كنت أقدم ورقتي في مئوية الإمام البنا أتحدث فيها عن مقدمات قراءة نفسية لشخصية الرجل، وكاريزما قيادته........ قلت للحاضرين أنني بحثت عن برجه بين الأبراج فهل تعرفونه؟! سكتوا وبدا أن أحدا منهم لم يفكر في هذا المدخل من قبل، وقلت: وجدته ميزانا بامتياز!!!
بعد الجلسة سألني د.أحمد العسال: هل تجدون للأبراج حجية أو مصداقية؟! فقلت له: إنها مثل أي علم، حتى العلم التجريبي نسبي، ولا يدعي قدرته على تفسير كل شيء!!
في حالة البنا كان الأمر ملفتا لأن شخصية الرجل بدت منطبقة تقريبا مع ما قرأته عن سمات برج الميزان. لا يمكن أن يكون ميلاد الإنسان في وقت معين هو المحدد الوحيد أو الأهم لشخصيته وسلوكه، وقرأت لصاحب خبرة أن البرج مسئول عن 25% من النتيجة الظاهرة في الطباع والسلوك، والباقي يحصله الإنسان من خلال تغييره لنفسه، أو إصلاحه لعيوبه، وهكذا إن الأبراج تبدو مثل المعطيات التي يولد بها الإنسان موروثة لا يد له فيها، والحكيم من يستثمر ميزات الموروث، ويتغلب على عيوبه فيطور من ذاته طبقا لما يريد، وفي الاتجاه الذي يرغبه ، ولا يترك الموروث يتحكم به.
أتذكر أنني تأملت يوما أن الإنسان يجازيه الله بحسب سعيه، والسعي يبدأ من نقطة وينتهي بالموت في أخرى. صحيح أنك لم تحدد نقطة أو محل أو ظروف البدء، ولكنك بالتأكيد تحدد المنتدى أين؟! وكيف؟! ولماذا هكذا، وليس سواه!!
أتعامل مع برجي وتوابعه إلى الحد الذي قد يخطئني فيه من لديه خبرة في الأبراج والأشخاص!! آخذة في الاعتبار يستسلم لبرجه دون محاولة للتغيير!! يستسلم لمقولة: هذا أنا وهذه طباعي!!!الكسول والبخيل، وسريع الاندفاع، والخيالي البعيد عن كل واقع!!
بالأمس جالست صديقي القديم الحميم، سنوات طويلة منذ تعارفنا وتآلفنا، وجاءت سيرة الأبراج فقال لي: الحوت أفضل صديق، قلت في نفسي: لعل الأيام تثبت أو تنفي!!
حديث الأبراج شيق، لم أكن أهتم به كثيرا، ولا أدعي أنني صرت خبيرا فيه، فقط أصبحت مهتما أكثر لأن له دلالة وأهمية، أحيانا أجدني بشكل عفوي أسأل زائرا أو زائرة للعيادة عن البرج الخاص به أو بها.
ربما أحتاج إلى فهم أعمق للمسألة، وتعلم المزيد عنها، وأحسب أن فرضية المعرفة في هذا المجال ستكون ذهبية بالنسبة لي. تشدني متابعة مسيرة الإنسان من المهد إلى اللحد، وأحسب أن الأبراج من معالم المبتدأ والخبر.
واقرأ أيضًا:
على باب الله: الإعلام، وصناعة تاريخ بديل2/ على باب الله: هل أغنى للبطاطس؟!