سأروي تجربتي الشخصية حول ليه مش بتمسك إيدي.. فعندما تقدم لي كنت حريصة جدا على ألا تتلاقى أيدينا أبدا ولا حتى بالمصافحة اقتناعا مني أن كله بمعاد، وكلما تأخر اللقاء كلما ازدادت حلاوته، بعد فترة لاحظ أنني أفعل هذا عن عمد وسألني لماذا فأجبته بخشونة "وانت مستعجل على إيه؟" حتى جاء يوم الخطبة وظللت متماسكة طيلة الليل ولكن عندما خلا المكان أعترف أن هذا التماسك اختفى وعند أول نظرة حب تلاقت أيدينا بصمت وهدوء.
أحببنا بعض في فترة قصيرة وكان زواجنا سيتم بسرعة لذلك عندما شعرت أنني لن أستطيع أن أوقف هذا التيار الجامح من المشاعر اتفقنا على عقد القران وقد كان.
فيما بيننا كانت الأمور رائعة فهو دائم التدليل لي بالكلمات واللمسات واللفتات، وألاحظ أن هذا كله يختفي أمام الناس، أنا لا أطلب منه أن يغازلني أمام الناس، ولكنني بالقطع غير سعيدة بهذه المعاملة الوقورة، وعندما تناقشنا في هذا الموضوع كان رأيه أن هذا يخالف الحياء وأنه لا داعي لأن يظن الناس "أن الحب مقطع بعضه لدرجة أننا مش قادرين نلم نفسنا لحد ما نبقى لوحدنا"
بعد الزواج ذهبنا للعمرة وقبل دخولنا لصحن الطواف مددت يدي حتى لا نتوه من بعض في الزحام فنظر لي نظرة "إيه اللي إنت بتعمليه ده!!" وسألت نفسي هل يعتقد حقا أن الناس في الحرم سيظنون أننا نتغازل؟!! ثم أن تقريبا جميع النساء ممسكات برجالهن في مثل هذا الموقف، ناهيك أصلا على أن السبب الرئيسي لوجوب الحج والعمرة مع محرم هو حماية الرجل للمرأة من التخبط بين الرجال.
أعتقد أن زوجي متفرد في هذا التفكير، فأبي حتى الآن يمسك بيد أمي في الشارع، أخي وزوجته المنقبة يمسكان بأيدي بعضهما في الشارع، أنا لا أريد أن أشعر أن زوجي يخجل من إظهار حبه لي في حدود المقبول شرعا بالطبع، لا أريد أن أشعر أنني جزء من القطيع الذي يمشي خلفه، فأنا أريدني إلى جواره، يدي بيده.
زوجي رائع ولكنه "مش بيمسك إيدي واحنا ماشيين في الشارع"، أعتقد أن حسن المعاملة والعشرة جعلتني أغفر له هذا. ودمتم سالمين.
أم زياد
5/9/ 2006
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين، وشكرا على مشاركتك الطيبة، رقيقة للغاية دائما تكون مشاعر الإناث خاصة عندما يحببن، وبعض الذكور يحسن استغلال ذلك وبعضهم لا يحسنه –ودون زعل- أنا أحسب أن الذكر الذي لا يحسن التعامل مع رقة أنثاه ذكرٌ خائب، ولذلك أسباب لعل منها الخاطئ والصائب لكنني لن أستفيض في ذكرها منتظرا معارضات ومشاركات!
قبلها واحتضنها زوجها أمامي وتصالحا بعد خصام متوسط المدة..... وتركها معي وذهب لبعض شأنه... وبعدما أذن العصر طلبت مني أن أترك الغرفة لأنها ستصلي.. ولأنني مؤدب تركت غرفتي دقائق عشرة وعدت... لكنني لم أملك منع نفسي من السؤال: حضرتك لم تتوضئي؟!! فأجابتني ولمَ؟ قلت لها... ألم تتصالحا قدامي وبطريقة عملية جدا؟ فاحمر وجهها أدبا... وقالت هذا لا يستوجب الوضوء يا دكتور!
كانت تلك الإجابة مفاجأة لي فما أعرفه أن ملامسة النساء تستوجب الوضوء بعدها للصلاة، ورجعت بذاكرتي فقد سألت والدي يرحمه الله بعد زواجي عن كيفية التعامل مع مشكلة أنني أضطر كثيرا للوضوء وكان ما فهمت من الإجابة أن ملامسة الزوجة الحلال لا تنقضُ الوضوء إلا إن كانت بشهوةٍ أو صاحبتها أو نتجت عنها شهوة وقال لي أنت المقيم لحالك وأمرك بينك وبين ربك،............ وكان ما استنتجته بيني وبين نفسي أن نفس الكلام ينطبق على الإناث!
سألتها هل كان الصلح العملي بغير إحساس مصاحب؟ قالت أنا سمعتها من الشيخ في السعودية لا يبطل الصيام ولا ينقض الوضوء! قلت لها لا أنا سألت والدي وفي القرآن آية (....أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً.....) قالت هذه معلوماتي ربما هذا للرجال!
يا شيخ مسعود... يا شيخ مسعود هكذا كان قلبي ينادي مع رنات المحمول ولكن مفتينا مسعود صبري لم يرد!،............. تذكرت بعد ذلك أنني فوجئت أيضًا بعد الزواج بأن التقبيل لا يفطر والحضن لا يفطر، وبدأت أستغرب بيني وبين نفسي تلك المفاهيم الحاكمة لحياتنا وهي من غير الدين ولكنها تلبس ثيابه، ونحن عنها غافلون...، أصبحت أكثر إصرارا على معرفة الإجابة فهل يرد مسعود؟
أخيرا أجابني وأنا على سفر بأن ملامسة النساء هنا يقصد بها الوطء وليس ما دونه وأن هناك خلافا فقهيا يوجد حول تفسير هذا النص القرآني، وهو مع الرأي بأن الحضن والتقبيل وربما أكثر -من دون الوطء- كل هذا ما دام حلالا لا شيء فيه!
قلت له أي دين إنساني محببٍ للنفس هذا الدين! لكن يا مسعود أشعر أن ما قبل (لامستم النساء) في الآية الكريمة أمرٌ يستوجب الوضوء لا الغسل وهو (أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ)، ثم يوصف بعد ذلك التيمم لمن لم يجد ماء، يعني هل تساوي بين الأمرين أم ماذا؟ فقال لي أن التيمم يصح بدلا عن الغسل كما عن الوضوء -طبعا بتحقق شروطٍ معروفة-،..... وقد ورد ذلك النص في موضعين في القرآن... فقلت له سأراجعهما على الكومبيوتر، والأمر مفتوح بيننا للنقاش، وها أنا أضع الآيتين الكريمتين هنا لأنتظر المشاركات وربنا يهدي لنا مسعود!
بسم الله الرحمن الرحيم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً" (النساء:43).
وقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (المائدة:6) صدق الله العظيم.
وأعود ثانية لأتساءل لو أن الملامسة لا توجب الوضوء فهل هي موجبة للستر؟ وما هي حدود ذلك؟ أو بكلماتٍ أخر ما هي الملامسة التي تصح في الشارع أو أمام آخرين أجانب أو أقارب وما هي الملامسة التي يشترط فيها الستر؟ وهل الملامسة في الحرم وعند الكعبة ذات علاقة بالأمر؟ أم أن زوجك يا أم زياد زائد فيها حبتين؟ ما هو الصحيح من الدين في حدود وكيفية المسموح به من غير ستر؟؟
ثم هل يقام اعتبار لملايين الشباب والفتيات العرب الذين لا يجدون نكاحا؟ أم أن علينا أن نشجع الزواج بشتى صوره أو بأقل شروط الحلال؟ يعني نفتحها على البحري ونقول لمن لم يتزوج لماذا لا تتزوج؟
ألا ترون أننا ابتعدنا عن أصل مشكلة "هي" تطلب و"هو" يتمنع ويتحجج؟ وسؤالنا الأصلي هوَ فيه إيه؟؟ ابتعدنا أم لم نبتعد؟ هل هو تغيرٌ يصيب بعض الرجال أو كلهم في طريقتهم للتعبير عن مشاعرهم؟ أم هو ارتفاع لصوت النساء للمطالبة بحقهن في المعاملة الرقيقة؟ أم هو سؤال عن المفاهيم التي تحكم حياتنا دون وعي منا ولا ندري موقفها من جوهر ديننا؟
ويبدو أن السؤال ما يزال يبدو منطقيا ومعقولا هوَ فيه إيه؟
أشكرك ثانية على مشاركتك بخبرتك، وأؤكد لأبي زياد أن من الجميل أن يضعك بين يديه أو على الأقل يمسك بيدك أمام الناس ويفكها حبتين أو يطلب العلاج من الخجل الاجتماعي ربما! وأستنفر السادة الصاحين والنائمين من مستشاري مجانين وأكررها خاصة للمستشارين الشرعيين شاركونا الله يهديكم.
05/09/2006
ويتبع >>>>>>: ليه مش بتمسك إيدي مشاركة1
اقرأ أيضا:
ساخن من لبنان:بيروت دمشق القاهرة / جرى إيه يا ((بابا)) ؟ زعيم عربي تقولش؟!!