على باب الله: خرائط العشق القاني 11/11/2006
مازال وائل يصرخ بي في كل مكالمة: اكتب مدونات!! وإصبعي المصاب يؤلمني، ويجعل الكتابة أصعب!!
كان في نيتي أن أكتب ـ قبل إصابتي ـ قصة خيالية بين الرواية والقصة القصيرة عن ثورة السيس، "السيس" هو اسم متداول على نطاق محدود، ويطلق على أبناء الشوارع، وكنت سأجعل للقصة عنوانا آخر هو: سيناريو يوم القيامة، وفيه أتصور حركات عشوائية واسعة تقلب القاهرة، وربما مصر كلها، رأسا على عقب، وهي أفكار وخيالات أيقظتها حوادث وسط البلد!!
وأذهلني مقال قرأته على النت منقولا عن "السفير" اللبنانية، وفيه تكتب "سحر مندور"، وأبحث عمن هي!!
كتبت نصا مهولا ومهيبا عن القاهرة، واستفزتني فقلت أحييها أو أحكيه، أو أعارضها متعمقا في روح هذه المدينة القاهرة فعل، كما هي اسما!!
وربما ـلو كانت إصبعي سليمةـ كنت كتبت عن "اليمن" من وحي حوار لكاتب يمني قرأته فأيقظ أحلامي كلها، وأشواقي كلها إلى هذا البلد الذي أعشقه، وأتمنى لو أزوره. أو ربما كنت أكتب عن المغرب وسحره، أو الشام وأمجاده، وكلها أماكن في الروح والقلب والخيال. لكنها "فلسطين أبدا" الجرح الأول، والحب الأول!!
أيقونة الألم النبيل، ودرة ـ العشق المستحيل!!
شاهدت المقطع المصور للاستشهادية الشابة التي قامت بعملية ردا على مجازر "بيت حانون"، وإسرائيل تذكرنا كل يوم بمن هو العدو، وأين ينبغي أن تتوجه البنادق، والبلهاء والحمقى وأهل الحماس الأعمى، والإخلاص الأرعن، والجهاد الخاطئ ما زالوا يتخبطون، ويحسبون كل صيحة عليهم، ويجترون خطابات أجهزة المخابرات، أو ينفذون برامجها قتلا للمسلمين السنة في العراق بأيدي المسلمين الشيعة، أو عصابات إجرامية بالأحرى، والتشيع لآل البيت منهم براء، مثلما يبرأ الذئب من دم ابن يعقوب!!
أنصار التشيع الصفوي كما أسماه د.على شريعتي هم الذين يمارسون القتل، وفينا من يخلط بين هؤلاء المجرمين، وبين إخواننا من الشيعة المحترمين، وكثير ما هم، ووسط ضجيج القتل والجهل تتوارى المعاني والحقائق في أمة مشكوك في قواها العقلية الجماعية أصلا!!
تأتي إسرائيل لتصفح أولئك المخدورين أو الموتورين أو عملاء السي أي إيه C.I.A من الجانبين على أقفيتهم، وتقول لهم: المعركة ها هنا يا أغبياء!!
أنسى ألم إصبعي، وأنا قلبي يطير من صدري، وعقلي ينفلت من رأسي، وروحي تنسحب من جسدي إلى حيث الماجدات في "بيت حانون"، ولا فارق في ديننا بين رجل وامرأة إذا كان المشهد جهاد، والتاريخ يذكر "أم سليم" التي قاتلت بجوار الرسول الذي لم يصرخ فيها: اذهبي والزمي بيتك يا امرأة، لكن مدعي التدين المنقوص والمغشوش يفعلون!!
مئات من "أم سليم" يتدفقن فتسميهم السي أي إيه، ووسائل الإعلام الغربية: "نساء الإرهاب"، وكذبوا فما هؤلاء النسوة إلا وجه من وجوه الإسلام العظيم الذي حين يختلط دينا وحضارة وضميرا بالأرض والعرض والشرف والكرامة والحياة، والمقاومة والموت يصبح شيئا لا يمكن الوقوف بوجهه، وكذلك يعرفون، هؤلاء الأعداء الذين لنا يكيدون، ونحن عن ذلك غافلين غالبا!!
توقظنا إسرائيل بالمذابح اليومية وأنهار الدماء، بوخز الرماح والخناجر، وزخات الرصاص، ودانات المدافع، وقذائف الدبابات، وتقول لنا الرسائل المعمدة بالدم الطاهر: أن كفوا أيديكم عن دمائكم الحرام، وكفوا عن اللغو والهذر، وتبديد الطاقات، واستجيبوا لربكم، وانتظموا، أجمعوا كيدكم، وتوكلوا على ربكم، انبذوا الفرقة والخلافات السفيهة، دعوا الخليفة وقصر الخليفة وعائلة الخليفة وحاشيته، لا تنشغلوا في كلامكم بهم كثيرا الآن، ركزوا على رص الصفوف، ورفع الكفاءة، والتدريب على كل وسائل دفع العدوان بكل أنواع القوة، هل أقول لإسرائيل شكرا أم سحقا؟!!ِ.
11\11\2006
واقرأ أيضًا:
على باب الله: غاوي شعب!!/ على باب الله خارج الأصداف