بينما تدخل المقاومة اللبنانية الباسلة مرحلة ما بعد حيفا.... وبينما نحاول في مجانين أن نكون على مستوى الحدث... فنقدم مادة تفيد المتطوعين للمساندة النفسية لضحايا الحرب والنازحين... ما يزال بعض أو لنقل معظم مستشاري مجانين عاطلين مع الأسف.. فباستثناء أ. داليا الشيمي ود.أحمد عبد الله ود.داليا مؤمن... وأنا قدر استطاعتي، باستثناء هؤلاء يبقى الجميع في حالة من الكسل.......
أعلم وأوقن أن جميع مستشارينا يعيشون حالة من غليان الدم والهم الكبير... خاصة وأن هذه الحرب "السادسة" قد تكونُ أو هي بالفعل بداية النزال الأخير بيننا كأمة وبين الكيان الصهيوني وربما الحلف الإمبريالي كله، إلا أن هناك ما يلجم معظم مستشارينا عن الكلام.
أبدأ بالدكتورة داليا الشيمي صاحبة الإسهام الأكبر والنشاط الأوفر جزاها الله كل خير فهي رغم ما ألمَّ بها من ألم وفجيعة في والدها رحمة الله عليه، رغم ذلك هي الأكثر عطاء لمجانين فيما يتعلق بالأزمة التي نعيشها هذه الأيام، ومقالاتها ومدوناتها تشهد بذلك، كذلك أرسلت لي من سوريا "سماح" وهي طالبة تدرس علم الاجتماع لتطلب معونتي ومشورتي في كيفية القيام بما ألزمت نفسها به هي ومجموعة من الإخوة في سوريا للقيام بتقديم الدعم النفسي والمعنوي للنازحين القادمين من لبنان إلى سوريا وقمت بتمرير رسالتها إلى الدكتورة داليا الشيمي فتواصلت معها وفي نفس الوقت قررت بدء حملة إليكترونية على مجانين لتعليم ألف باء المساندة النفسية لضحايا الحروب في صورة مقالات مفصلة وعدت بأن تضع فيها كل خبرتها العلاجية وبأبسط لغة وأسلوب ممكنين لنكونَ بذلك بالفعل نقدم ما نستطيع في مجال تخصصنا، وفقها الله، وأنا أطالب ابنتنا سماح من هنا بأن ترسل لنا تقريرا أو مدونة يومية إذا استطاعت أو كل عدة أيام عن وضع النازحين في سوريا وعن أحوال الشارع السوري المقاوم.
وأما ابن عبد الله فقد قرر أن يتفرغ لمساندة المقاومة وقرر كذلك تأجيل الرد على ما حُوِّلَ إليه من استشارات رغم تأخره أصلا في الرد، وما يزال يمرر لي كثيرا من المواد لنشرها ويرسل كذلك روابط خاصة بالحرب والمساندة النفسية لضحاياها، كما أرسل لي مشاركة ابنتنا الصحفية الأستاذة أمل عيتاني في مدونته أشباح بيروت، والتي تبلغه فيها فرحها بكتابته أخيرا بعد طول صمت وصفته أنا بالنوم في مدونتي نوم في غير وقته، وأرسلت أنا لها مطالبا بمدونة يومية بعنوان ساخن من لبنان ووعدت بأن ترسل ونحن في الانتظار.
وأما الدكتورة داليا مؤمن... وهي أول من كتب عن واهتم على مجانين بموضوع المساندة النفسية لضحايا الكوارث بوجه عام مبتدئين من كارثة غرق العبَّارة المصرية فأرسلت لي مقالا قصيرا للأستاذ الدكتور سمير أبو المجد ظهر تحت عنوان المساندة النفسية وضحايا العبارة، وها هي تبحث وتدون وتمرر لي صورا ومحاولات شعرية ومقالات منذ بدأ القصف على بيروت، وذلك رغم أنها مثلي ومثل الأستاذة لمى عبد الله تعاني من آلام الظهر من كثرة الجلوس أمام شاشة الحاسوب.
طالبت الدكتور محمد المهدي بمقالات حول الوضع الذي تعيشه شعوب المنطقة، وبأن يجيب على المتأخر جدا لديه من المشكلات، فلم يرسل غير مقال الفئران المحبوسة وما يزال متأخرا في ردوده مقلا في كتاباته على غير عادته، وأما الأخ الدكتور عبد الحسين روزقي، العراقي المقيم في العراق فقد انقطعت أخباره منذ مدة طويلة وأرسلت له كثيرا من الرسائل الإليكترونية ولم أتلق أي إجابة، لعل المانع يكونُ خيرا..
أما الأستاذة صفية الجفري فقد بعثت لها بريدا إليكترونيا أدعوها فيه للجهاد للقيام بدورها... ولم يصلني منها إلى الآن إلا إن شاء الله إضافة إلى شكرٍ لي، وها هي مجانين في الانتظار ما تزال، واليوم وصلني مقالٌ من الدكتورة حنان طقش عن الأحداث أتمنى أن يكونَ بداية يتبعها مزيد من إسهاماتها.
وأما الأستاذة نانسي نبيل فما زالت تتابع الجرائد والقنوات الفضائية وتتصفح الإنترنت وتكتب تعليقاتٍ وتحليلاتٍ ثم لا تجزهها للنشر لأن لدينا مادة للمستشارين تحتاج منها لتجهيز، وهي تفضل الوفاء بواجبها كمحرر ومساعد محرر ورئيس تحرير، ربنا يقويها.
وبالأمس الجمعة طلبتني الأستاذة نجلاء حلمي المذيعة المشهورة بإذاعة الشباب والرياضة لتبلغني بأنها ستجري معي حوارا تليفونيا يبث على الهواء لتسألني عن آخر أخبار مجانين في الصيف، فقلت لها أن حر القنابل في فلسطين ولبنان لا يترك مجالا للتفكير في الصيف ونحن الآن متفرغون لدعم المقاومة والمقاومين فطلبت مني أن أركز على موضوع الاستشارات فرفضت فقالت إذن سأبدأ أنا معك الحديث عن موضوع لبنان وقل نبذة عن الموضوع، وكان لسان حالها يقول نحن إذاعة شباب ورياضة مالنا ومال المقاومة....
والحمد لله الذي سددني ووفقني لأقول ما يجب قوله! رغم أنها لم تسأل إلا عن المشكلات، فلا أظن أن الوقت الآن سيكون مناسبا لنرد على قلق بشأن البكارة أو العادة السرية أو طول القضيب أو عرضه أو انحرافه أو غير ذلك من المشكلات التي شبعنا من تكرارها!
من المؤلم لي وفي هذا الوقت تحديدا أن يظل كثيرون من مستشارينا صامتين رغم تأكدي من قدرتهم على المشاركة، ولا أظنهم نائمين وإنما أحسبهم في مرحلة الصدمة ما يزالون وأما أوجاع الظهر فلا أظنها تكفي مانعا من المشاركة ولا حتى والله أوجاع العنق التي أعيش ليل نهار بين شاشة مجانين ووجوه مرضاي، كل هذه الأوجاع أخف من أوجاع القلب والروح التي تسببها تصريحات زعمائنا الرسمية، وأخف كثيرا مما تسببه رؤية ما يجري في لبنان وفلسطين والعراق.... ليس هذا وقت الشكوى من ألمٍ جسدي.... إنه وقت النزال.. والمجد للمقاومة.
اقرأ أيضا:
الفئران المحبوسة وبلادة الحس العربي / هذه هي إسرائيل الطيبة يا مستر بوش... / هالة الفيصل .. طاب الموت يا عرب / المارد الذي.... بعيدًا عن النزال
التعليق: مبادرة جميلة و"حكيمة" في التصرّف حسب موقع كل متخصص وما يُحسنه بارك الله فيكم وإن كنت بعيداً جداً عن السياسة والحروب