سنة ثامنة مجانين: خطأ التقدير وكسل التدبير

ليست خافية على أحد تلك الحالة التي يمرُّ بها مجانين باعتبارها طارئا غير مقصود مرتبطا بتحديث الموقع وتغيير المستضيف.... ونحن الآن في الثالث عشر من أغسطس 13/8/2010..... عيد ميلاد مجانين السابع.... سبع سنوات من العمل المستمر لم نكن نكل ولا نمل وكثيرون كثيرون بهذا يشهدون ولله الحمد والمنة..... إلا أننا منذ شهر مايو الماضي ونحن كسالى بطيئون بشكل لم يعهده أحد فينا ولا نحن عهدناه من أنفسنا قط من قبل!

ما هي الحكاية.... أحسب أن من حقِّ قُرَّاء مجانين أن يجدوا تفسيرا لذلك البطء الذي أصبحت صفحات مجانين تفتح به وكثيرا ما لا تفتح.... ولذلك التباطؤ في كافة أقسام الموقع ففي فترة لم نكن نحدث وفي فترة كنا نحدث استشارة كل يوم أو كل يومين.... والباب الرسمي لاستقبال المشكلات مغلق منذ شهر مايو 2010 ونحن الآن في الثالث عشر من أغسطس 2010..... عيد ميلاد مجانين السابع.... نمر بمرحلة ركود وبطء.... المدونات تباطأت كثيرا... باب نطاق الوسواس القهري آخر تحديث له هو 29/05/2010

وباب يدٌ بيد... فلسطين وما استجد! آخر تحديثاته كان في 15/07/2010 وهذان بابان ظاهران على صدر الموقع في صفحته الرئيسية... فماذا عن الأقسام والأبواب الأخرى؟ التي لا يقرأها إلا من يبحث عنها لأنها لا تظهر عناوينها مباشرة على الصفحة الرئيسية وإنما فقط لمن يطلب أسماء الأبواب ويبقى ينتظر لتفتح... وبعدها يختار العنوان الذي يريد.... على كلٍّ أرى أن يقوم أحد غيري بتحضير تقرير شامل عن أداء مجانين في كافة أبوابه وأقسامه في الفترة الراهنة منذ أوائل شهر مايو وحتى الآن لكي يكون بمقدورنا تقييم تقصيرنا مثلما كان بمقدورنا أن نقيم التزامنا ونجاحنا دائما.

خطأ في التقدير جاء عندما أخطأت أنا مرات متتالية في تخير الفتى أو الفتاة المناسب لحمل عبء تطوير وتحديث مجانين كنت أتخير ممن حولي ويظهر عليهم أنهم بارعون في تكنولوجيا بناء المواقع الإليكترونية خاصة المتخصصين في لغة كتابة الإنترنت من نوع أيه إس بي ASP على أساس أنها لغة تصميم مجانين....... هذه اللغة لمن لا يعرف هي أفضل اللغات التي كانت متاحة لضمان سرية المعلومات في العام 2003 وكنت قد اخترتها متأثرا بلغة تصميم موقع إسلام أونلاين.... ولكنني ظللت أعاني أنا والقراء من عيوب انسيابية عمل الأيه إس بي على الإنترنت غالبا لعيوب في المستضيف وبالتالي فإنها كثيرا ما تتعطل وغالبا ما تعمل ببطء..... وقد عرفت بعد فترة أن ذلك ربما يكون راجعا لضرورة تحديث قاعدة البيانات.

ولسنوات طويلة كنا مستضافين في شركة برينكستر Brinkster لاستضافة المواقع الإليكترونية وكانت تكلفة استضافة الموقع حوالي 800 جنيه مصري سنويا وكانت معقولة إلى أن زاد حجم الموقع عن 250 ميجا فأصبح المطلوب أكثر.... ثم كان أن أوقعتنا إحداهن (مهندسة قالت أنها متقنة للغة الأيه إس بي وعملت على تطوير الموقع فترة قصيرة أثناءها طلبت نوعا من الخدمة من برينكسر -لم أكن أفهم ما هي الخدمة إلا أنها كانت لازمة ليعمل الموقع بالبناء الذي أعدته تلك المهندسة-).... ثم كان أن عجزت عن إكمال تعديل قواعد البيانات وحل مشكلة الارتباطات الموجودة في المقالات والمدونات وهي المشكلة الأعسر من كل مشكلات نقل المعلومات المحتواة في الموقع الحالي إلى الموقع الجديد.... وبدلا من أن تعترف بعجزها اعتبرت مقدم الأتعاب الذي أخذته من حقها واختفت!

إلا أن الخدمة التي كانت تلك المهندسة قد طلبتها–سامحها الله- من برينكستر على ما يبدو أسالت لعابهم فكان أن فوجئت قبل تجديد الاستضافة في مايو 2010 أنهم يطلبون ما يعادل 1484 جنيه مصري كتكلفة سنوية للاستضافة.... وعند هذا اتصلت بالمهندس محمد شوقي المصمم الأصلي لموقع مجانين فأطلعته على الموقف ومررت له الإيميل الذي أرسلوه.... واتفقت معه أن يحمل عبء تطوير مجانين مقابل ما أستطيع وهو أقل بكثير مما قدره البعض كتكلفة لتحديث مجانين.. وارتضى ذلك جزاه الله خيرا.

وبناء على ما استشعرنا من طمع موقع برينكستر رأى شوقي أن نتركه واختار مستضيفا آخر وهنا حدث خطأ آخر في التقدير عندما قدر المهندس شوقي أن المستضيف الجديد الذي اختاره بديلا عن برينكستر سيستطيع الأداء بشكل جيد وهذا ما لم يحدث مع الأسف فإذا التعامل مع الأيه إس بي في منتهى الصعوبة حتى أن الموقع معظم الأوقات لا تفتح صفحاته، وشكاوى المتصفحين تتوالى..... وعندما أبلغت شوقي بذلك رأى أن السبب غالبا هو مشكلة في قواعد البيانات فقام بتحديثها إلى ماي سيكويل على أساس أن هذا سينهي الصعوبة في التعامل مع الأيه إس بي على المستضيف الجديد.. إلا أن هذا أيضًا لم يحدث! فقد تم تحويل قواعد البيانات إلى ماي سيكويل ولم يتحسن أداء المستضيف الجديد.

تعاملا مع هذا عمل شوقي على انتقاء مستضيف جديد إلا أنه رفع عليه الإصدار الجديد للموقع تجريبيا وترك الموقع في صورته القديمة على نفس المستضيف الضعيف.... وقدَّر أننا سنحتاج أسبوعين من العمل لكي ينتقل الجميع إلى الموقع الجديد في صورته الأخيرة على المستضيف الجديد فإذا فترة الأسبوعين المقدرة تزيد عن شهرين حتى الآن ولم يكتمل العمل بعد! 

شوقي غير متفرغ لمجانين وهو يعمل في إحدى الشركات في واحدة من دول الخليج وهو ما يعني أنه بالكاد يستطيع إيجاد الوقت لمتابعة العمل في مجانين... ولما كنت أعرف أن شوقي باعتباره المصمم الأول للموقع وباعتباره أفضل وأكفأ وأصدق من تعاملت معهم في هذا المجال من مهندسي الكومبيوتر فإن علينا الصبر.... حاولت أن أستفزه للعمل بشكل أسرع حتى يكون الموقع جاهزا في عيد ميلاده السابع لكنه أقنعني أنه لا يستطيع إيجاد الوقت لذلك وسيحاول.... فرأيت أن يمتد الصبر لأنه عودني على إنجاز عمل متقن دائما..... وابننا شوقي بالتالي ليس كسلان بقدر ما هو غير متفرغ.

إذن عيب مستضيف وعيب لغة كتابة مواقع وعيب تقدير مرات من جانبي ومرة من جانب شوقي حين اختار المستضيف التالي لبرينكستر ثم حين قدر أن أسبوعين من العمل كافيان لإنجاز الموقع في صورته الجديدة وقد حملت عليه كل المعلومات والبيانات الموجودة على الموقع الآن.... ولكن كل هذا لا يكفي لتبرير ما نحن فيه في مجانين من كسل وتباطؤ....
هناك إلى جانب كل ما سبق شيءٌ من الكسل أصابني بعد نجاحي في الإقلاع عن التدخين منذ يوم الأحد 25 يناير 2009 أي الأحد السابق بأسبوع ليوم دخولي إلى فلسطين من باب غزة المنتصرة.... المهم أن هذا الكسل الذي أصابني أدى إلى قلة كتابتي للمدونات وقلة ردودي على المشكلات أو على القصاقيص أو على الرسائل التي تصل إلى إيميلي الشخصي، إذن من جانبي هناك خطأ في التقدير وهناك كسل في التدبير.

وأما ما هو أمضى وأكثر تأثيرا على أداء مجانين وربما لا يشعر به أحد -لأن صاحبته تصر على العمل في الخفاء- فهو الكسل الذي أصاب المدققة اللغوية المتبرعة لمجانين فأصبحت بالكاد تنجز إن أنجزت... فبدأت بأن أصبحت تتأخر عندها الملفات وعندما أرسل لها مستعجلا ترسل لي بعض الصفحات من الملف وتقول لي هذا ما تم إنجازه والبقية في الطريق... بعض الملفات ما تزال في الطريق وبعضها أنجزته أنا... وفي الأخير أصبحت تطلب مني أن أقسم لها الملفات الكبيرة إلى أجزاء صغيرة حتى لا يصدمها كم العمل فتحجم عنه وكذلك حتى تشعر بالإنجاز عندما تنهي ملفا حتى لو صغيرا.

ومعنى كسل مدققة الموقع اللغوية هو أنني سأضطر إلى تدقيق معظم النصوص ومراجعة تدقيق بعض النصوص إذا قام بتدقيقها أحد غير المدققة المتبرعة لأنها الوحيدة التي أثق في تدقيقها.... فأنا لدي واحدة من سمات الشخصية القسرية فيما يتعلق باللغة العربية وهي الكمالية المفرطة وما ينتج عنها من الدقة الشديدة في الالتزام بالإملاء وقواعد اللغة العربية بما في ذلك الهمزة والنقاط وغير ذلك، وأنا أتمسك بتلك السمة ولا أرضى لها علاجا... وأجمل ما في مدققة مجانين اللغوية المتبرعة هو أنها مثلي لديها تلك السمة من سمات الشخصية القسرية.... الشاهد هو أن عبئا جديدا من أعباء مجانين تنوء به صاحبته وتكون النتيجة بطئا أكثر في الأداء.

في نفس الوقت تقريبا الذي تعطلت فيه المدققة اللغوية المتبرعة ألمت ظروف دراسية بذراع مجانين اليمين أ. رفيف الصباغ وهي أنشط مستشارينا على الإطلاق... وكنت قديما أستثني نفسي باعتبار أنني الأنشط ولا مجال لمقارنة مستوى نشاطي بمستوى نشاط أنشط المستشارين... إلا أن الحقبة التي أشرقت فيها الأستاذة رفيف لم تشهد مستوى نشاط كنشاطها جزاها الله خيرا فأنا لم أعد مثلما كنت وبالتالي فإن رفيف الصباغ هي أنشط مستشاري مجانين على الإطلاق بلا منازع.... وعندما طلبت إجازة دعوت الله كثيرا أن تمرَّ الإجازة ونحن ما نزال نملك زمام الأمور... ولله الحمد استعادت رفيف الآن نشاطها بالمستوى السابق لكني ما أزال والمدققة اللغوية ما تزال وشوقي ما يزال.

إذن عيد ميلاد مجانين السابع 13 أغسطس سنة 2010 والموقع ما يزال ينتظر ظهور النسخة الجديدة –حسب شوقي خلال أسبوع أو أسبوعين- والله أعلم متى تظهر وتنتهي كل المشكلات التقنية التي ما يزال هو مندمجا في حل شفراتها ومواءمتها مع اللغة العربية.... ومؤسس الموقع مخطئ في التقدير وكسلان في التدبير، ومدققة الموقع اللغوية كسلى..... ولا أظن أن من بقية المجانين كثيرين كسلانين... كل عام وأنتم ومجانين بألف خير.... سامحونا إن قصرنا وادعو الله لنا أن يعيننا على استعادة نشاطنا وجنوننا القديم.
                                       ويتبع :  سنة ثامنة مجانين: خطأ التقدير وكسل التدبير مشاركة
واقرأ أيضًا: 
وقل اعملوا يا دكتور: مجانين على الجزيرة / لماذا سميناه مجانين؟ سؤال الملايين مشاركة / كل سنة ومجانين بألف خير / موقع للمجانين على الإنترنت