تقرير اليوم الأول من زيارة د.أحمد عبد الله للبنان
في اليوم الأول 27/ 8 / 2006 انتهزت فرصة احتفالات الجنوب بذكرى الصمود وتوجهت لزيارة بعض المناطق الجنوبية، فمررت بصيدا وصور ولكن قضيت الوقت الأكبر بمثلث البطولة وأعني به (بنت جبيل-عيترون-مارون الراس).
بنت جبيل تحديداً من أكثر المناطق دماراً، هناك لا يوجد ماء ولا كهرباء..... بنايات مهدمة بالكامل... والقصف والتدمير لم يستثني المستشفيات ولا المدارس ولا المنازل حتى المتواضع منها...... ولكن محاولات إعادة الحياة الطبيعية إلى سابق عهدها يجري على قدم وساق، وحكايات القتال البطولي الشرس الذي خاضه رجال المقاومة دفاعاً عن أرضهم لا يتسع لذكرها المقام.... ولكنها تقترب من الأساطير أو لنقل المعجزات، وإن كانت الأوضاع النهائية على الأرض تشير إلى صحته بأعداد لا يمكن حصرها.
حاول الإسرائيليون اجتياح الجنوب بعتادهم وعدتهم فتصدى لهم عشرات الرجال المجاهدون فدحروهم وعادوا خاسرين.
ختمت هذه الجولة وعدت إلى مارون الرأس التي تبين لي أنها منطقة مرتفعة على خط التماس بين لبنان وفلسطين المحتلة.. وظللت أتوغل في البلدة أنا ومرافقي بالسيارة حتى وصلنا إلى نقطة يكاد لا يصل إليها أحد.... لأنه في المنازل المحيطة بها يربص بعض الجنود والقناصة الإسرائيلية مختبئين.
الفضول ربما أصلاً وحب هذه الأرض، ظاهرة تشريف الله لها ثم بدماء الشهداء الأبرار التي سالت عليها، هذه العوامل وغيرها يمكن تخمينه كانت وراء حركتنا أنا ومرافقي خطوة خطوة حتى لم يبق بيننا وبين فلسطين المحتلة إلا أقل من مرمى حجر.
الشيء الأبرز أن اللبنانيين حريصون أشد الحرص على مواجهة الموت بالحياة والدمار بالإعمار بأسرع وقت، وهم يعبرون عن هذا بأبسط وأبلغ الأساليب. بعودتهم إلى ديارهم وإلى أرضهم حتى في بنت جبيل الأكثر تضرراً، وكما ذكر لي رئيس بلديتها: أن كثيرا من أصحاب المساكن المهدمة يأتون لقضاء النهار في بلدتهم ثم يعودون قبيل الغروب إلى الأماكن التي نزحوا إليها أو المأوى الذي لجأوا إليه.
لبنان/الجنوب
اقرأ أيضًا:
على باب الله: حروب الإدراك والكرامة / على باب الله: عاجل من لبنان 28/8/2006