بعد أن عايشت رعب القصف وصور الدمار، أشاهد الآن بين فنية وأخرى مأساة إنسانية محققة، وفقدان للحدود الدنيا من حاجات البشر من مأكل ومأوى ودواء بل من إمكانية دفن الشهداء وعلاج الجرحى، وهو أمر يمتد الآن من مدينة لأخرى في لبنان، وكان من بين ما سمعت استغاثة رئيس بلدية صور الذي ناشد العرب والشرفاء في هذا العالم بل إنه ناشد العالمين أن أغيثونا.. الدواء والمؤن الغذائية تنفذ وجثث الشهداء ملأت برادات المستشفيات ولا أمل في صمود أو استمرار دون تمتين وضع المدنيين في مواجهة حرب مفتوحة وممتدة حتى الآن.
أعلم أن الطرق الرئيسية والفرعية قد دمرت سواء الدولي منها أو ذلك الذي يربط مدينة بأخرى أو قرية بأخرى، ولكن لا خيار لنا إذا ما أردنا أن ننقذ أنفسنا من شبح المشاركة في جريمة إنسانية بالصمت أو بالعويل أقول لا خيار لنا إلا بالاستماتة في دعم ومساندة هؤلاء المحاصرين وhقترح التالي:
أن يعلن عن تكوين وفد من شخصيات عالمية عامة مؤثرة (عربية ودولية) تضم علماء دين.. سياسيين.. فنانين.. رياضيين...... تدخل إلى أراضي لبنان برا أو بحرا بعد إعلانها ذلك دوليا وتحملها لتبعات الأمر في مبادرة تضحية تضع الآلة العسكرية الإسرائيلية أمام مأزق محاولة استهدافها على أن يحمل هذا الوفد المساعدات الإنسانية العاجلة للمدن اللبنانية المنكوبة من غذاء ودواء ومواد إسعافية وهو بذلك يخلق ممرا آمنا للمساعدات الإنسانية بشكل ملزم على أن يتم ذلك في أسرع وقت ممكن وبرعاية المنظمات الإغاثية الدولية المستقلة.
لبنان -في عمومه- أعلن أنه لن يستجدي مساعدة أو دعما من أحد، فإذا ما سقط سقط وحيدا وإذا ما انتصر انتصر وحيدا. نحن -جميع الشرفاء في هذا العالم- من بحاجة إلى دعمه في مواجهة الكارثة التي اجتاحته، وإلا انضممنا إلى القوائم التاريخية لجرائم الصامتين على الظلم والبربرية.
اقرأ أيضا:
المؤتمر القومي السابع لطب الكوارث / فريق مركز طب الأزمات مصر بخير / شاهدة عيان: ماذا يجري في لبنان1