في يوم ليس ببعيد طالعت عنوان لكتاب أعجبني جدا أول ما رأيته، بل أخذت في اعتباري أن أعمل به ألا وهو "جدد حياتك" لذ بدأت في التفكير: هل حياتي تحتاج فعلاً لهذا التجديد؟ وكيف السبيل لهذا التجديد؟
بادئ ذي بدء: أجبت بلا، إن حياتي مستقرة ولا أحتاج للتجديد، فأنا الحمد لله في وضع طيب وماذا سأفعل بالتجديد؟
ولكن بعد فترة وجيزة وبعد مقدار ليس بقليل من التأمل اكتشفت أن تلك الأفكار التي تولدت لدي تلقائياً هي غالباً نوع من أنواع الدفاعات النفسية لكي أهرب من المحاولة (محاولة التجديد) بل والأصعب محاولة قبول الجديد فأنا تعودت على حياتي بكل ما فيها من أشياء حسنة وسيئة فإذا جددتها فأنّى يتأتّى لي التعود على تلك الحياة الجديدة؟!
نعم.... هذا هو الدافع وراء تلك الأفكار التلقائية
نعم.... فتلك الأفكار هي تبرير لخوفي من الجديد
ولكن إلى متى سوف يتحكم في هذا الخوف؟
وإلى متى سوف تكون قواي مسخرة لتبريره؟
وإلى متى سوف تظل حياتي راكدة بلا تجديد؟
...... لا لن أسأل بعد الآن إلى متى؟
سوف أقوم بها الآن... فأنا أبداً لن أقبل أن تقف حياتي عند حد معين وتظل في محلها فيتبدل ريحها إلى ريح غير طيب وربما إلى ريح خبيث.
فكل شيء في الدنيا يحتاج إلى التجديد أو بالأحرى هو في حالة تجديد مستمرة وإذا لم يوجد التجديد في شيء فربما يكون هذا الشيء قد فارقته الحياة. إذاً فسنة الحياة هي التجديد وإذا تخليت عن هذه السنة فهو قرار بالتخلي عن الحياة.
فإذا كنت قد اكتشفت حقيقة الحياة وهي التجديد، فكيف السبيل إلى ذلك التجديد؟
هل هو بالإلغاء، هل ألغي نظام حياتي وأسعى لنظام جديد؟
كيف ذلك؟......هل أستغني عن نفسي ؟ أبداً من قال ذلك......!
ليس معني التجديد هو الاستغناء عن القديم... إن هذا تعسف واضح، وخطأ واضح في نمط التفكير، فليس من المقبول أن ألغي كياني وشخصيتي ويتم إحلالها بكيان وشخصية جديدة، وليس من حقي إصدار حكم الإعدام على حياتي بدعوى تجديدها إذاً... كيف يمكن حل تلك المعادلة الصعبة؟
يبدو أن الأمر ليس بسهل و يحتاج لمزيد من التأمل...... ولم التأمل......!
حل المعادلة بين أيدينا ولكننا نغض الطرف عنه
نعم بين أيدينا....
فالمعادلة السابقة بمقتضاها يتم تحويل صورة حياتك من الأبيض في الأسود إلى الأسود في الأبيض إذاً ما الفائدة......؟
أعتقد بأن الحل هو في تلوين تلك الصورة، صورة حياتك
وبالتالي تكون المعادلة الصعبة تم حلها، فأنت تقبل حياتك الحالية ولكن بلمسة فنية جميلة تضيف لها الألوان البهيجة التي تجددها فتصبح نفس الصورة ولكن تتجدد إلى صورة ملونة، وإذا رغبت في إتباع سنة الحياة ألا وهي التجديد المستمر، تمكنت من ذلك إذ أن هناك عددا لا نهائيا من الألوان، وتكون قمة المتعة في تنسيق تلك الألوان
ومن ثمّ فإذا كنا قد بدأنا بجدد حياتك فإننا الآن ننتهي إلى لوّن حياتك.
11/03/2007
* طبيب نفسي مستشفى الملك عبد العزيز بمكة المكرمة
واقرأ أيضاً:
مجنون على الطريقة المصرية