تناولت الكثير من الأقلام والرؤى حادثة اعتصام طلاب الأخوان بجامعة الأزهر والعرض القتالي الذي قدموه هناك، والذي تناقلته بعض وسائل الإعلام المستقلة،وكالمعتاد وجدت وسائل الإعلام الحكومية فريسة سهلة وتقليدية ومعتاد تناولها فيها بالتشويه والتضييق، وأنا لا انتمي للإخوان من قريب ولا من بعيد، ولكنني أعرض وجهة نظري التي اعتقد أنها موضوعية كي يرتاح ضميري فبعد متابعتي للموضوع حاولت الصمت لكثرة ما كتب فيه إلا أن الكلام "محشور" في صدري وأريد إخراجه.
ولست في حاجة للقول أن ما حدث من عرض قتالي حماقة وخطأ كبير وفي توقيت غبي ممن قام به، ولهذا اعتذرت جماعة الإخوان بقياداتها عن الحدث وكذلك فعل الطلاب، ولكن هذا لا محل له من الإعراب مع قوات الأمن المصري التي انتظرت من الأحد للخميس فجراً كي تقبض على العناصر التي شاركت في هذا العمل، ولا أدرى هل الرأي القائل أنه مقصود أن يكون يوم الخميس لأن الجمعة إجازة ولن يعترض أو يعتصم الطلاب فيه، ربما.
ولكن ما السبب فيما قام به الطلاب؟ أليس التضييق الأمني الشديد والقاتل الذي تمارسه قوات الأمن هي السبب؟ أليس الشطب المستمر لمرشحي الإخوان في الانتخابات الطلابية هي السبب؟ هل نلوم الإخوان لأنها استوعبت الشباب في وقت فشلت فيه دولة بأكملها بمؤسساتها بوزارتها وبمجالسها القومية المتخصصة في استقطاب هؤلاء الشباب أن تفعل المثل؟
الشباب مظلوم يا ناس في هذا البلد، فلا توجد أنشطة رياضية أو ترفيهية حقيقية أو ثقافية جادة، تستوعب طاقات الشباب، والدليل التسكع الذي لا ينتهي للشباب في الأماكن العامة والكباري، إنه شباب لا يجد ما يفعله، فتهدر طاقته يميناً أو يساراً، أو تستقطبه جماعة تعترف به وتهتم بشئونه، وإذا كانت الدولة غاضبة من سيطرة الإخوان المسلمين -لو جاز التعبير- على بعض شباب الجامعة فعليها أن تخلق له الجو المناسب من أجل توظيف طاقة هذا الشباب لما فيه خلق شخصيات سوية وناضجة.
وحتى حين تعقد الأنشطة لشباب فهي متركزة في العاصمة، لا اهتمام بالأقاليم، خاصة الصعيد، وكأنها دولة أخرى هذه الأقاليم، وأكرر أنني لا ألتمس لهم العذر فيما فعلوه وإنما أنا فقط أحاول أن أفهم لم حدث هذا، وكيف يمكن علاجه.
واقرأ أيضًا:
في عيد ميلادي..ورحلة البحث عن السعادة / يوميات ولاء: صديقتي نهال / يوميات ولاء: تساؤلات مع العام الجديد