قالت البنت: حزب يعنى ماذا يا أبى؟ قال أبوها دون أن يلتفت إليها: "حزب يعنى حزب"، قالت: "يعنى ماذا بجد"؟ قال: "يعنى، قصدي يعنى، حزب يعنى الحكومة". قالت البنت:"حكومة تعنى ماذا؟ قال:حكومة الحزب، ثم أردف، ما هذا الذي تشغلين نفسك به؟ كنت أحسب أن هذه أمور لا تخطر على بالكم هكذا، انتهي من الواجب أولاً وسوف أجيبك على أسئلتك فيما بعد، قالت: أنت تضحك علي مثل كل مرة، تماما مثل الحكومة، قال لها: ها أنت تعرفين الحكومة أحسن مني، من أين لك أن الحكومة تضحك علينا، قالت: من حضرتك، ومن أمي، ومن أختي أم عوض زوجة عم علي البواب ومن عم منصور البقال، كلكم تقولون ليل نهار، إن الحكومة تضحك علينا، ثم سمعت من أخي أن كل ذلك بسبب الحزب، حزب يعني ماذا يا أبي؟ هل يجوز أنه السبب فعلاً؟ قال لها: يجوز، في هذا الزمن كل شيء جائز.
قال أخوها الأكبر لأمه: هل الحكومة يا أمي هي الإخوان، قالت الأم: إيش عرفني؟ اسأل أباك، قال الولد: أختي تقول إن أبي قال لها إن كل شيء جائز، قالت الأم: ربما، ما دام الاثنان هاجوا معا على حكاية الحجاب هكذا، قال الشاب: أنت محجبة يا أمي من أجل الحكومة أم من أجل الإخوان؟ قالت له: لا هذا ولا ذاك، أنا محجبة لأني محجبة وخلاص، إيش أدخل الحكومة أو الإخوان في حجابي، قال: لا أعلم، أنا محتار. قالت الأم: عليك بأبيك يحل حيرتك، هو يدعي معرفة كل شيء.
قالت الأم للأب: ما للعيال هذه الأيام يسألونني أسئلة ليس لي دخل بها، قال الرجل: ولا أنا، قالت الأم: أنت السبب، ألم أطالبك بالكف عن شراء هذه الصحف، نحن أولى بثمنها، قال لها: وهل في الصحف شيء؟ قالت فلماذا تشتريها وتمضي أغلب وقتك تبحلق فيها؟ قال لها: هل تريدينني أن أتفرغ لمشاهدة مريلة مطبخ ست الحسن والجمال؟ قالت له: بطل قلة أدب أحسن لك، وحاول أن تجيب أولادك عما يسألونك عنه، قال لها: وهل أنا أعرف الإجابة؟ قالت له: اسم النبي حارسك يا فالح.
قالت البنت لأخيها: لماذا هم لا يفهموننا هكذا؟ قال لها: لأن أمورنا لا تعنيهم، قالت البنت: ولماذا خلفونا أذن؟ قال أخوها: كانت الدنيا برد فخلفونا، بالصدفة، قالت البنت: يعني ماذا؟ قال لها: حين تكبرين سوف تفهمين، قالت له، هكذا يقول لي أبي باستمرار، ناسيا أنه كبير وما زال لا يفهم شيئا، قال الولد: عيب هكذا، قالت البنت: هل يمكن أن يتصنع أبي أنه لا يفهم حتى لا تغضب منه الحكومة؟ قال الولد: ماذا تقولين؟ الحكومة لا يغضبها حتى ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين ولا أمريكا بالعراق، ثم أنها مشغولة عنهم وعنا بالإخوان، قالت البنت: وهل هناك فرق؟ قال أخوها: فرق بين ماذا وماذا؟ قالت: بين الحكومة والإخوان، الاثنان يريداني أن ألبس الحجاب وخلاص، قال الشاب: وهل ستلبسينه؟ قالت البنت: لا أعرف، قال لها: ومتى تعرفين؟ قالت: اسأل أمي.
قال الولد لأخته: هل تعرفين لماذا خلعت أمي الحجاب؟ قالت البنت: لقد سألتها، وقالت لي كالعادة، اسألي أبوك، قال الشاب: وهل سألتِهِ، قالت: نعم، قال الشاب: وماذا قال؟ قالت: ضحك، وأعطاني كتابا ضبطه معها، وقد وضعت فيه ورقه منزوعة من الأهرام بها حديث واحدة اسمها الجبالي عن نفس الشيء، قال الشاب: يا خبر، هل أمي تقرأ كتبا؟ قالت البنت: وهل قراءة الكتب حرام؟ قال الشاب: لقد كنت أحسبها نسيت القراءة والكتابة برغم الليسانس، أضافت البنت: لكنها قرأت، وفعلتها، قال الولد: برافو عليها، لكن كيف ستخرج إلى الشارع عارية هكذا؟ صاحت البنت: ماذا تقول؟ قال الشاب: ولا حاجة.
سألت البنت أمها: هل أنت مع الحكومة أم مع الإخوان؟
قالت الأم: أنا مع ربنا.
قالت البنت: وهل هذا هو الذي جعلك تخلعين الحجاب؟
قالت الأم: نعم، ربما لأدعو عليهما هما الاثنين وأنا كاشفة رأسي، هكذا علمتني أمي حتى تستجاب الدعوة.
قالت البنت: وأنا أريد أيضا أن أكون مع ربنا.
قالت الأم يا ليت.
اقرأ أيضا:
تعتعة سياسية: أريد أن افعل مثلك يا أبى / تعتعة سياسية: أبدا كنت أمزح!! / تعتعة سياسية: ست الناس.. والدستور.. والمواطنة!!