ساخن من لبنان الاثنين21-8-2006
صحوت من نومي في التاسعة من صباح هذا اليوم الذي كنت أنتظر فيه رد الأخ فؤاد عيسى والذي هاتفته بالأمس ليعدَّ لي لقاءاتٍ مع أهلنا في الجنوب، الآن أنا مسئولٌ عن نفسي ولست مهتما بقواعد السير والأمان التي كانت تهتم بها الأستاذة سمر، وانشغلت في إعداد نفسي للقيام بأعباء اليوم التدريبي كله وهو ما يعني إضافة جهد داليا الشيمي إلى جهدي والحقيقة أنها كانت دائما تبذل جهدا أكبر، فبينما ألقي أنا ما يشبه المحاضرة للتعريف ببعض المفاهيم تقوم هي بإجراء التدريب الفعلي للمتدربين.
وفي العاشرة والنصف تقريبا اتصل بي فؤاد ليبلغني أنه اتصل بالأخ توفيق سلوم (وهو معد برامج في تليفزيون المنار)، وأنه سيرتب لي دورتين تدريبيتين على الأقل وأنه يود هو وتوفيق زيارتي في بيروت، كذلك أخبرني أن سبب شعوره بالعجز عن سرعة التصرف هو ضياع مذكرته التي كانت فيها أرقام الهيئات والمؤسسات ببساطة لأنها الآن ضمن ركام مبنى تليفزيون المنار، قلت له رأيت المبنى وما صار إليه الحال ورأيت روح فريق المنار العالية وهمتهم الصلبة الأصيلة وأسأل الله أن يمدكم بعون من عنده، وأنا في انتظار بداية العمل.
في حوالي الرابعة والنصف دق جرس التليفون ورفعت السماعة فإذا بها سمر دويدار تبلغني بأن الدكتور قاسم كسروان والأخت أمل عيتاني سيحضران لزيارتنا في الفندق وأنها اضطرت إلى الاعتذار عن دعوتهم لنا للعشاء لأننا مرتبطون بموعدٍ أهم هو ما تسألني عنه إذا كانت لدي رغبة في مرافقتها هي وداليا في زيارة للأستاذة بهية الحريري أخت الرئيس الحريري رحمه الله، فقد عرفت الست بهية الحريري بما قمنا به أنا وداليا في جمعية الرحمة بصيدا يوم الأحد وترغب في لقائنا وتم التواصل بيننا من خلال الأستاذ كامل كزبر مدير ثانوية الإيمان بصيدا والذي كان منسق دورة كيف تتعامل مع النازحين يوم الأحد.
وتعتبر بهية الحريري واحدة من قليلات في لبنان من حيث إسهامها في العمل المدني، واهتماماتها التربوية، وهي أيضا رئيس لجنة الشئون التربوية في البرلمان اللبناني، ولما كانت الست بهية الحريري مقيمة بصيدا كان علينا أن نسافر إلى صيدا مساء......
وفي السادسة مساء كلمتني داليا لتقول لي بأن الدكتور قاسم كسروان وأمل عيتاني موجودان في بهو الفندق وأنها ستلحق بي بعد دقائق، وبالفعل نزلت لمقابلتهما وقدم لي الدكتور قاسم مساعدته في مركز عمله الخاص بصيدا وأشار إلى أمل قائلا أنها مساعدته في بيروت،... وكان لقاء مثمرا حدثني فيه الدكتور قاسم عن كتابه الذي يوشك على الانتهاء من طبعه عن الحب الإلهي وكان قد أهداني كتابا عن الحياة الزوجية حقوقٌ وواجبات، كذلك كلمني عن أثر الاحتفال الثانوي بعاشوراء في تنمية الروح الاستشهادية لدى إخواننا من الشيعة، وعلى هامش نقاشنا أخذت أمل موعدا في مساء الغد الأربعاء لتجري لقاء صحفيا معي ومع داليا..... ولم يمهلنا الوقت كثيرا ففي السابعة بالضبط جاء الأخ خالد طقوش ليأخذنا إلى صيدا وبالتالي تركنا الدكتور قاسم وبيننا كثير من المناقشات مفتوحة ما تزال،......
وانطلقنا إلى صيدا وقد رافقنا ابننا مجاهد شرارة وهو واحد من فريق عمل موفدٍ من إسلام أون لاين في لبنان أثناء الحرب وصل وما يزال يواصل عمله..... وأمام مسجد كبير بناه الحريري -رحمه الله- في صيدا كان مكان لقائنا مع الأستاذ كامل كزبر..... فوقفنا وأخذنا نتأمل المسجد الكبير مشدوهين بروعة البنيان، وذكرني خالد بالصلاة عندما قال سأدخل للصلاة فقلت وأنا انتظر... كنت على وضوء وصلينا –المغرب جماعة، وجمعت أنا العشاء وحدي- وخرجنا بعد ذلك لنجد الأستاذ كامل في انتظارنا، واتجهنا إلى قصر بهية الحريري.
كان اللقاء مع تلك السيدة الرائعة أروع من كل تصوراتنا فقد ظهر بجلاء أنها امرأة على قدر عالٍ من الشعور بالمسئولية ومن الكفاءة وكم كان رائعا أن حدثتنا عن مشروعها الذي تنوي أن تبدأه يوم الجمعة القادم وهو كل لبنان في الجنوب حيث ستتكفل بإرسال بعثات من كل لبنان إلى أهلنا في الجنوب ليكونوا معه داعمين ومساندين في كل مجال بما في ذلك مجال البناء تحت شعار كل لبنان في جنوب لبنان، كان عمق أفكارها واضحا وصدق نواياها مدعوما بواقعٍ ينعكس في مشاريع تتم على الأرض بالفعل كل ذلك كان واضحا، عرفتها سمر بإسلام أون لاين وبمشروعنا وتحدثت أنا وداليا عن أهمية عدم إغفال الجانب النفسي في المرحلة القادمة من بناء لبنان، ووجدنا نقاط التقاء كثيرة وتفهم واضح من سيدة تصنف ضمن أهم المهتمات بالتربية في عالمنا العربي، وبحثنا نقاط وإمكانيات التعاون بينها وبين إسلام أون لاين –يعني قلبناها سياسة!-، وربنا يجعل كلامنا خفيف على السياسيين.
خرجنا من اللقاء بعد أن أنهته هي بلباقة وبعثت سمر دويدار كارتها الشخصي لها مع الأستاذ كامل فأتبعته بكارتي الشخصي وخرجنا بعد ذلك واستأذنَّا الأستاذ كامل... ولم يكن من خالد طقوش بعد ذلك إلا أن أخذنا إلى أحد المطاعم الفخمة في صيدا لنتناول عشاءنا، وفي طريق عودتنا إلى الفندق أخذنا لزيارة قبر الرئيس الحريري لقراءة الفاتحة وكان اليوم هو اليوم 556 لاستشهاده، وبعد منتصف الليل بنصف ساعة وصلنا إلى الفندق وكان مؤسفا ألا جزيرة ولا غيرها في التلفزيون.... وأنا اعتدت سماع نشرة الأخبار في آخر اليوم... وفي البداية ظننت أحدهم عبث بالجهاز لكنني لما فشلت في إصلاحه اتصلت بداليا وسألتها فأبلغتني أنهم أعلنوا عن عطل سيصيب أجهزة إرسال التليفزيون في الفندق مساء الثلاثاء وأنهم سينتهون من إصلاحه بأسرع وقت، شكرا.
إذن هل يا ترى أتخيل أخبارا كأخبار كل يوم ثم أنام مهموما منهكا؟؟ أم يا ترى أصدق المثل الإنجليزي: ليست هناك أخبارٌ إذن فالأخبار طيبة!، وحسبي أنني كل يومٍ أزداد قناعة بأن المجد الذي حققه لبنان مجدٌ لم تكن لتحققه أي مقاومة ما لم تكن في لبنان العظيم بحق... بالحق أقول لكم... المجد للمقاومة.
ويتبع >>>>>>>: ساخن من لبنان الأربعاء 24-8-2006
اقرأ أيضا:
لبنان لماذا؟ وفلسطين والعراق لا؟ مشاركة / ليه مش بتمسك إيدي، مشاركة