قدم لكم الآن فيلم الكهرباء الوطنية، وهو فيلم مقتبس عن قصة حقيقية حدثت في الشتاء، ونتمنى أن ينال إعجابكم
حدثني موظف حكومي عراقي؛
استيقظت على صوت المنبه (هاونات) فجرا لأكتشف أنه موعد الصلاة. حاولت أن أفتح عيني ولكن هناك ضوء يمنع عيني من أن تفتح بسهولة.. يالله.. يالله.. هل هي الكهرباء الوطنية؟؟؟... بصراحة العراقيين صاروا (كالخفافيش) حيث يصعب عليهم تمييز الأشياء وتحسسها بالنور.. لأن الكهرباء الوطنية مفقودة منذ أكثر من شهرين.. ومولدة الشارع تشكي إلى الله الكاز..
توجت إلى الحمام بعد أن تأكدت من أن الكهرباء الوطنية عادت.. وتسلل.... بهدووووووء تام......... لأستفرد بالماء الحار لوحدي، لكني فوجئت بأن ابني وابنتي يتشاجران من أجل الماء الحار على باب الحمام...
البنت دكتوراه علوم سياسية ودكتوراه فلسفة ودكتوراه علم الاجتماع: ليديز فيرست يا قليل الذوق... متى تبطل عادات المجتمعات الشرق أوسطية.. وتتخلى عن غريزة الرجل التسلطية لإذلال المرأة ومنعها من أبسط حقوقها..
الولد: اليوم لدي دوام بالكلية.. هاي فرصتي فرصة عمري وشبابي. إذا غسلت يعني أكدر اليوم أروح وأصارح حبيبتي بحبي لها..
البنت: انتظر ورة الخطة الأمنية.. أكو أمل بالكهرباء ومشاريع الإعمار، وخلي الفرحة فرحتين.. هي غسلة المصارحة على غسلة زفافك إن شاء الله...
الأب: لا أنت ولا هي.. الوالدان أولى بالمي الحار..
الأم: استيقظت فجأة على كلمة المي الحار (ماادري شلون سمعتها) وجاءت تهرول:
أمك ثم أمك ثم أمك، ثم أبوك...
أثناءها تدخلت أنا الأب وذكرتها بأيامنا وحلفتها بالعشرة والمودة وصلات القربى أن تترك لي الماء الحار..!!
قالت الأم للأب: أنت لا تحتاج الماء الحار مثلي... نص رأسك أصلع والنص الثاني شعراية ونص.
الابن: مستقبلي العاطفي، مرتبط بالمي الحار، إذا أعطيتموني الحمام اليوم، وعدا مني ماجي يم الحمام لشهر آب اللهاب.
البنت (تدرس سياسة فوكاها) قالت: إن اعتداء الأسرة على حقوق البنت في المي الحار بعد حرمان طويل الأمد تعود أسبابه إلى حقد غريزي على المرأة في المجتمعات الشرق أوسطية المتخلفة.. لأن الرجل لا يهتم بمشاعرها (حكة الجلد والهرش) ويتصرف بأنانية الرجل الشرقي ليثبت رجولته من خلال الاستيلاء على ثروات الحمام وتصفية الماء الحار من البوري واستغلاله لصالحه الشخصي.. وهي من رواسب الرأسمالية الكلاسيكية..
الأخ: يعني الكل عبالهم أني أسمر، لا يعلمون بسبب الوسخ أصبحت برونزي البشرة.... والله لو أميرة أحلامي تدري أني بالحقيقة أبيض.. أكيد سوف تغير رأيها 180 درجة...
الأب: الموظف النظيف يزيدون راتبه، هذا قرار من الكتلة النظيفة اللي ترأست وزارة النظافة من الإيمان (المقصود بها إما وزارة البيئة أو هيئة النزاهة أو الصحة..فهي كلها مرتبطة بالنظافة..)
وأخيرا تدخلت الحكومة الوطنية المنتخبة لوقف النزاع الأهلي وحفاظا على كيان الأسرة من التصدع، قامت بقطع الكهرباء نهائيا.. (مالحك يحمى المي).
هذه القصة نقلاً عن منتديات www.mriraq.com
واقرأ أيضاً:
أغنية راب مصرية للشهيد خالد سعيد من حاتي مصر/ لو كان خالد ابن وزير.. كانت رأس العادلي تطير/ شهيد الصمت