اعترافاتي الشخصية: يا مساوئ الصدف.. يا سيادة رئيس الوزراء
تلقيت خبر زيارة المفكر اللبناني الكبير كريم مروة للقاهرة بسعادة وحماس وهو لمن لا يعلم قيمة فكرية عربية كبيرة. ولأني أعلم مدى جمال لبنان فقد صممت أن أبهره بالقاهرة!! قدحت زناد فكري وقررت أن أدعوه مع صديقنا الفيلسوف الدكتور أنور مغيث إلى المطعم الدوار ببرج القاهرة، وماله غرامة صحيح لكن أنا كمان عايزة أفتخر ببلدي (يافضيحتي)، رفعت سماعة التليفون قبل الموعد المنتظر بيومين تجنبا لأية مفاجآت.
وفي اليوم الموعود اصطحبت الضيوف الأعزاء إلى برج القاهرة ولحسن الحظ تبين أن ضيفي الكبير لم يسبق له زيارة البرج وقد عبر عن حماسه وسعادته لهذه الزيارة ما جعلني أشعر بالفخر مقدما لأني صاحبة السبق وبراءة الاختراع.
باختصار وأثناء دخولنا للمكان وجدت ما ظننته لأول وهلة لجنة ترحيب إلى أن تبين لي على مهل أنها لجنة طرد!! رجل محترم طويل عريض يرتدي بدلة محترمة جدا يقف على المدخل ويمنع كل الناس والزوار والسياح من الدخول. تستعجبون معي!! السبب بسيط وهو أن برج القاهرة كله كده على بعضه، بطوله كده وبعرضه مغلق لحساب السيد رئيس الوزراء ومعه السيد فؤاد السنيورة رئيس الوزراء السابق (اللبناني أيضا). طبيعي أني حاولت الاعتراض وأنا أحدث نفسي هو أنا طالعة البرج واللا طالعة المحور، ما هو راخر بيتقفل لحسابه، بالطول بقى واللا بالعرض.. مش مهم.
قلبي وجعني عندما تذكرت أني كنت موجودة في ذات المطعم في أسوان مع رئيس وزراء دولة عظمي تحترم مواطنيها، توني بلير، فاحترمونا بالمرة، ووجعني قلبي أكثر عندما تذكرت أني كنت في ذات المطعم المزدحم الصاخب مع سعد الحريري في الأردن وعلى ما يبدو أن توارد خواطر قد حدث مع ضيفي الذي أخبرني أنه كان موجودا بنفس المطعم مع رئيس فرنسا ميتران حتة واحدة (هي بالمناسبة دولة عظمى وكان هو رئيسها مباشرة وليس مجرد رئيس وزرائها) ولكني مصرية وفي مصر وعندنا لما الحكومة تأكل الناس ماتاكلش.
كذبوا علي عندما قالوا لي أن إغلاق البرج ليس لدواعي أمنية ولكن لكثرة عدد الضيوف المصاحبين لسيادته، وبكل عبط كان ردي "بس أنا حاجزة.. ومن يومين" ولأول وهلة وبسذاجة تساءلت: المطعم كله؟ جيب من الذي سيدفع الفاتورة المهولة؟ هل يا ترى جيب السيد رئيس الوزراء وهو بالمناسبة ليس رجل أعمال ولم يكن يوما، واللا من جيوبنا؟ لو من جيوبنا يبقى على الأقل كان أولى به أن يتواضع ويتركنا ناكل معاه في ذات المكان... وحندفع برضه!! على العموم تبين لي بسرعة أني أسمع أكاذيب لأن الزحام على الأماكن في المطعم لا يبرر إغلاق منطقة البرج بأكملها بما في ذلك الكافيتريات على الأرض بالضبة والمفتاح. خجلت من ضيفي، وخجلت من تصرف رئيس الوزراء وخجلت من أكاذيب رجاله المكشوفة.
هل أنا في حاجة لأن أقول أني شعرت بالمهانة والغيظ، بل والقرف؟ أنا ضد الفساد واغتصاب حقوق الناس وأسألك، هل هذا فساد أم لا يا سيادة رئيس الوزراء؟ سؤال أسجله لك وللناس في مقالة، في جريدة دون تردد لكي يقول لك السادة المحكومون معي شايفنكم ولن نسكت عليكم.. المحور مقفول لحسابك والبرج مقفول لحسابك والفاتورة في كل مرة على حسابنا، لا أبالغ عندما أقول لك أني ومعي كل شعب مصر ندعو الله أن لا نقابلك أبدا ولا حتى بالصدفة لأن لقاءك عذاب والقرب منك إهانة ومذلة وبهدلة، واسمح لي أن أستعير كلمة الفنان الجميل على الكسار في فيلم رصاصة في القلب والتي قالها للمحضر الذي زار عبد الوهاب ليحجز على عفش بيته.. عفش بيته، أقولها مع كل الشعب.. والناس.. والسياح "نهارنا حيبقى سعيد.. طول ما أنت عننا بعيد"....!
اقرأ أيضاً:
الطفل.. أكبر محترف لتتغيير الأقنعة/ رسالة إلى أمي