تقرير اليوم الثاني من زيارة د. أحمد عبد الله للبنان
مقتل هذه المقاومة يكمن في عزلها ودمغها بالطائفية، الحرب الأخيرة على لبنان أشم فيها رائحة المذهبية نفاذة، لم تتصاعد من خطاب حزب الله المعلن، ولا ما وصلني من سلوك قيادته بل وقواعده.
إنما الروائح فاحت من الأطراف الأخرى بداية من استهداف إسرائيل للجنوبيين: جنوب بيروت، والجنوب اللبناني كله، حيث تتركز نسبة كبيرة من أهلنا شيعة لبنان، فبدأ الأمر وكأنه حرب ضد الشيعة في لبنان ومنظمته المتمثلة في حزب الله أو هكذا أرادوا له أن يبدو!!!
روائح أخرى مذهبية نفاذة فاحت من فتاوى مشبوهة ورسائل وخطابات ملغومة ومسمومة يتداولها الناس على النت وفي المجالس، تكرر كلاماً قديماً ومملاً يعمم ويخلط بين التاريخ والفقه والعقائد والواقع الاجتماعي والسياسي المعاصر، وكل عنوان من هذه العناوين يستحق بحثاً مستقلاً متعمقاً ولا يليق معالجة تراكمات قرون بمثل هذه الخفة والتسطيح السائد غالبا!!!
روائح مذهبية أخرى تفوح من كلمات بعض السياسيين اللبنانيين والعرب، وبعض التقارير، مستوردة ملفقة أو محلية صادرة عن أدعياء العلم ببواطن الأمور تروج كلام سخيف ساذج ضد التاريخ وضد الواقع والجغرافيا والمنطق، عن نية حزب الله في إقامة دولة إسلامية أو شيعية في لبنان!!!
المشكل أن ذهنية الشيعة السائدة جاهزة للوقوع في شرك الشعور بالاضطهاد والمظلومية على خلفية ما جرى من تمييز وتعسف ضد الشيعة هنا أو هناك في هذا العصر أو ذاك، وتزداد الخطورة على خلفية ما قدمت به كلامي من أن القصف والتدمير قد استهدف بالفعل مناطق تسكنها أغلبية شيعية. وليس هذا هو الخطر أو الاستحقاق الوحيد في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، لكن ربما يكون الكرت الرابح الذي تراهن أمريكا وإسرائيل أن تربح به ما فشلت بالحصول عليه بالعسكر والسلاح إن في لبنان أو في العراق!!!!.
لبنان / الجنوب
28 / 8 / 2006
اقرأ أيضًا:
عاجل من لبنان 27/ 8 / 2006 / على باب الله: حروبنا وقتلانا 21/8/2006