الدعم النفسي....(3) أتخيل لبنان
شاء الله تعالى أن أتجه إلى لبنان بعد حربها الأخيرة، فسافرت عن طريق سوريا بسبب الحظر الجوي على لبنان من جهة وتدمير جزء من مطار الحريري من جهة أخرى، وصلنا إلى دمشق في رحلة أطول من التي كنت أقضيها للوصول إلى بيروت.... استقلينا تاكسي من المطار ثم سيارة أخرى وتوكلنا على الله...
كان الطريق مظلم في جزء منه ومليء بالمنحنيات التي لم نعتد عليها في مصر، وأوقفتنا الحدود لمرات ثلاث... وأخذت أفكر هل يمكن أن يكون لهذا الخط الفاصل الذي يدعى "الحدود" ذلك التأثير الجوهري على طبيعة الشعوب، فنحن ندعي أن لكل شعب ثقافته ولأهل كل بلد طباعهم فهل يمكن أن يكون لك صفات شخصية معينة لأنك على الأرض السورية وبمجرد أن مررت عبر هذه الحدود فوجدت نفسك على أرض لبنان وأصبحت "لبناني" لك صفات مختلفة؟ الإجابة بالطبع تعرفونها، ولكن الشحن الإعلامي والغزو الثقافي ومصالح كثيرة تريد أن تفرق بين شعوبنا العربي... وعلى أي حال ولنا وقفة أخرى مع الحدود.
وبعد الحدود دخلنا الأراضي اللبنانية ووصلنا بحمد الله... أعود إليك يا بيروت من جديد.. كم اشتقت إليك، لم أكن لأتمنى أن أراك في حالة حرب بل تمنيت لك السلام بعد حروب دامت طوال عمرك!! ولكنها أقدار يا حبيبتي!!
وصلنا إلى الفندق بمنطقة الحمراء في الثالثة صباحاً، واستيقظت في الثامنة لأبدأ يوم تدريبي حول المساندة النفسية لأهل لبنان بعد الحرب، في الصباح بدت بيروت بجمالها ونظافتها وبيتها المرتبة ذات الألوان الجميلة فالمباني تجمع بين الشكل التراثي الجميل والنمط الأوروبي المليء بالزرع... شوارع هادئة فقد أثرت الحرب على حركة السياحة، أحسست بالأمن والأمان وبالدفء.
ويتبع >>>>: الدعم النفسي.... (5) بعد الحرب
واقرأ أيضاً:
الجيل الصاعد... يقف بجانبك / وزيرة... زوجة شهيد؟