لا شيء في الجزيرة الليلة عن لبنان الذي ما يزال يقلقني كثيرا... والموت ما يزال يدور حاصدا الأرواح في العراق وفي فلسطين، لكنه في العراق أشد وأعتى وأكثر تعتيقا للمرارة في القلوب......... لكن الأخبار الليلة أيضًا تثبت أن لنْ تنتصر أمريكا في العراق.... بل لن تخرج إلا مهزومةً مدحورةً مذمومة في العالمين... كما بين منذ سنوات الدكتور أبو يعرب المرزوقي في مقاله عن أوهام القوة الأمريكية، وما أشار إليه ابن عبد الله في مقاله كيف تدفع عصابة بوش الثمن فادحًا؟!
ما الذي يجري لأمريكا إذن ما هو وما صفته؟ أليس هي تعترف الاعتراف الكامل بالهزيمة أو هي تكاد؟ هي من جهة تحاول دعم الحكومة القائمة –والموالية لمصالحها علنا-، تحاول بكل ما أوتيت من قوة ومن سبل... مستعدة للتفاوض مع إيران –بجلالة قدرها الذي يذل قوى الاستكبار العالمي-... ومع سوريا... حليفها التقليدي في المنطقة، أي مع أهم دولتين تدعمان الإرهاب حسب التصنيف الأمريكي؟....أمريكا إذن تتراجع و"تكش ملكا" كما يقولون في الشطرنج، وهي تكاد تترنح في خطواتها.. وتبدو أضعف من أن تفعل شيئا!
تحاول فرض العقوبات... وروسيا تسير في ركابها... وتوافق على منع تصدير التكنولوجيا النووية لإيران، وإيران تقول أنها تستطيع تطوير قدراتها النووية للأغراض السلمية بجهودها الذاتية،... وتهددُ إيران بإعادة النظر في علاقتها مع من يدعم مواقف أمريكا ضدها.... وتعرف إيران أنها قادرة على التأثير، وربما الردع!
يبدو أنه الطوفان قادم.... ولعل لله حكمة فيه... ولكن كيف ننجو بالعراق؟ هذا هو السؤال الذي يجب الآن كيف؟ كيف يمكن أن نبدأ؟ من يوم ما وصف لنا الدكتورعمر الراوي ما يحدث في العراق من قتلٍ على الهوية ونحن نناقش وضع لبنان بعد الحرب السادسة في ساقية الصاوي، وقال أنه يحمل هويةً غير هويته أحيانا في العراق لينجو بنفسه، فإذا كان اسمك "اسمًا سُنِّيًّا"... أو كان اسمك "اسما شيعيًّا" فإن عليك أن تحمل هوية أخرى مزورة باسم عكسه!
بلد إسلامي عربي أصبح فيه الحال هو الموت بهذا الشكل غير المسبوق في التاريخ هو بلدٌ أولى بالدعم وبالتدخل من جانبنا كشخص وكموقع..... ولكن أي شكلٍ من أشكال التدخل نستطيع؟........... الإنترنت سبيلنا الأسهل غالبا، والإنترنت في العراق "سمعنا" أنه متوفر ومتاح وبسرعات عالية! لا أدري كيف -وقد تكونُ هذه مشكلتي أنا.. ما علينا- فلا أستطيع تخيل أجزاء من العراق داخل الخط "الأخضر" "الأمريكي"، ما أراه على الشاشات هو أن العراق الحبيب من أعلاه لأدناه محصودة أحياؤه بالموت المتسارع الوتيرة فكيف؟ أو أين يكون الإنترنت السريع في العراق؟..... الله أعلم!
وسيلتي التي بين يدي بفضل الله هي الإنترنت... فلنبدأ... أنا وابن عبد الله وقاسم كسروان، ثلاثة لم يجتمعوا إلا ثنائيا.... المرة الأولى قاسم وأحمد والثانية قاسم ووائل والثالثة قاسم وأحمد، لكننا نحسبه جمعا موفقا من الله،.... إذن بإذن الله يكون لجمعنا أنا وابن عبد الله "سنيين" وقاسم كسروان "حكيم شيعي"دورا في العمل المتاح من أجل النجاة بالعراق، هذا هو جمعنا وهذه نيتنا فمن يشارك؟ وبأي الخطوات تكون البداية؟ سمعت أنا ابن عبد الله فماذا يقول قاسم؟
6/12/2006
اقرأ أيضاً:
شيزلونج مجانين: أسطورة الذئب والحملان / لا أكفرُ..... بذا البلد!