تاراباتاتوووووووه (5)
الذكريات
جزء منا غال... وأجمل ما فيه سريته ودفء الأنس به ومذاق الوحدة اللذيذ حين نذهب إليه مختارين لنحيا مشاعر عشناها من قبل مرة أخرى لأنها استحالت أن تمحى أو تضيع!!
وتعاملنا معها يختلف من شخص لآخر كالمدارس، فالمدرسة الأولى صاحبها يتبنى الطريقة الحكيمة الواعية فيتعامل مع الذكريات على أنها الجزء الجميل الخاص الذي قد لا يتكرر مرة أخرى أو يتكرر بنفس الرونق مرة أخرى فتصبح الذكريات عنده حلوة حين يستبد به الصقيع أو تحن جوانحه لها فيهرب إليها طالبا الدفء واستعادة مشاعر الذكريات مستحضرا الوقت والمكان والإحساس بل والرائحة! فيهنأ بعد حزن ويضحك بعد ضيق وان لم يستحضر بين يديه أبطال الذكريات في حقيقة الأمر ولكن تكفيه أنه مازال يذكر.. ما زال يشعر.. ما زال يحتفظ.
المدرسة الثانية فيها صاحبها يتعامل مع ذكرياته كأنها الجزء المؤلم في حياته رغم ما سببته من سعادة له في حينها من قبل فيحفر في نفسه كهفا عميقا يجعل طرقه واعره صعب التفكير في المشي فيها فيصعب بالتالي محاولات استحضارها متخذا كل الوسائل التي تمكنه من عدم التفكير في الوصول إليها رغم اشتياقه... لكن ألمه يكون أشد وطأة عليه من الذهاب إليها بين الحين والآخر فلا يذهب لمكان الذكريات أو أشخاص يذكرونه بها أو أوقات أو أي شيء يعيد إلى نفسه هذا الألم المرير.
المدرسة الثالثة فيها صاحبها يمارس ثقافة الإبداع كما ينص قانون الإبداع! فلا يستسلم لمحض دفء يغمره بين الحين والحين فيستعيد نشاطه للحياة من جديد ولا يستسلم للخوف والفزع من ألم الذكريات فيرميها في غيابات الجب وإنما يتعامل معها بمفهوم الاستثمار والتجديد والتوريث! فيعيش ذكرياته مع آخرين يعلّمهم إياها فيجعل الماضي حاضر ويمده للمستقبل محتفظا برونق الذكريات فتدوم وتدوم بل ويضيف لها بعدا جديدا قد يضاف إليها فتزداد بهاء!
ترى من أنت؟
ويتبع >>>>: تاراباتاتوووووه (7)
واقرأ أيضًا:
يوميات مجنونة صايمة مقدمة / من أنت؟