تاراباتاتووووه (2)
عدسات لاصقة
اليوم كانت المرة الأولى التي أرتدي فيها العدسات اللاصقة بعد مرور سنوات عديدة كنت أرى كل ما حولي من وراء حجاب-أقصد من وراء زجاج- وتعجبت وطرت فرحا حين وجدت الحياة أجمل كثيرا مما كنت أراها عليه فالمشاهد من حولي واضحة وملامح البشر جلية والألوان أزهى!!!!
وكنت أعتقد أن الشجر يئن مما يحمله من أتربة وغيره مما نعلمه ومما لا نعلمه ولكنني وجدته يزداد خضرة وبهجة سبحان الله، وكنت أسمع كثيرا وأردد أحيانا أننا يجب أن نغير نظاراتنا التي نرى بها الأشياء، وكنت أحسبه كلاما نظريا لا يسمن ولا يغني من جوع ولكن للحق ارتدائي للعدسات اللاصقة جعلني أسترجع محاضرة كنت حضرتها منذ فترة طويلة في العلاج المعرفي السلوكي.
وكنت حينها أعتقد أيضا أنها محاضرة تتناول معانٍ مجردة غير قابلة للتطبيق، ولكن وجدتني أتذكر المحاضر وهو يشير إلى عينيه ويقول أننا نعاني من "5" مشكلات خطيرة في التفكير تنبع -ويشير مرة أخرى لعينيه ثم أعيننا- من رؤيتنا!!
1. النظرة التشاؤمية للأمور والأشياء: حيث أننا نفسر الأحداث على أسوأ وجوهها فمثلا في معركة اليمامة حين استشهدَ خمسمائة شهيد ممن يحفظون القرآن بصدورهم فبدلا من رؤيتنا للأمر أننا قد خسرنا حفظة القرآن بضياع خمسمائة صدر يحمله فإننا نرى أن ذلك كان خيرا لأن نتيجته كانت جمع القرآن لنجد المصاحف بين أيدينا حتى الآن بل وحتى تقوم الساعة.
2. النظرة القاصرة للمعاني الضخمة: فعندما نسجن أنفسنا داخل حيز لا نخرج منه فإننا نرى كل ما فيه أكبر من حقيقته وقدره وحجمه بينما خروجنا منه سيعيد كل شيء إلى قدره وحجمه الحقيقي!!
3. الإلقاء باللوم علي الآخرين: والضغط علي دورهم السلبي في عمق حياتنا فنهول دور الشيطان وظلم وجور البشر لنا وفساد المجتمع وانحلاله وطوارئه وهنا نحتاج للإجابة على سؤالين
أ. الناجحون الناجون من بيننا كيف نجحوا وكيف نجوا؟
ب. إذا كانت تلك السلبيات موجودة حقا أفلا يوجد شيء إيجابي في حياتنا جديرا بأن نتشبث به؟
4. اعتبار أن ضعف الإيمان هو سبب كل فشل وهذا غير صحيح!! فالحياة تسير بأسباب نجاح والله عز وجل يهب النجاح للصالح منا والطالح فينا إذا أخذ كل منهما بتلك الأسباب من همة ونظام وتخطيط ومثابرة والكثير الكثير ولكن يعطي الإيمان لهذه الأسباب قيمة في الدنيا والآخرة ويعطيها قوة وهناءة وسلامة لا يتذوقها إلا المؤمن.
5. الشعور بأن الشيء الذي يضيع يكون ضياعه أبديا: فإذا كان لنا هدف أو حلم وضاع فلم لا نحدد هدفا آخر وحلما جديدا؟!
فالإنسان سيظل يبدأ من جديد مهما كان حجم فشله ومهما تأخر ما دام الأجل لم يحن بعد!!! وحتى الآن لا أتصور أن ارتدائي للعدسات اللاصقة فعل بي كل هذا ولكن هل إذا ارتدى الشعب المصري عدسات لاصقة هل سيرى مصر أفضل؟
مع تحيات تاراباتاتوووووووه
ويتبع >>>>: تاراباتاتووووووه (4)
واقرأ أيضًا:
يوميات مجنونة صايمة مقدمة / من أنت؟