في النساء أمومة ودفء، أتحدث عن الأغلبية، ومنهم أستفيد!!
المرأة مدرسة إذا تعلمت من فنون الحياة، وهي تعطي بمقدار ما تعلمت وأخذت، وبمقدارها تتحرر من الأنانية والاعتمادية وقلة النضج، وأنا أنتنبه عندما تتحدث النساء، وأهتم بما يقلن لي أكثر مما يقلن عني لبعضهن البعض!! ويجدر بالمرء أن يصغى لبعض أحاديث الناس، ويقلن "فلانة تقول عنك كذا"، وفلانة قالت كذا، وأنا أحاول أن أتعلم وأنقل ما أعتقد أنه معرفة تفيد في عملية تدوير تكتمل حين يروي البعض عني!!
وعندما بدأت أكتب وأنقل وأقول: قالت لي إحداهن، أو كتبت لي واحدة تقول.. أو ما شابه، ظنت كل واحدة أنني أعيش في عالم بلا رجال، أو لا أستمع إلا للنساء، ولا أتعامل إلا معهن!!
ولعل بعض الرجال أو أكثرهم شعر بالغيرة أو الحسد، وتمنى لو كان في مهنتي أو مكاني، ولم يتوقف أحد أمام سؤال بسيط وهو: لماذا أخفي شخصيات المتحدثات، ولا أذكر أسمائهن؟!
لماذا أغفل التصريح بحقيقة المكان والزمان والظروف التي تجري فيها هذه المحادثة أو تلك؟! وفكرت: هل من الأخلاقي أن أذكر اسم الزميلة التي قالت كذا، أو المريضة، أو القريبة، أو الشخصية التي صرحت بكذا؟! هل تحب هي أن أفعل؟! جربت، وكانت النتيجة صفرا!!
مثلا سألت إحداهن مؤخرا -وهي زميلة أعتز برأيها كثيرا- وكانت ترد على آراء وأفكار أتناولها في كتاباتي.
قالت: أختلف معك في إدراكك لمشاعر المرأة التي تعيش بلا علاقة مع رجل، المرأة أكثر تركيبا، وأقدر على التعامل مع احتياجاتها العاطفية والجنسية بطرق متنوعة وشديدة التعقيد والثراء.
قلت لها: مرحبا إذن بمقال تشرحين فيه وجهة نظرك، أو مشاركة تعرضين فيها رأيك على هامش إجابة من إجاباتي، ويسعدني أن يكون أمام القراء أكثر من وجهة نظر لعل هذا يشجع المزيد والمزيد على الكتابة.
ردت: لا: آسفة.. غير مستعدة للإفصاح عن آرائي أو خبراتي هذه أمام الناس، كفاية حضرتك!!
فقط سأكتب خواطري ومعارفي وما وصلني عبر الدراسة والممارسة بشكل خاص ردا على أفكارك، وليست للنشر منسوبة لي!!
قلت: طيب.. ممكن بعد ذلك أنقل عنك قائلا: قالت لي إحداهن؟! قالت: ممكن طبعا، مش جديدة عليك.
سرحت متأملا: كم من العلم والحكمة، والخبرات والمعارف النظرية والعملية يظل حبيس الرؤوس والصدور ثم القبور دون أن يتاح للناس أن أصحابه يخشون اللوم، أو يخافون البوح، أو هم حريصون على صورتهم أمام الناس أكثر من حرصهم على الوصول إلى الحقيقة وتوصيلها!!
إلى أي مدى تظل الحقيقة هي القيمة الأعلى؟! وإلى أي مدى أحتاج أنا إلى بعض الأنانية كما نصحني أحدهم مؤخرا!! "ليس كل ما تعرفه يتحمل الناس نشره"، معقول؟!..
اقرأ أيضا:
على باب الله: كائنات منقرضة / على باب الله: الإنسانة