عادت زوجتي للنق مرة أخرى.. ونحن نركب السيارة في مساء الخميس متجهين إلى السوق لنشتري بعض الملابس لطفلينا.. نفس الأسطوانة التي أسمعها منها دائماً "يجب أن نترك هذه البلد ونعود لبلادنا.. الأمر غير مجدي.. وهذا العام إن لم تحصل لي على وظيفة تناسب إمكانياتي العلمية، ومجدية اقتصاديا وتستحق وجودنا هنا وغربتنا فأنا سأبقى بعد الإجازة هناك ولن أعود إلى هنا مرة أخرى ومهما حصل.."
بيني وبينكم أعرف ماذا سيحصل ستقول أنا سأعود إلى بيت أهلي.. سأعود إلى بلدي وبالنهاية لن يحصل شيء ستظل معي وسيمر العام مثل سابقه لا توفير ولا تقدمِ.. ثم نكرر نفس الكلام..
أردت أن أغير الموضوع وقلت لها ما رأيك بسيارتنا هذه.. صحيح أنها قديمة بعض الشيء ولكني أراها أفضل من أية سيارة ركبتها حتى الآن وهي أفضل من السيارة الجديدة التي بعتها لدفع بعض الالتزامات.. ثم استطردت.. أكثر ما يعجبني فيها هو ثباتها على الأرض وقوتها.. "يا جبل ما يهزك ريح" وإن كان يعيبها صرف الكثير من البترول فمحركها ثمانية أسطوانات ولكن سعرها رخيص بالمقابل.. وانظري كم هي مريحة بالقيادة عجلة قيادتها مرنة كالماء.. ردت علي بعصبية:
وماذا ستفعل بالبترول عندما نذهب بها إجازة إلى سورية من أين ستأتي بثمنه??..
عندما يذهب الإنسان في إجازة يجب أن يغامر بالصرف.. يعني إجازتنا شهر وعلى أساس سعر البنزين في سورية وفي حال خرجنا في كل يوم مشواراً واحداً طويلاً سنصرف بحدود 2000 ليرة سورية وفي شهر حوالي 60000 ليرة.. حوالي خمسة آلاف درهم.. إلا إذا تغير سعر البنزين وهذا لن يحدث..
دائما هذه هي عادتك تقول عن الشيء الذي بين يديك والذي لا تستطيع أن تغيره أنه أفضل من أي شيء موجود..
قلت لها والله أني أتوقع جوابك وقهقهت عالياً ثم نظرت إليها بخبث وقلت لها بهدوء بعد أن أخفضت صوت المذياع على الآخر.. ولهذا أنا أراك أفضل وأجمل نساء الأرض على الإطلاق..
واقرأ أيضاً:
خبر هام ومفرح جداً.. / وقل اعملوا يا دكتور؛ مجانين على الجزيرة