أقامت الرابطة العربية للتعليم الطبي المستمر، والجمعية الخيرية العلمية للرعاية المركزة، وبالتعاون مع مركز التدريب على طب الأزمات مؤتمراً بعنوان "المؤتمر القومي السابع عن طب الأزمات والكوارث" يوم 13 مايو 2006 بجامعة عين شمس، وهذه مقتطفات مما دار في المؤتمر:
عرض اللواء محمد الصادق بالدفاع المدني فيلما تسجيليا مشوقاً سأحكي لكم عنه!! يدور الفيلم عن التلوث الكيميائي بوضع حيث وضع شخص من جهة مشبوهة مادة بمركز هالفورد التجاري بولاية أمريكية، وقد صورت كاميرات المركز التجاري ما حدث نتيجة هذا الغاز السام، هذا الغاز هو مادة لا لون لها ولا رائحة تؤدي إلى صعوبة التنفس وسعال المستمر وصعوبة التنفس خلال ثواني، وتقتل خلال دقائق!!!
وصل ثلاث من فريق الإسعاف الطبي لمساعدة المصابين وماتوا جميعا إثر استنشاقهم هذا الغاز، ذلك أن أحدا لم يكن يعرف سبب إصابة بعض رواد المركز التجاري بتلك الحالة من صعوبة تنفس واعتقدوا أنها أزمة قلبية، وجاء إسعاف متخصص يرتدي بدل واقية إلا أن الغاز تسرب داخل البدل فانسحبوا على الفور، وأخيرا عرفوا أنه حادث مواد خطرة يحتاج إلى تدخل مختلف وجاء المتخصصون، وفي ذلك الوقت اخلي المبنى كله من العملاء الذين أصيبوا جميعا بحالة من السعال وصعوبة التنفس.
علق اللواء محمد الصادق على الفيلم بأهمية إعطاء بلاغ دقيق لأول من يشاهد الحادث حتى يمكن يأتي الفريق المتخصص في الإنقاذ، وهذا دور كل منا، نعم دور رجل الشارع أن يكون على وعي بكيفية إعطاء بلاغ عبر الهاتف إلى الدفاع المدني رقم 180 أو الإسعاف 123 وأشار أن الكوارث القادمة ستكون من نوع هذا التلوث الكيميائي الخطر.
ثم قدم أ.د.عاطف رضوان محاضرة تحدث فيها عن نسبة الكوارث في بلادنا، موضحاً أن الحرب أصبحت المسبب رقم 8 في حدوث الكوارث بعد أن كانت المسبب رقم 16 وأن الحرب إن حدثت.. فسوف تحدث في منطقتنا العربية!
أول زلزال حدث في مصر كان عام 2000 ق م بمدينة تل بسطا التي أصبحت مدينة الزقازيق حاليا، وأشار أن نسب الوفيات نتيجة الحروب مرتفعة للغاية فهناك 55 شخص توفوا في الحرب العالمية الثانية، وفي حرب 1967 مات 15 ألف في مصر، وفي حرب الاستنزاف مات حوالي ثلاث آلاف، وفي صبرا وشاتيلا 2700 وفي حرب 1973 هناك 5000 توفوا، أما منذ بدء الانتفاضة فهناك 1120 قتيل أو شهيد 40% منهم أطفال..
كل هذا يدعونا إلى إدراك أن التخطيط هو الأساس فنحن في حاجة إلى معرفة وإدارة ومهارة، كما أننا نحتاج إلى تعاضد مع الآخرين مستشهدا بمقتطفات من كتاب ستيفن كوفي "العادات السبع للناس الأكثر فعالية"... وهذا الجزء نهتم به نحن المتخصصون في علم النفس، وهو يعطي نصر جماعي بدلاً من العمل الفردي الذي لا يعطي إلا نصراً فردياً.
وقدم د.أنس النجار وهو عالم مصري المتخصص في المجال النووي محاضرة طويلة حول التلوث من النووي وكيفية التعامل معه مستشهداً بكارثة تشرنوبل وحرب فيتنام وبكتاه حول كارثة تشرنوبل، ثم قدمت د.منى قطب الطبيبة المتخصصة في الطب الشرعي والتي ساهمت في العمل مع جثث ضحايا العبارة "السلام 98" وأشارت إلى حاجتنا إلى توفير أدوات وحقائب مناسبة للجثث كما أشارت إلى الصدمة النفسية الرهيبة التي شاهدتها على الأهالي وهو يرون ما عثر عليه من جثث الضحايا أو أجزاء من الجثث لدرجة أنهم أوقفوا البحث عن الجثث بعد خمس أيام م نغرق العبارة نتيجة لتلك الصدمات النفسية.
وقدمت محاضرتي حول الآثار النفسية للكوارث وطرق التدخل النفسي، ثم انتهى المؤتمر بعمل ورش ثلاث عمل متوازية قام بها كل من أ.د.عاطف رضوان ود.خالد السيد، ود.محمود ياسين (والتي تظهر أحدها في الصورة ) للتدريب على وضع الخطط للتعامل مع الأزمات.جهد رائع والحمد لله.
واقرأ أيضا:
الأطباء وإنقاذ مصابي الكوارث / وحدة للتدريب على طب الكوارث بالزقازيق / مشروع المساندة النفسية في الكوارث(2) / الصحة النفسية في مواجهة الكوارث