لماذا ننعي صدام
أرسلت لنا "إيمان" من مصر تقول:
سلام الله تعالى عليكم ورحمته وبركاته؛
تهنئة طيبة لعيد مبارك وفي أيام مباركة أدعو الله لي ولكم بكل خير وإن لم تكونوا قد قمتم بالحج من قبل لأدعو الله أن تكتب لكم العام القادم بإذن الله، أما بالنسبة لصدام حسين فلو أنك تذكرت كم الجرائم الذي ارتكبها بالمئات الذين قتلهم والآلاف الذين شردوا وخراب الديار والأموال.... لو كنت أبا أحد الشهداء الأكراد الذين أبادهم لو كنت تعمل بالكويت في أمان الله وضاعت مدخراتك ووظيفتك إبان حرب الخليج ما حزنت عليه لحظة.
أما بالنسبة للتدخل الأمريكي فهو الذي تسبب فيه بغزوه للكويت وتهديده للسعودية وعناده لكني لا أنكر أخطاء العرب التي سمحت للأمريكان بوضع قواعد على أراضيهم، لقد بدأ حكمه القمعي الديكتاتوري في العراق بحرب على إيران لسنوات ثم تلاها بحرب الخليج وعرض شعبه للمجاعات وأضاع ثروة البلاد النفطية هل تذكر اتفاقية النفط مقابل الغذاء بخلاف الحصار الاقتصادي؟
وسقطت بغداد في يد الأمريكان وفر هو وزبانيته لقد قرأت كاريكاتير في الأهرام عقب القبض على صدام مختبئاً داخل حفرة، شخص يقول للآخر وهو يقرأ الخبر في الجريدة "دي أول حفرة من حفر صدام يلاقوا فيها واحد حي" سبحان الله مالك الملك........("قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ") (آل عمران: 26) لقد دعا عليه مظلوم دعوة كانت مفتوحة لها أبواب السماء على مصراعيها ودعوة المظلوم لا ترد.
لقد ذهب صدام غير مأسوفٍ عليه ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب....... ولا تأخذكم بهم شفقة ولا رحمة، وسبحان الله في رحمته بعباده جعلت تنفيذ العقوبة في الدنيا تطهيرا للمؤمن من ذنوبه، "ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاءه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما" صدق الله العظيم لاحظ الآية الكريمة خمس عقوبات مغلظة لشدة حرمة نفس المؤمن عند الله تعالى.
أنا معك إن التوقيت غير مناسب بالمرة أول أيام عيد الأضحى كأن الأمريكان يضربون مشاعر المسلمين بعرض الحائط وأنا معكم في أن هناك مجرمي حرب كثيرين لم يحاسبوا لكن الله لهم بالمرصاد، ربنا يحفظ بلادنا ويلهم رئيس مصر الحكمة والهداية لما يحبه ويرضاه وسدد خطاه في لم شمل الأمة، صدق الإمام الحسن البصري حين قال لو كانت لي دعوة واحدة مستجابة لدعوت بها للحاكم لأن الله يصلح بصلاحه خلقاً كثيرا، وفى النهاية أدعو الله لكم بالتوفيق والسداد والسلام مسك الختام
إيمان
ومن مصر أيضًا أرسلت المسلمة الحزينة المعلمة الغضبى هدى الدسوقي تقول:
غضبي؛
تنهمر دموعي رغم محاولاتي لكفكفتها ماذا يحدث من حولي؟ في أي عالم نحن؟ أي قانون يحكمنا؟ أكل ما فعل صدام يأتي نقطة في بحر جرائم الأمريكان واليهود؟
إنني لا أفقه شيئا في السياسة ورأسي لم تعد تتحمل كل ما يحدث في هذا العالم من أحداث دمار تفجيرات ولكن أحس أن في حلقي غصة تكاد تخنقني منذ دخول الأمريكان العراق وكأن بيتي مفتوح على مصراعيه وجاء عدوي ودخل بيتي عنوة وجيراني يشاهدونني وبعد يبكون علي.
على ماذا يبكون؟ كالذي قتل القتيل ومشى في جنازته الحين نحن غضبى غضبى غضبى غضبى ولكن هيهات فكأننا نبكي على اللبن المسكوب.
2/1/2007
ومن أمريكا أرسلت لنا الأخت "فا.. Fa" تقول:
"أه من العرب أه وحسبي الله عليهم أليس فيهم رجل رشيد."
الدكتور الفاضل وائل أبو الهندي تلك الجملة كانت لامرأة مسلمة غير عربية بالخمسينات من العمر أمرضها ما شاهدته في القنوات الأمريكية بخصوص إعدام صدام حسين وفرح ورقص قبل وبعد الإعدام من قبل بعض العراقيين في ولاية متشيجان. وتساءلت كيف يتسبب العرب بإهانة المسلمين ومقدساتهم والرسول منهم والقرآن بلغتهم؟
وبالأمس قرأت مقالتك "لماذا تنعي مجانين صدام" ووجدتها وسيلة مهمة لتخفيف الحزن من قلب هذه السيدة ومثيلاتها فترجمتها ويا ليتك ترى كيف استبشرت حين علمت أن من العرب من يرفض هذا الفعل رغم عدم موافقته لأفعال صدام.
عزيزي الدكتور وائل جزاك الله خيرا.
3/1/2007
العزيزات "إيمان" و"هدى" و "فا.. Fa" أهلا بكن على مجانين وشكرا على المشاركة، أبدأ بمشاركتي الأخيرتين منكما لأقول أنا معكما وأشعر بما تشعران وكذلك كلنا في مجانين، ولكم أسعدني ما يحدث في بلدان المغرب العربي وما يحدث في العراق الآن، وأحسب أنها كانت غلطة كبيرة للأمريكان ولـ -ولا مؤاخذة- الحكومة العراقية، أن فعلوها بهذا الشكل وفي هذا التوقيت، وأتمنى أن يجنب الله العراق وشعبه ويلات ما يدبر لهم ولنا معهم.
أما أنت يا إيمان فأحسب يا ابنتي أنك غيرت الآن رأيك بعدما رأيت كيف تعامل الناس مع ما حدث حتى في مصر النعسانة والمغيب أهلها... أحسب أنك تعبرين بالضبط عن طريقة التفكير من إنتاج الإعلام المصري بامتياز ويبدو أنك تصدقين... ما ترينه على الشاشات وقلما تقرئين يا ابنتي... والله إني لأخاف أن يكون تفكيرك تفكير كثيرات... وأحسبك ستغيرين رأيك... فلن أطيل النقاش معك فقط أنبهك إلى أن آية القصاص الكريمة التي استشهدت بها لها تكملة يا ابنتي ونصها (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (البقرة : 179))......... أي أن التقوى مطلوبة وهي مطلوبة حتى ممن ينفذ القصاص ومن شروط التقوى العدالة يا إيمان فما رأيك في بوش ورامسيفيلد وغيرهم من الزعماء العرب العجم؟
والأهم من هذا هو استرسالك الخاطئ عندما قلت: (ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب....... ولا تأخذكم بهم شفقة ولا رحمة)، فقد خلطت بين آيتين شتان بينهما..... والثانية هي آية الجلد في سورة النور (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (النور:2))، وأذكرك أيضًا بضرورة العدل إذ يقول تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة : 8 ))، والله يا ابنتي أنني أطالبك بأن تعيدي التفكير وتابعينا.
أشكرك يا إيمان ويا هدى ويا "فا.. Fa" وأدعوكن جميعا للمتابعة، وأهلا بكن دائما.
ويتبع >>>>>>>: منى السمان معنا تنعي صدام حسين
واقرأ أيضًا:
لا أكفرُ..... بذا البلد! / شيزلونج مجانين: شهوة التصوير