كانت إحدى الدعوات على الإفطار لجمعية مصرية عربية مهتمة بشئون المرأة وجهت دعوتها للإعلاميين لمناقشة موضوع التصدي للعنف ضد المرأة وتداعت الآراء والمقترحات إلى أن طرح صحفي بإحدى المؤسسات الصحفية الرسمية الكبيرة إلى اختيار يوم تكون قد وقعت به حادثة عنف كبيرة ضد المرأة ليكون يوما للدعوة إلي وقف العنف ضد المرأة على أن لا تُذكر فيه كلمة إمرأة لعدم إثارة حفيظة الرجال الذين أصبحوا في غاية الاستفزاز من الكلام المتزايد على المستوى الإعلامي عن حقوق المرأة في الوقت الذي لا يجدون فيه من يدافع عن حقوقهم.
ومع ذلك اقترحت أن يسمى اليوم "يوم إعزاز المرأة" ثم تهورت وسط عملية البحث عن اليوم قائلة إن أجدى يوم لفتح قضية العنف ضد المرأة هو 25/5/2005 يوم الاستفتاء على تعديل المادة 76 من الدستور المصري حيث هُتك عرض الناشطات والصحفيات أمام نقابة الصحفيين على يد بلطجية الحزب الوطني المحروسين بالقوي الأمنية فوجدت تأييدا كبيرا من الحاضرات لكن الصحفي صاحب الاقتراح فاجئنا بعبارة قطعية بأن علينا الابتعاد عن المناسبات السياسية..... ومن يومها وأنا أفكر في خطورة تجاهل الحوادث الخطيرة وكيف تجرنا طريقة دفن الرؤوس في الرمال والخوف من المواجهة إلي المزيد من الانهيار فكانت كل سلوكيات البلطجة أثناء الانتخابات البرلمانية لدرجة أني ما أنفك أتابع جلسات مجلس الشعب على شاشة التلفزيون دون أن تستعيد ذاكرتي مشاهد الدم والعنف.
وأعود من إجازة العيد لأفتح بريدي الالكتروني فأجد رسالة عن حالة السعار الجنسي التي أصابت حوالي ألف شاب من المتسكعين بشارع سليمان باشا و الذي تزامن مع حفل افتتاح فيلم "عبده مواسم" بحضور نجومه وكيف امتدت أيدي الشباب الهائج إلي صدر الفنانة علا غانم لكن حراسها الشخصيين استطاعوا انتزاعها من أيديهم بينما وقعت الفتيات والنساء السائرات وحيدات أو مع أزواجهن محجبات أو غير محجبات ضحايا للهجوم الجنسي الجماعي وسط صيحات قبيحة لن أعيدها ولكن يمكنكم قراءتها على موقع "الوعي المصري" الالكتروني وعلى مدونة مالك "مالكوم إكس" ولمزيد من الاستفزاز يمكنكم متابعة المداخلات شديدة التطرف حول جواز الاعتداء على غير المسلمات فقط...
حادثة مفزعة لم تلق اهتماما من الصحف الرسمية والمستقلة التي تُفصح عن البلادة التي أصابتنا من بشاعة مايحيطنا حتى بتنا معتادين على الكوارث دون أن تهتز فينا شعرة والمفزع أكثر هو توغل مفهوم الأمن السياسي على حساب أمن المواطن عامة والنساء خاصة.... إنني كامرأة وأم لابنة شابة ملتاعة من تلك الواقعة ولا أملك إلاّ الكتابة وستكون هديتي لابنتي في عيد ميلادها السادس عشر الذي تتمه هذا الأسبوع هو دروس في الدفاع عن النفس والدعوات لها بالسلامة ولكل بناتنا من هذا الكبت والسعار الجنسي المتنامي في ظل تزايد الدعوات المتطرفة التي تري في المرأة أس الغواية والفساد ولا تري حلا إلاّ في حجب المرأة داخل البيت...
اقرأ أيضاً:
محمد سعد ترك.. أين أنت؟/ هل تستخدم الابتزاز العاطفي كسلاح؟