أقصى؟ حدود الوسوسة! ربما2
وخرجت أنا بعد انتهاء التسجيل صافحت أستاذي وسلمت عليه ثم على بقية الموجودين... وأخذوني إلى السيارة التي سترجعني إلى الزقازيق حيث أقيم،.... شكرا كانت الساعة ربما الثانية عشرة وبعض الدقائق أو والربع.... وأخذني السائق وتحادثنا وتبادلنا النكات... وتكلمنا عن حزب الله وإيران وعن الشيعة والسنة وعرفت منه بعضا مما يدور بين الناس ولا ألمسه طازجا هكذا في عيادتي مثلما هو مع سائق مصري مثقف شاب -وهبه الله الرزق الحلال وأصلح له حاله-، ورحت مع حديثي معه أفكر في حال ذلك الموسوس صاحب الفيلا....
المهم أنني سرحت كثيرا في التفكير في حال ذلك الموسوس؟؟ عرفت من السائق أن صاحب الفيلا اعتاد تأجير فيلته تلك لاستوديوهات التصوير التابعة لشركات إنتاج الأفلام والبرامج... وأنها واحدة من أشهر الفيلات التي تكون موضع التصوير... خير.... رزق لصاحبها هو محاسب عليه،،، يا ترى هو وهو الرجل الذي يضع من شدة وسوسته ثلاث قعدات حمام إفرنجية في بيته يكونُ طبيعيا حين يؤجر فيلته لمجموعة من العاملين والضيوف المتعاقبين لا يعلم عدتها إلا الله؟ لأي حد هو من الاندفاعية يكون؟ إنه يذكرني بمن كلما اتسخ الحمام حسب وجهة نظره غيره!
هل يكونُ جزءٌ من المال الذي يتقاضاه في اندفاعيته لتأجير بيته ينفق في إعادة تشطيب الفيلا؟ وربما الأثاث؟ أظن لا غير معقول ولا أدري بصراحة هل مجموعات أثاث الصالونات الفاخرة الموجودة في الفيلا والتي سجلنا في واحد منها كلها لصاحب البيت أم هي أيضًا مؤجرة ولم أسأل وإن كنت أرجح أنها لصاحب الفيلا.. والله أعلم..... لكن السؤال هل هو يستخدمها كلها أم أنه موسوس من بعضها أم أنه يستبدلها مع طاقم الحمام الثلاثي العجيب ذلك! المؤكد عندي يكاد يكون أنه يستبدل قواعد الحمام ومبولته التي كانت مسدودة عاطلة...
يا ترى هو إنفاقُ رشيد للمال؟؟؟ أقارن بين موسوستين زوجةٌ لغني وزوجة لموظف كلتاهما كانت توسوس من ملابسها إذا... أو إذا أو إذا... فأما الثرية الحال فأنهكت زوجها بأن يشتري جديدا بينما تخزن هي الكثير فلا تنفقه لأنها يجب ألا تنفق إلا خير ما لديها وليس شيئا أو أشياء تقرف منها وكانت النتيجة أكداسٌ من الملابس والحقائب والملاءات... وعدوا ما تشاؤون....
وأما متوسطة الحال فكانت مع كسرة في النفس تغسل وتغسل لأنها لا تطيق ولا زوجها شراء الجديد، معنى ذلك أن الأفعال القهرية التابعة لأفكارٍ تسلطية معينة يمكنُ أن تأخذ أشكالا متعددة بقدر ما تسمح الظروف، فمن تستطيع استبدال ما تعتبره ملوثا من الملابس بأخرى جديدة تفعل ومن لا تستطيع شراء ملابس جديدة تكتفي بأن تمارس طقوس الغسل والتنظيف المتكرر، وفي كلتا الحالتين كان العذاب القهري مستمرا.
ولكن التأمل في ما أفهمه أو أخمنه من سلوك صاحب هذه الفيلا يأخذني للتفكير عن العلاقة بين الاندفاعية الانفلاتية متمثلة في التأجير المتكرر للفيلا وبين القهرية أو الوسوسة متمثلة في أن لكل فردٍ من أفراد الأسرة قعدة حمام إفرنجي خاصة به؟ وهل هذا أحد تجليات كون الاندفاعية هي الوجه الآخر لعملة الوسوسة القهرية؟ وأن المتابع لحياة الموسوس المفرط في تحكماته يجدها أيضًا حياة فيها كثيرٌ من الاندفاعية؟
وأخيرا أكرر التساؤل يا ترى ماذا يفعل صاحب هذه الفيلا؟؟ هل هو يؤجر الفيلا من أجل أن يجمع من المال ما يمكنه من إعادة تنظيفها وتغيير أثاثها أم ما هي الحكاية بالضبط للأسف كلها أسئلة لا يستطيع الإجابة عليها غيره أو هكذا رأيي فهل لدى المجانين رأي آخر؟
ويتبع >>>>>>>: أقصى؟ حدود الوسوسة! مشاركة
اقرأ أيضاً:
ليه مش بتمسك إيدي مشاركة1 / بدلا من الغضب....ردٌّ بالعقول