كنت في بيروت يوم الثلاثاء 22/8/2006 عندما تكرر رنين محمولي من ابننا وائل عوني وهو واحدٌ من الرواد في خدمة شبكات توصيل الإنترنت في محافظة الشرقية، والحقيقة أن مكالمات وائل لي قليلة إن لم تكن نادرة، ولما كنت أخاف من فاتورة الجوال فإنني لم أرد عليه وإنما أرسلت له رسالة قلت فيها أنا في لبنان، وإذا به يرسل لي رسالة يقول فيها: "عندي تحليل مفصل عن استخدام الإنترنت في 12 قرية ومدينة ونسبة الإباحية"....... يعرف وائل أنني مهتم بمعرفة كيفية تعامل الناس في بلدي مع ما تقدمه الإنترنت من حرية لا تقف عند حد الانفلات لمن أراد، ويعرف أننا على مجانين كنا قد أجرينا استفتاءات متعددة حول هذا الموضوع فكان أول سؤال طرحناه هو: هل تدخل إلى المواقع الجنسية؟ وثاني سؤال هو : كيف تعرفتَ على المواقعِ الجنسية؟، وثالث سؤال كان: ما الدافع لدخولك المواقع الجنسية؟
وأذكرُ أيامها أنه اتصل بي ليقول يا دكتور إلى أي حد تصدق نتائج استفتاء إليكتروني؟ فقلت له أحسب أنه يعطي ولو بعضًا من الحقيقة أو على الأقل يوجه الاحتمالات في اتجاه معين، وقال لي أعدك بأن أقدم لك ما يذهلك وأعدك أن تكونَ المعلومات التي أقدمها لك دقيقة دقة إليكترونية لا يتدخل في حسابها عامل بشري فقلت له يا ليت يا وائل يا ابني.
نحتاج بالفعل لدراسة أثر توفر المواد الإباحية في مجتمعاتنا ولا يصح أن نكتفي فقط بملاحظتنا كأطباء نفسيين نمارس التواصل الإليكتروني بمرضى إليكترونيين وحقيقيين، ومن المهم كذلك -وإن كان أكبر من قدراتنا- أن ندرس أثر قنوات الفضائيات الإباحية التي أصبح يمكن استقبالها في أي بيت، أكبر من قدراتنا لأننا لا نملك سبيلا -على حد علمي- لإحصاء لاستقبال المواد الجنسية عبر الفضائيات منزليا خاصة بعدما انتشرت الوصلة بين المنزلية والتي يديرها أفراد ولا أدري إن كانت هناك قوانين غير العرف والذوق العام تحكمها أصلا.....!
المهم..... لن أقول لكم نتائج الاستفتاءات التي أجريناها على مجانين، لأنني بصراحة لا أذكر أين حفظت الملف الذي سجلت فيه النتائج، لكنني سأضع لكم ما هو بالتأكيد أدق ويمثل تقريرا إليكترونيا عن عدد مرات طلب مواقع جنسية على الإنترنت من ثمانية عشرة -وليس اثنتا عشر فقط- قرية ومدينة في عددٍ من محافظات الدلتا منهم محافظة الشرقية "المحافظة" والتي ينطلق مجانين من عاصمتها الزقازيق، والنتائج والصور أضعها أولا ثم نحاول التحليل معا:
فأما المدن والقرى التي يمثل التقرير مراقبة لنشاط الناس على الشبكة فيها فهي: 1. أبو كبير مركز بالشرقية، 2. مركز بدر محافظة البحيرة، 3. أتميده قرية بالدقهلية مركز ميت غمر 4. بيلا مركز بكفر الشيخ 5. بشلا قرية بالدقهلية مركز ميت غمر 6. الدلنجات مركز بالبحيرة 7. أدفينا مركز بكفر الشيخ 8. الجديدة -قرية بالشرقية مركز الزقازيق 9. كفر الدوار مركز بمحافظة البحيرة 10. كفر الصلاحات قرية ...... 11. كفر صقر مركز بالشرقية 12. الكردي مركز بالدقهلية 13. قطور قرية بالغربية 14. ميت بدر حلاوة- قرية بالدقهلية مركز ميت غمر 15. الرحمانيه قرية بالدقهلية مركز ميت غمر 16. شبين مركز بالمنوفية 17. القناطر الخيرية مركز بالقليوبية 18. طناح قرية بالدقهلية،
لابد من ذكر الحقيقة هنا لأعلن جزءًا من عدم معرفتي بأين تقع أسماء القرى والمراكز التي كتبتها لكم، عرفت فقط خمسة من ثمانية عشر منهم ثلاثة بالشرقية، سألت....... ودلتني زوجتي على أبيها شفاه الله فهو عالم علامة في تلك الأمور، ولكنه الآن نائم وغدا في النهار أنا صائم... سلام سلام.... واتصلت بأبي زميلي في كلية الطب وزوج أختي، الحاج موافي وقد دلني على ما لم أعرفه إلا قرية واحدة... إن شاء الله نعرفها من وائل الذي وعد أن يعرفني خلال ساعة ولم يفعل... كعادته طبعا.
وأما عدد طلبات الدخول على المواقع الإباحية فكان حكاية أخرى فهو منذ اللحظة الأولى مذهلٌ وغير مذهل، مذهل لأنه أكبر من كل ما نتوقع وغير مذهل لأننا مفروض نكون متوقعين، الأرقام عندي وسأقولها لكن في نفس الوقت أقول لكم أنني قررت إجراء دراسة للموضوع إن شاء الله ستعاونني فيها أستاذة من زميلاتي في الكلية عالمة إحصاء طبي صغيرة، ـيا رب توافق!-، أقول لكم أن عدد طلبات الدخول على المواقع الجنسية الإباحية بتاريخ يوم الجمعة 18/8/2006 أي مباشرة بعد وقف إطلاق النار على لبنان، بلغ 599,775 طلبا.... وهو ما يظهر باللون الأحمر الداكن في الصورة لكن كم نسبة الأحياء هناك في تلك المناطق، وكم نسبة من يستخدمون الإنترنت منهم؟ هذه أسئلةٌ مهمة لا أدعي معرفة بالرد عليها الآن لكنها بالتأكيد جزء من الدراسة التي ننوي إجراءها إن شاء الله.
|
|
هل يعمل وائل عوني ضمن مشروع حماية وطني، حكومي -مثلا- أو أهلي؟ لا أدري وأكيد سأسأله... فكل هذه معلومات ناقصة عندي لكن الصور التي أرسلها لي أنصفتني وأنصفت الناس في رمضان..... فبعدما حدثني وائل عن زيادة الطلب على المواقع الإباحية عبر الإنترنت في رمضان تألمت... وكان ذلك منذ أسبوع ولم أصدقه رغم ما شعرت به من ألم... لكنني اليوم عندما تحادثنا هاتفيا ولم أعد أذكر من طلب من؟ ولا ماذا كانت محفزات الاتصال.... آه تذكرت دخلت مرسال الهوتميل Hotmail Messenger..... وعندها التقطني وائل وأرسل لي ملفات جديدة صورا وصفحات إنترنت وتحادثنا هاتفيا، المهم أنني ركزت في قراءة التواريخ والأعداد المبينة في الصور، وذكرت له أنه على عكس ما يقول فإن قراءة تواريخ التسجيل في المستندات أو الوثائق الإليكترونية والأرقام التي فيها تثبت عكس ما يقول لأن أعداد الطلبات أقل... فمقارنة بتلك الجمعة المؤلمة 18/8/2006 وفي الفترة من: 29 سبتمبر أيلول 2006، وحتى الخامس من أكتوبر 2006 يبين تقرير الفئات Category Report الذي أرسله لي انخفاض العدد إلى 179,009 طلبا.......... وفي فترةٍ أخرى من رمضان هي من 10 حتى 17 أكتوبر يعني الأسبوع الثالث من رمضان كانت 210,495 وهذا مقارنة بـ 599,775 طلبا في يوم واحد قبل رمضان.
|
أليس من الأجدى الآن أن أسعد بذلك الأثر لرمضان في الناس والعباد حتى الأشقياء منهم والتائهين، ولا أقصر الأمر على الشباب فهم أكثر الفئات طحنا بين فلقي الرحى في ذلك، نعم فلابد أن لرمضان أثرا ولابد أن لوصول فكرةٍ كانت غائبة عن كثيرين من الناس عن الرحمات في رمضان، وكيف يمكنُ أن يصلح العبدُ علاقته بربه ولو حتى احتراما لرمضان، وكنا نظن مثل ذلك الفهم المؤدي إلى تقليل طلب المواقع الجنسية احتراما لرمضان نسيا منسيا... مثلما تؤكدُ وتشددُ الصورة الإعلامية للأمة كلها في رمضان، إلا أن انخفاض الطلب على المواقع الجنسية بهذا الشكل حيث يبلغ عدد الطلبات في أسبوع كامل حوالي ربع عدد الطلبات في يوم واحد من غير رمضان.
أرى أن مجتمعاتنا تتغير ولو من "تحت لتحت" كما نقول في مصر في اتجاه صحيح إلى حد كبير للتعرف على أصول دينها ومفاهيمه وأحسب أن أثر الدين المعرفي السلوكي في نفوس الناس في تزايد وليس في تناقص مثلما يراد لنا... أعرف أن الصورة ليست وردية -إطلاقا- وإنما أتفاءل بانتصار أحرزته صائما على ابني وائل.....
مهم جدا أن أعد ببحث حقيقي ميداني إحصائي في الأمر أي دراسة علمية ألزم نفسي بها -وأسأل الله أن يهدي لي عالمة الإحصاء إياها لتساعدني فيما لا أحسن من علم الإحصاء الطبي والدراسة المفضية إلى نتائج مبرهنة بالدليل Evidence Based- ولكنني على أي حال..... لازم أقابل وائل عوني أو أعرف منه هاتفيا على الأقل.. أو عبر الإنترنت أو ربما سعدت بلقاء ذلك المشغول جدا.، لأفهم بعد ذلك أين نقف وكيف يجب أن نتجه في هكذا دراسة ولأي نتائج ربما نصل وماذا قد تكونُ تفسيراتها؟........ أعاننا الله فلا تنسونا من دعائكم في رمضان.... ورمضان كريم.
يتبع >>>>>>: رمضان والمواقع الإباحية مشاركة
اقرأ أيضاً:
نفسجنسي PsychoSexual جنس إليكتروني Electronic sex / نفسجنسي PsychoSexual جنس تليفوني Phone Sex / نفسجنسي PsychoSexual أفلام جنسية Porno Exposure