أصدرت منظمة الصحة العالمية البيان التالي عن الوضع الصحي والإنساني في بيروت: بيان منظمة الصحة عن الوضع في لبنان
الالتزام بالشرائع الدولية أثناء الحرب يؤدِّي إلى تفادي الكارثة في لبنان:
إن المكتب الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، يراقب بقلق واهتمام بالغين الأحداث الدامية والمشاهد المرعبة التي تتوالى كل لحظة، في لبنان، من قتلٍ للأطفال والشيوخ والنساء والعجزة، وتقطيعٍ للطرق وهدم للجسور والمباني فوق من يحتمي بها، وقصفٍ متعمِّدٍ لوسائل المواصلات والموانئ والمطارات، وإعاقةٍ للخدمات الإنسانية والطبية والإسعافية، وتخريبٍ للمرافق الحيوية، والخدمات الصحية والمدارس التي يقصدها النازحون طلباً للأمان، وتدمير للبـِنَى الأساسية، مما ينذر بحلول كارثةٍ إنسانية تعم المنطقة بأسرها، ولا تقتصر على لبنان، نظراً للنزوح الكبير للسكان.
وتوقُّع أن تفاقم العواقب البيئية من التأثيرات الضارة على صحتهم، ولاسيَّما صعوبة إيصال المقومات الحياتية لمن يحتاج إليها، فانقطاع المياه والكهرباء وتعطُّل خدمات الصرف الصحي وصعوبة الانتقال من مكانٍ لآخر وانعدام الشعور بالأمن، وغياب الالتزام بكل ما تفرضه الشرائع الدولية أو المبادئ الإنسانية، كل ذلك يساهم في خلق بيئة مواتية لظهور الأوبئة والأمراض الفتَّاكة والاضطرابات النفسية لدى الأطفال والمستضعفين.
ويدعو المكتب الإقليمي إلى الالتزام بمضمون الشرائع التي نصَّت عليها المعاهدات الدولية ولاسيَّما احترام المدنيِّـين، والحفاظ على المقوِّمات الحيوية للمجتمعات المدنية، كما يدعو بشكل خاص، هذه الأيام، للاتفاق على ترسيم طُرُقٍ آمنة، تخصَّص للعاملين في الإغاثة الإنسانية والصحية، وإلى تسهيل توصيل المساعدات الطبية والغذائية لمن يحتاج إليها، دون المساس بمن يستخدمها لهذا الغرض النبيل (19 تموز/يوليو 2006).
شكرا منظمة الصحة العالمية، شكرا من قلوبنا إلا أن لعقولنا رأيا آخر فممن الواضح أن ما يجري الإعداد له الآن عالميا هو أن لبنان سيصبح مرةً أخرى ولمدة لا يعلمها إلا الله جبهة قتالٍ مفتوحة، ولقد عاصرنا حقبة الحرب الأهلية اللبنانية والتي كان يعزى استمرارها لسنوات طويلة إلى تدخل أطرافٍ خارجية، ولم تكن مقولة النظام العالمي الجديد قد طرحت بعد ولا مقولة الحرب على الإرهاب، لكن الموت كان أكثر والدمار كان أكبر والوجع الناتج عن حرب الأهل فيما بينهم أكبر بكثير مما يجري الآن.
من الواضح أن الفشل الذي منيت به إسرائيل وأمريكا في شق وحدة الصف اللبناني بعد إجبار سوريا على التخلي عن دورها في لبنان، هذا الفشل كان داعيا لما يحدث الآن لأن المطلوب هو أن تكونَ لبنان جبهة قتالٍ مفتوحة إما من خلال الحرب الأهلية أو بيد إسرائيل، ونحمد الله أن جاءت الهجمة الإسرائيلية بعكس ما توقعه الصهاينة فاتحد اللبنانيون بشكلٍ أشاد به العالم،....... أذكر حين كنت في بيروت سنة 2000 لحضور مؤتمر اتحاد الجمعيات العربية للعلوم العصبية، وكان التاريخ هو الرابع عشر من أبريل حيث كانت ذكرى انتهاء الحرب الأهلية في لبنان ووقف الخطيب يقول واصفا ذلك اليوم بأنه: "ينذكر ولا ينعاد"، ومن الطريف يومها أن المؤتمرين اتفقوا على أن يكون الانعقاد التالي للمؤتمر بعد سنتين في القدس المحررة!
المهم أن الصهاينة فشلوا رغم إخراج سوريا في فتح حرب أهلية في لبنان وفشلوا في نزع سلاح حزب الله، فلم يكن أمامهم إلا فتح الحرب بأنفسهم وجعلها حربا مفتوحة، وبعيدا عن مقولة الكيل بمكيالين أو ازدواجية المعايير فإن ما يحدث رغم بشاعة وشراسة الهجمات الإسرائيلية إنما يصب في وحدة الصف اللبناني حكومة وشعبا وفي وحدة الشعوب العربية بانتظار رحيل زعماء زمن الهزائم العربية المتتالية ليكون النزال الحقيقي، وأما المنتظر قبل ذلك فهو إعلان المنطقة العربية كلها منطقة حرب مفتوحة والله أعلم إن كان ذلك سيحدث مرةً واحدة أو على مراحل لكن الانفجار قادم قادم، ولن يأتي النزال بغير الخسران للصهاينة وعزاؤنا أن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار!
اقرأ أيضا:
تحيا كوريا الشمالية: يحيا حزب الله / المارد الذي.... بعيدًا عن النزال