ساخن من لبنان الأحد 20-8-2006
في اليوم الرابع لنا في لبنان البطل كنا على موعدٍ مع مفاجآت عديدة، اليوم كان مختلفا ومكان إقامة التدريب أيضًا وموعد إقامته وأجواؤه كل ذلك يختلف، كنا قد دعينا من قبل اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني لتقديم دورتنا التدريبية لمجموعة من شبابه، هم يساريون عرفنا ذلك ولم نجد مشكلة في التعاون معهم لأننا في الحرب نحتاج كل مقاوم وكل مساند بغض النظر عن انتمائه العقدي أو السياسي، وهكذا يجب أن نكون كما يجب أن يكونَ كل مساند.....
كان مقر الاتحاد شقة في الطابق الثالث من إحدى بنايات وسط بيروت وكان في استقبالنا في الحادية عشرة صباحا الأخ عربي العنداري أمين السر العام للاتحاد، وكان كل شيء متواضعا في ذلك اليوم ربما لأن اليساريين لا يتلقون أي دعم في هذه المرحلة من تاريخ العالم ولما كانت نصرة الفقراء والمقاومين هي جوهر اهتمامهم فقد كان تواضع كل شيء متماشيا مع ذلك.
المكان وهو شقة متوسطة المساحة جدرانها كلها مملوءة برسومات وشعارات وما يبدو أنها هتافات مثل: "الشعب لما يجوع بياكل حكامو" و"البنزين زاد والجاز زاد بزيادة"، وغير ذلك مما لم أعد أذكر وهنا كانت صورة الأسير سمير القنطار وهناك صورة جيفارا، وهنا صورة سمير القنطار وتلك صور لمقاومين لا أعرفهم، وكان الحضور الأنثوي واضحا ولم تكن من محجبات عدا رفيقتي الأستاذة داليا، والأستاذة سمر، وكان التدخين على ودنه كما نقول في مصر وكذلك كان كل شيء يوحي بألا التزام بأي شيء غير المقاومة.
سألت الأخ عربي عن تعريف بالاتحاد فناولني كتيبا صغيرا عنوانه "المؤتمر الوطني السادس شباب من أجل العلمانية، الوثيقة المقررة في المؤتمر".... قلت في سري شكرا... ربما وجدوا دعما من الأحزاب اليسارية الفرنسية، وأخبرنا عربي باعتذاره لأن التيار الكهربي مقطوع وأنه سيصل بعد الثانية ظهرا، وأن هذا سيجعل المكان شديد الحرارة أو "شوب كتير" كما يقول اللبنانيون،....... قررت بيني وبين نفسي ألا أتسرع بالحكم على من أرى من الشباب، خاصة وأنني أخذت فكرة طيبة عن بعض اليساريين أثناء مؤتمر مناهضة العولمة بيروت 2004، ومن خلال علاقتي ببعض أعضاء الحركة المصرية لمناهضة العولمة.
بدأنا كالعادة بكلمة الأستاذة سمر للتعريف بالمشروع وبإسلام أون لاين، ثم بدأت عرضي وناقشني عديدون منهم فيما أقول وسألوني عن تفسير بعض ما ذكرت من كلمات خاصة أحدهم عرفت فيما بعد أنه يدرس الفلسفة والهندسة، إلا أنني رغم ذلك شعرت بأن لديهم اهتماماتٍ أخرى، ولم أستفض في الشرح والتوضيح في ذلك اليوم ولا وجدت المكان مناسبا لأجمع الظهر والعصر، وبعدي قامت الدكتورة داليا الشيمي بإجراء ورش العمل والتي بينت إلى أي حد هم قليلو الجدية مع الأسف، ولكن داليا رغم ذلك -جزاها الله خيرا- أكملت ما ألزمت نفسها به وأدت ما اعتادت أن تؤديه.
خرجنا بعد ذلك وسرنا قليلا في الشارع الموصل بين تلك البناية وبين مقر جمعية الإرشاد والإصلاح الخيرية الإسلامية، ومن هناك أخذنا الشيخ غسان وأوصلنا بسيارته إلى الفندق الذي نقيم به، وبينما لم تعد معنا سمر إلى الفندق وظلت مع الأخ أيمن عبد الوهاب لاستكمال جهودهما في التنسيق والحقيقة أنها كانت جهودا مضنية حتى سقط الشاب من الإعياء فنام وضيع موعدا، فما بالكم بحال الأخت سمر دويدار؟ والتي لم تضيع موعدا ولا وقتا في النوم أعانها الله طوال رحلتنا!
نامت داليا الشيمي لتستريح من مجهود كبير تبذله يوميا منذ وصلنا لبنان، فتحت أنا الجهاز لأكتب لمجانين، ودخلت على الإنترنت وكان بطيئا بشكل خانق لم أعهده من قبل في بيروت، ظلت صفحة مجانين تحمل مدة ثلاثة دقائق.... قلت قدر الله وما شاء فعل وخرجت من الإنترنت لأكمل الكتابة لمجانين، وبينما سمر دويدار لم تكف وما تزال تطالبني بأن أكتب تقارير لإسلام أون لاين لم أكن قادرا على غير الكتابة لمجانين لماذا؟؟ ربما لأنني أكتب من قلبي ودون أي تحفظ هنا بينما شروط ومواصفات ومعايير النشر في إسلام أون لاين غير واضحة لي!
هكذا كنت أفكر........... وكان الاثنين بالفعل يوما من أقل الأيام توفيقا في لبنان، ولكن حمدت الله وسألته التوفيق.
ويتبع >>>>>>>: ساخن من لبنان الثلاثاء 22-8-2006
اقرأ أيضا:
لبنان لماذا؟ وفلسطين والعراق لا؟ مشاركة / ليه مش بتمسك إيدي، مشاركة