غزل البنات والجيش الإسرائيلي:
إن حرب لبنان أكدت للعالم أجمع -بما لا يدع مجالا للشك- الحجم الحقيقي لقوة الجيش الإسرائيلي والتي تكمن أساسا في الدعاية والإعلان التي يمتلكها الكيانان الأمريكي والصهيوني وبغض النظر عن الانتصارات التي يريد الكيان الصهيوني تحقيقها على المستوى السياسي إلا أن الخزي والعار اللذان لحقا بهذا الجيش والفضيحة العالمية التي خلفها له حزب الله لن تمحى من ذاكرة الإسرائيليين أنفسهم –بالطبع ستمحى من ذاكرة العرب سريعا والبركة كما ذكرت في هيمنة وسيطرة الكيان الأمريكي والصهيوني على وسائل الدعاية والإعلان والتلاعب بأدمغة البشر حتى بعض المثقفين منهم– ومن قبل قد توصلنا لحقيقة هذا الجيش في حرب أكتوبر إلا أننا وقعنا مرة أخرى في براثن هذا الجو النفسي والإعلامي والدعائي وعدنا نكرر الأباطيل حول الجيش الذي لا يقهر.
هذه القوة المزعومة المكذوبة شكّلها وطنطن لها كبار المسؤولين في إسرائيل وأمريكا حتى أنهم صدقوا أنفسهم وصدقهم "شعب الله المختار" وصدقهم من ورائهم العالم كله وكان أول المصدقين الأنظمة العربية التي من مصلحتها أن تصدق وكان من الطبيعي لهذه الأنظمة أن يجندوا كل وسائلهم وبطانتهم للترويج لمثل هذه الأكاذيب.
لكننا الآن كشعوب عربية في مفترق الطرق إما أن نستثمر فرصة الجذوة المشتعلة في نفوس الناس والتي أرجو ألا تخبو بانتهاء الحرب أو إعلان وقف إطلاق النار وأن نستفيد من هذه الظروف وما أثمرته في النفوس من إحياء الأمل بأننا منتصرون لاشك في ذلك وأن القوة التي نخافها ونهابها ما هي إلا فقاعة من الهواء أو شكل من أشكال غزل البنات الذي كنا نخدع بحجمه الكبير الهائل عند شرائه ونحن صغار فإذا به هشا ضعيفا يذوب سريعا في الفم قبل أن تمسه أسناننا...
أقول إما أن نقاوم أو نستسلم مرة أخرى لهؤلاء الذين يريدون محونا وإبادتنا ونبارك مشروعاتهم القذرة عن الشرق الأوسط الجديد.... المسألة أصبحت... نكون أو لا نكون.
وأنا أرى الأمل بارقا في سماء العالم العربي رغم كل عيوبه وسلبياته رغم الكابوس القابع على صدورنا من أنظمة أقل ما يقال عنها أنها أنظمة تلعب الخيانة بخيابة.
الأمل الذي يلوح لنا من بعيد هو ذلك الجيل القادم.. أطفالنا... نعم أطفالنا الذين سنربيهم على معنى لم يرد في قاموسنا منذ حرب أكتوبر معنى جديد اسمه المقاومة المشروعة فلنقرأ على مسامعهم تاريخنا وبطولاتنا فلنحكي لهم قصص بطولات العصر الحديث وما فعله حزب الله في الجيش الذي لا يقهر فلنربهم على الحرية والعزة والكرامة لخلق بطولات جديدة......
اقرأ أيضًا:
قانا وما بعدها بيروت يصل ويسلم / لبنان لماذا؟ وفلسطين والعراق لا؟ / شاهدة عيان: ما الذي يجري في لبنان2 / وجع المخاض 2/8/2006 / هكذا لبنان يمنحنا نصرًا ... لا نستحقُهُ! / لبنان لماذا؟ وفلسطين والعراق لا؟