، إن تدريب الأطباء على نظم تؤهلهم للحصول على أعلى درجات الكفاءة الطبية للتعامل مع الكوارث والأزمات، كان أهم ما أوصى به المؤتمر السنوي الثالث لطب المنصورة والذي عقد بمدينة بورسعيد شهر إبريل 2006، كما طالبت د.زينب سنبل كلا من وزير التعليم العالي الدكتور هاني هلال ووزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي بتدريب الأطباء على طب الأزمات وتدريسه في المناهج بكليات الطب وغيرها، مع تكوين فرق الإنقاذ للتدخل السريع عند حدوث الكوارث في جميع المحافظات لحين الانتهاء من البرامج التدريبية التي تجرى حاليا ومنذ فترة طويلة لجميع الأطباء والممرضين والمساعدين، وقد أعلنت بالمؤتمر أن مصر في حاجة ملحة إلى إنشاء قاعدة بيانات للأزمات وخدمة علاج الآلام الحادة ومراكز طب الأزمات بجميع المحافظات وزيادة وعي الأطباء بهذه الثقافة.
لقد شارك أ.د.عاطف رضوان (مؤسس ورئيس وحدة التدريب على طب الأزمات) بعدة محاضرات حول الكوارث المحلية والعالمية، وأشار أن الاستعداد للأزمات يجب أن يكون قبل حدوثها، وقدم مع د.جمال السيد ورش عمل حول تصنيف المصابين وإدارة الأزمة، وقد شاركت بمحاضرة حول المرضى المتعرضين للصدمات وكيفية وضع نظام وإعطاء كل منهم درجات سواء كانوا راشدين أم أطفال لنتمكن من التنبؤ بحالة المريض وكيف أن بعض هذه الأنظمة مفيد في تصنيف المرضى وتقديم الخدمات بكفاءة لهم ومن ثم تقليل نسب الوفيات.
ورشة عمل رائعة لمصاب بنوبة قلبية وكيفية تقديم المساعدة الطبية العاجلة بطريقة مناسبة أدارها أ.د.مجدي خليل مع د.منار وأوضحا أن قائد الفريق يطلب المساعدة ممن حوله بالمستشفى ولا يعمل بيده حتى يظل على وعي بالمعلومات عن المريض وحتى يصدر الأوامر بهدوء ويتمكن المريض من الخروج من نوبته، وفي الصور د.عاطف رضوان يفتتح ورشة العمل ويظهر خلفه جثة صناعية للمريض. من جانب آخر فإن المساندة والدعم النفسي في الكوارث يعتبران جزءا أساسيا في الدورات التدريبية العالمية والمحلية التي ندرب عليها الأطباء، وقد شاركت د.داليا مؤمن بمحاضرة حول ما تتركه الكوارث من آثار نفسية سلبية قد تمتد إلى سنوات طويلة.
ا.د. محمد عزت مؤمن
مؤسس قسم التخدير والعناية المركز بجامعة الزقازيق