لبنان لماذا؟ وفلسطين والعراق لا؟
أستاذي الفاضل الدكتور وائل... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسأل الله أن تكون بخير، أعتذر عن الانقطاع عن الكتابة هذين اليومين، أصبت بنوبة صداع نصفي عطلت حركة المرور في رأسي حفظكم الله من كل شر..
هذه مدونة جديدة ساخن من لبنان دفقة أمل4، وأتفهم كثيراً إذا وجدتها غير صالحة للنشر. قرأت مدونتك اليوم، وأتمنى أن تكون قد زرت لبنان قبل العدوان لتستطيع المقارنة بين لبنان قبل وبعد، وتدرك مدى التدمير الذي تمعن فيه آلة الحرب الصهيونية.. خاصة في الضاحية الجنوبية، لم يعد فيها شيء، لكنه مجرد تنفيس أحقاد وإمعان في الأذى والانتقام من الحجر والبشر لأنه استوعب حزب الله.
على فكرة في الأيام العادية وإذا كنت تتجول ليلاً دون زحمة سير في بيروت، فإن الضاحية الجنوبية لبيروت تبعد بالتحديد سبع دقائق عن بيتي، سبعة دقائق أكون في حارة حريك.. واليوم الضربة على منطقة الشياح كانت أقرب أكثر من الحارة وبئر العبد.. طبعاً كل الغارات أسمعها ويهتز المنزل لمعظمها، ولكننا ما زلنا نحارب التدمير بالحلم بالانتصار.. وبالنكتة أحيانا..
زميلي في العمل خطرت على باله فكرة أن يتصل ببلدية بيروت لتأتي وتفكك جسر "الكولا" الشهير في المنطقة التي أعيش وأعمل فيها.. قبل أن تأتي الطائرات وتقصفه! النصر صبر ساعة.. ولكن هناك من لا يحتمل حتى دقيقة.. نسألكم الدعاء بالتثبيت، مرة مصابنا يكون بالمجازر، ومصابنا الأكبر ووباؤنا الذي لا شفاء منه إلا برحمة من الله، هو بمن زارونا اليوم.. لك مني أطيب التمنيات.
أختك
أمل عيتاني.
8/8/2006
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
استدراكا على الإيميل الذي كتبته متمنية أن تكون قد زرت لبنان قبل الحرب، بعد أن قلت أني قرأت مدونتك، فقد اكتشفت أن الصداع النصفي أصاب كل الفيوزات وإنا لله وإنا إليه راجعون فقد اختلط علي الأمر، إذا كانت المدونة التي قرأتها هي لبنان لماذا؟ وفلسطين والعراق لا؟، فاقتضى التنويه، حتى لا تظن أني أضحك عليك حين أقول أني أتابع مدوناتك، ويكفيك هذا دليلاً عن مدى الحالة الصحية المتوعكة..
أعتذر عن اللبس، وأعتذر أيضا عن سيل الإيميلات الذي أغرقتك به منذ السحر.. ولكن ماذا يفعل من كان حاله مثل حالي، كتر الغلبة بدمه، عذرا للمرة المليون.
8/8/2006
الأخت العزيزة أمل شفاك الله وعافاك، كنت الأمس قد قررت مراسلتك بسبب تأخرك عن إرسال دفقاتك الساخنة من لبنان، ولكنني قضيت الأمس كله بغير اتصال بالإنترنت ببساطة لأن سنترال الزقازيق كان يواجه بعض المشكلات التقنية، وقبل أن أكتب لك اليوم وجدت مدونتك الرائعة ساخن من لبنان: دفقة أمل4، ووجدت أيضًا مشاركتك هذه في مدونتي لبنان لماذا؟ وفلسطين والعراق لا؟، وقررت أن أرد على بريدك هذا باعتباره مشاركة في تلك المدونة وها أنا أستأذنك فما رأيك؟؟
يبدو أنك لم تقرئي آخر مدونة لي على مجانين هكذا لبنان يمنحنا نصرًا ... لا نستحقُهُ! فقد قصصت فيها حكايتي مع من شرفت بمقالتهم من العاملين بتليفزيون المنار، وهذا معناه أنني زرت لبنان وزرت الضاحية بل وأكلت فيها وتسوقت أيضًا من شوارعها برفقة الأخ حسن برجي، ماذا أقول لك يا أمل؟ لقد زرت لبنان أربعة مرات وسأحكي لك عن كل مرة.
المرة الأولى كانت سنة 1998 لحضور أحد مؤتمرات الطب النفسي وكان المكان الذي أقيم فيه المؤتمر هو فندق السنترال بارك على ما أذكر وكان مكان الإقامة هو فندق آخر قريب لا أذكر اسمه، لكن معظم التحركات كانت تتولاها شركة سياحية لم تجعل لي فرصة لمغادرة جونيا أو بيروت الشرقية ولكنني أذكر أن آثار الحرب الأهلية والاجتياح الصهيوني لبيروت كانت ما تزال وأذكر أنني رأيت بناياتٍ بها ثقوب من آثار الرصاص،كما أذكر أنني كنت غاضبا لأنني لم أتمكن من مقابلة أحدٍ من أهل البلد، وبعد انتهاء أيام المؤتمر الطبي الثلاثة أخذتنا واحدة من شركات الدواء لتستضيفنا في فندق البستان هناك على قمة الجبل وقضيت يومين إضافيين.
ولا أنسى ما حييت هذين اليومين الرائعين وإن أوجع قلبي ما سمعته ونحن على مائدة الغذاء في ذلك الفندق من أحد الأطباء النفسيين اللبنانيين (مع الأسف) حيث راح يسب الشقيقة سوريا ويعلن بوضوح لمن ردوا عليه أن الاحتلال الإسرائيلي للبنان خيرا من الوجود السوري، ولكن كان ردي ورد اثنين من الأطباء المصريين كانوا معنا على نفس المائدة أن ما تقوله يا دكتور خيانة، وأكملت قائلا أنا ضيف هنا في هذا البلد الجميل ومعي صحبتي من مصر وكنت أتمنى أن يكون رفيقنا اللبناني شخصا لا يحمل أفكارا مسمومة كأفكارك أنا أعتذر عن الجلوس معك وهممت بأن أقوم وكذلك كاد يفعل زميليّ لكنه والحق يقال قام مسود لوجه هو من على المائدة.
المرة الثانية كانت في أبريل 13-16 سنة 2000 وأيضًا لحضور مؤتمرٍ طبي وكانت إقامتي هذه المرة في فندق ماريوت الحمراء ولم تكن هناك شركة سياحية تنظم لنا أماكن الحركة وبالتالي عرفت أهل البلد وتكلمت معهم ووجدت شموخا وعظمة لم أعدهم فيمن عرفت من العرب، كذلك كان الفرق واضحا بين بيروت 1998 وبيروت 2000 فقد أزيلت آثار الحرب وكان حزب الله قد طرد إسرائيل ولاحظت كذلك اختفاء الخمور من على موائد الطعام (وكانت في المرة الأولى موجودة على كل مائدة) وحين سألت قيل لي أنه أدب تعلمته لبنان من حزب الله، وكانت تلك الزيارة للبنان أروع آلاف المرات من سابقتها.
أما المرة الثالثة فكانت تلبية لدعوة من تلفزيون المنار سنة 2004 وكانت أروع مرة زرت فيها بيروت فقد كانت إقامتي وتحركاتي كلها تقريبا في الضاحية تلك التي أشعرتني بأنني أتحرك في بلدي، وقد قضيت أول ليلة مع الأستاذ توفيق سلوم الأخصائي النفسي ومعد برنامج نافذة على المجتمع وبهرني ذلك الرجل بثقافته وإخلاصه في عمله، ثم التقيت في اليوم التالي بالأستاذ على زلزلي وكذلك الأستاذة سوزان كما أشرت من قبل في مدونة هكذا لبنان يمنحنا نصرًا ... لا نستحقُهُ!، إلا أنني لم يسعدني الحظ بمقابلة من حادثني هاتفيا ودعاني لتلك الزيارة وهو الأستاذ فؤاد عيسى وذلك بسبب ظروف عائلية خاصة به، لكنني في نفس تلك الزيارة قابلت الأستاذ قاسم قصير وهو من معارف ابن عبد الله وكان واحدا ممن زادوني انبهارا بلبنان وأهله الشامخين.
وأما المرة الرابعة فكانت في نفس تلك السنة 2004 لحضور تجمع حركات مناهضة العولمة الذي عقد في بيروت في شهر نوفمبر في فندق بريستول، وكانت تلك المرة بصحبة ابن عبد الله، وهناك التقيت بالدكتور على فياض رئيس المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق وذلك التقيت بالمناضل أنيس نقاش (www.midnet.co.ir )، وبالأستاذ أنور أبو طه المنسق العام للملتقى الفكري للإبداع (www.almultaka.net)، والتقيت أيضًا أيمن مراسل إسلام أون لاين والذي أكثر من تصويرنا ولم يرسل لنا ولا صورة من تلك الصور، والتقيت كذلك بغيرهم كثير، ولعل صحبة ابن عبد الله لي جعلت تلك الزيارة أكثر إثراء لأنه يعرف كثيرين لم أكن لأعرفهم لولا صحبة ابن عبد الله لي.
إذن يا أختي أنا زرت لبنان كثيرا وأسأل الله أن أزورها أكثر وأعرف أهلها أكثر، ولعلني في مدونتي هكذا لبنان يمنحنا نصرًا... لا نستحقُهُ!، أرد ولو جزئيا على سؤالك عن الحاجة إلى التدريب على الشعور بالكرامة من أجل استثمار النصر وإن كنت أرى انتصار حزب الله انتصارا للبنان كله، ولعل لدموع رئيس الوزراء اللبناني أسبابا أخرى، لن أخوض فيها تاركا الباب مفتوحا لتلقي الردود والمشاركات من المستشارين والمتصفحين لمجانين.................. والمجد للمقاومة.
اقرأ أيضًا:
هكذا لبنان يمنحنا نصرًا ... لا نستحقُهُ! / يا سلام على لبنان