ساخن من لبنان الثلاثاء 22-8-2006
كان علينا الاستيقاظ مبكرا هذا اليوم لأن اللقاء التدريبي سيجرى في طرابلس هناك في الشمال، وطرابلس ميناء كبير يبعد عن حدود لبنان الشمالية مع سوريا 40 كيلو مترا وعن بيروت حوالي 80 كيلو مترا وهو بلد جميل بحق، وقبل وصولنا إلى مقر الدورة مررنا بمحل مشهور في تلك المدينة لبيع الحلوى لكنني فوجئت بأنه قدم لنا فطائر طرابلسية باللحم وسأله رفيقنا وميسر رحلتنا أيمن عبد الوهاب عن دبس الرمان وهو ما لم أكن أعرفه من قبل ودبس الرمان هو سائل حامض يستخلص من قشر الرمان وأعطت إضافته إلى رقائق اللحم طعما مميزا بحق، بعد ذلك طلبت أنا ما يسمونه في طرابلس مفروكة وفي بيروت يسمونه بالمدلوقة، ما علينا من الأسماء فقد تعبت من كثرة اختلافنا في تسمية أصناف الفاكهة وأصناف الحلوى، ولا أنسى ما يسمونه الكنافة بالجبن وهي تختلف تماما عن الكنافة في مصر.
كانت الجمعية التي دعتنا لإجراء الدورة التدريبية غير الجمعية التي كانت تستضيفنا في مقرها وهو مسجد كبير وقاعة محاضرات ملحقة به وتقع مباشرة مقابل الميناء في طرابلس، والحقيقة أنني لم أتمنك من حفظ أسماء الهيئات والجمعيات الأهلية الخيرية وما أكثرها وأنشطها في لبنان،..... وصلنا بعد موعدنا بعشر دقائق وبدأت إلقاء الجزء الخاص بي وأنهيته في حوالي الساعة أو أقل قليلا ثم بدأت داليا الشيمي بعد ذلك الجزء الخاص بها، وبعد أن تابعت أداء المشاركين في لعب الأدوار من أعضاء الفريق خرجت لإلقاء نظرةٍ على المنطقة المحيطة..... وتجولت في سوق بدا لي أنه هو البلدة القديمة من حيث بيوته المتقاربة وشوارعه الضيقة ودكاكينه المتلاصقة، وبعد جولة قصيرة عدت إلى مكان التدريب، وسألت واحدا من المنظمين للقاء عن كتيب لتعريفي بالجمعية فاعتذر لعدم استعداده بتوفير النسخ اللازمة.
أنهينا يوم التدريبي قبل صلاة العصر مباشرة، وبعد أن أقيمت الصلاة اصطحبنا بعض المنظمين للغذاء وحاولنا أن نعتذر فلم يسمحوا لنا.... وتأخرنا في ذلك اليوم كثيرا، كان علينا العودة إلى بيروت بسرعة لأن لدينا أنا وداليا موعدا مع الأستاذة أمل عيتاني، وكانت سمر دويدار على موعد مع برنامج "جسر التواصل" على قناة اقرأ الفضائية، لتعريف الناس في لبنان وغيره بمهمتنا في لبنان، لذلك كان على رفيق رحلتنا أيمن عبد الوهاب أن يزيد من سرعته في طريق عودتنا إلى بيروت.
كذلك كان علي أنا وسمر أن نعد حقائبنا للسفر في الغد إلى سوريا ومنها إلى مصر، فأما أنا فلملمت أشيائي على عجلٍ ثم لم أفعل شيئا سوى التفكير...... ماذا قدمنا هنا للناس وماذا سأنقل لأخي أحمد عبد الله ليكمل المشوار في الجنوب؟ وهو الجزء الأولى بالرعاية في لبنان كما قال ابن عبد الله في مدونته وحملوها.... فطارت في الهوا الإبل، لقد كان عملنا كله في الأسبوع الأول لعملنا في بيروت مركزا على بيروت وصيدا وطرابلس وهي جمعيات أهلية سنية يفترض أننا نعدهم وندربهم على كيفية التعامل مع النازحين، لكننا لم نتمكن من العمل مع جمعيات ناشطة في الجنوب اللبناني البطل من أهلنا سنة وشيعة هناك، والحقيقة أن الكل في لبنان يعرف أن الحرب لم تنته وأن وقف إطلاق النار مؤقت بالتأكيد حتى تزول إسرائيل، إذن نحن عملنا حتى الآن مع من يتوقع أن ينزح لهم أهلنا من الجنوب.
هل منعنا من العمل منذ الأسبوع الأول في الجنوب أن الحركة صعبة على المستوى الأمني؟ هل لأن الجمعيات والمؤسسات العاملة في الجنوب ما تزال تركز على تلبية الحاجات الأساسية للمنكوبين؟ من الواضح أن مهمة أحمد عبد الله ستكونَ أشق من مهمتي لكنني فعلت ما استطعت وما مكنني منه منسقو الأسبوع الأول... والمجد باقٍ للمقاومة.
ويتبع >>>>>>>: ساخن من لبنان:الضاحية الشامخة العالية
اقرأ أيضا:
لبنان لماذا؟ وفلسطين والعراق لا؟ مشاركة / ليه مش بتمسك إيدي، مشاركة