على باب الله الإعلام الشعبي 30/7/ 2006
وهو الدور الذي تحدثت عنه كثيرا، وتناولته كتابة، وفي لقاء مؤخرا على قناة إم. بي. سي في برنامج "اليوم السابع" مع "محمود سعد" فكرة الإعلام الشعبي ترتكز على أهمية وفاعلية الاتصال المباشر بين الناس في مقابل فكرة الإعلام والاتصال المركزي، وغير المباشر بواسطة الصحف مثلا أو الإذاعة أو التليفزيون.
طبعا نرى أن الصحف والقنوات الفضائية والأرضية ليس سواء، وهناك من يقدم الحقيقة، ويحرص عليها، وهناك من يكذب أو ينافق أو يغير لمصلحة هذا النظام أو ذاك. وهناك أيضا مواقع الكترونية، ومواد متوافرة، وأخرى يمكن أن تتوافر مسموعة ومرئية ومكتوبة، وأقصد هنا المعلومات الإيجابية التي تدعم القضية، وتساند المقاومة، وتشرح تفاصيل حقوقنا ووضعنا، ومنطق الصراع بيننا وبين أعداءنا.
هذه المواد تحتاج إلى نوع من التجميع، وأحيانا إلى أن تتحول إلى أشكال قابلة إلى تداول أوسع، ووصول إلى قطاع أكبر من الناس، ومن ثم يكون النشر والتوزيع. لماذا لا تتوافر خطب وأحاديث "حسن نصر الله" مثلا لتكون متاحة على المحمول "صوتا وصورة"؟! لماذا لا يتداول الناس تقارير الجزيرة وغيرها عن سير المعارك، وعن جهود الدعم والمساندة، وعن صمود الأهل والأبطال في لبنان رغم شراسة المعركة؟!
لماذا لا تكون الصورة أو الفكرة أو المعلومة النافعة المتاحة في مكان، وبوسيط إعلامي معين متاحة للجميع، وبوسائط أخرى متنوعة ومختلفة؟!
لماذا لم أجد دوائر للاتصال الشعبي بين الناس في العالم العربي كله، وبين اللبنانيين والفلسطينيين مثلا.
لماذا لم أجد الألاف بل الملايين من الشباب والفتيات، ولدى كل منهم إجابة تامة لاستخدام برامج الكمبيوتر الخاصة بالتعامل مع الصور والمعلومات والأصوات، ولنجد لدينا آلافا من نقاط الاتصال الشعبي مع الصامدين نسمع منهم، ونقول لهم!!
ونتداول مئات التقارير والإبداعات المتاحة للنقل شرحا للقضية، للصغار والكبار، داخليا وخارجيا، بالأسلوب المناسب هنا وهناك؟!
لماذا لم ينطلق الخيال والابتكار لنرى أغنيات أو مسرحيات أو أفلام تسجيلية أو درامية قصيرة تتناول ملحمة الصمود بطريقة مباشرة أو غير مباشرة!!
الأدوات بين أيدينا، والأفكار بلا حدود، والإمكانيات كثيرة، فلماذا لا نبني شبكات للإعلام الشعبي هي بالتأكيد أكثر فاعلية وتأثيرا -متى وجدت- من أي شكل إعلامي مركزي، مع عدم إهمال هذه الأشكال المركزية لأنها مصادر هامة للمعلومات والصور والتقارير والأفكار التي نحتاج إلى إعادة بثها عبر الإعلام الشعبي بوسائله غير المحدودة، إذن هناك مهمة البحث عن المعلومات وتجميعها، وتغطية الأنشطة مثلا، ثم هناك مرحلة معالجة المعلومات فنيا وتقنيا، ثم مهمة النشر الواسع.
أحلم بإنتاج "لا نهائي" من المدونات والحكايات والمواد المصورة والمسموعة، أحلم بأن يثق كل شاب في نفسه، وأن تبادر كل فتاة تملك الحد الأدنى من الأدوات لتنتج مشروعها الإعلامي البسيط، ونتطور بعد ذلك معا، بالتعاون والتسديد، وتواصل الجهود.
أحلم بمختبرات إعلامية متواضعة، أنوية إبداعية كل نواة تضم ثلاثة أو أربعة شبان للتعاون في مثل هذا الإنتاج على غرار ورش الإنتاج العائلية الصغيرة في أسيا وهي صاحبة الإنتاج العالمي المنتشر، ونحن نستطيع أن نغرق العالم بالأفكار وأن نغير اتجاهات الرأي العام. ماذا ينقصان؟! لا شيء غير العزيمة، والثقة بالذات، والتوكل على الله!!
لا شيء غير التفكير المنظم، وإدارة الجهود، وشجاعة المبادرة!!
هل نسيت شيئا... ؟
** ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، بالأمس كنت أتابع تداعيات ذلك الحدث المؤسف في قانا وكيف تناولتها الفضائيات العالمية وعرفت أن تغطية مذبحة قانا في التليفزيون البريطاني لم تنشر أيا من صور الأطفال القتلى وهم الأكثر عددًا والأبشع تأثيرا وإنما اكتفت بذكر أرقام الضحايا ثم نشرت بعد ذلك صور اللبنانيين الغاضبين وهم يدمرون مقرًّا لهيئة الأمم المتحدة!! وكان ذلك غريبا، وبنفس الطريقة تعاملت وكالة أنباء السي إن إن مع الحدث وإن ظهرت فيها صورة لواحدة من الضحايا الأطفال، وعندما سُئل أحد المسئولين الإعلاميين في بريطانيا علَّل ذلك الإغفال المتعمد لنشر صور الواقع أو حقيقة ما اقترفته يد الصهيونية الغاشمة، علله بأن ثقافتهم وتقاليدهم تحترم أجساد الموتى ولا تنشرها هكذا على شاشات التليفزيون!!!! كما نفعل! تخيلوا!!
الحقيقة أنني تذكرت في نفس الوقت صور الأسرى المنتهكين والمعذبين حتى الموت في سجن أبو غريب وتساءلت بين وبين نفسي لماذا لم تمتنع التليفزيونات ووسائل الإعلام الغربية عن نشر صور هؤلاء؟؟ ألم يكونوا موتى ومنتهكين جسديا قبل ذلك؟ هل نسينا تلك الصور؟؟؟.... هناك إذن تحيزٌ واضح في الإعلام الرسمي ولذا علينا أن نجاهد بشتى السبل لتصل صور ما جرى ويجري في قانا إلى كل من نستطيع من أصحاب الرأي والفكر في الغرب وعندك حق يا ابن عبد الله.
اقرأ أيضًا:
على باب الله: على خط النار كلنا مقاومة 26/7/2006/ على باب الله: أجندة دعم المقاومة 28/7/2006