تقف أي منا –من المنتميات للطبقة الوسطى فما فوقها– أمام خزانة ملابسها يوميا لتسأل نفسها عما يمكن أن تلبسه اليوم، تصرف يومي وروتيني يستغرق دقائق أحيانا ويطول لأكثر من ذلك بحسب طبيعة الشخصية والظرف الذي نختار فيه ما نرتديه.
إذن فنحن نبعث برسائل كثيرة لمن حولنا –بوعي أ و بدون وعي– عبر ما نرتديه من ملابس.
من آن لآخر تتجدد معارك السفور والحجاب، ويمتشق الفرقاء الحسام، كل يدافع عما يرى ويقتنع به. لكنني هنا لا أحاول أن أناقش مسألة قرار الحجاب أو السفور وظلال ذلك الاجتماعية والسياسية في مجتمعاتنا، بل اكتفي بمناقشة هذه اللحظة التي أشرت لها في البداية... ذلك القرار اليومي الخاص بما نرتدي، وظني أنه قرار أصابه ما أصاب مجتمعنا بصفة عامة والشباب منه بصفة خاصة بما يعرف باللغة الدارجة بال "لخبطة".
مثال: فتاة محجبة يفترض أن تعي لماذا قررت الحجاب تتخير ملابس زاعقة تظهر بحدة ما اتفق على أن يخفيه الحجاب، دعنا من مسألة الحجاب.
فتيات عاملات يخترن ملابس تليق بكرنفال ساهر ليذهبن إلى حيث يعملن في نهار بلادنا الجلي.
فتيات يخلطن أنماط من الملابس لا تتسق مع مواصفاتنا شكلا أو موضوعا حتى يصبحن STYLISH يعني متحققين اجتماعيا ووسط الأصدقاء ليلفتن النظر بشكل كاف.
وقد اطمح قليلا في أن أوسع دائرة الكلام عما نلبس لألفت النظر لمسألة "البيئة" –ليس بمفهوم الشباب حينما يصفون ما لا يروق لهم اجتماعيا ومظهريا بالبيئة– ولكن البيئة التي تحددها وتفرضها عوامل عديدة مثل الجغرافيا والتاريخ والمناخ وبسببها تشتهر أماكن محددة بملابس محددة فيما يعرف بالزي الشعبي، مسألة البيئة والزي الشعبي وخلافه تؤكد أن طوال الوقت كانت للملابس دور جمالي ودور وظيفي، كما أن هناك دور آخر تطور بالذات في "أوروبا والدول المتقدمة" –العبارة التي استخدمت بتهكم لتصف المفتونين بالغرب في فيلم "الإرهاب والكباب"– وهو التعامل مع الجسد وما نلبسه على أنه ساحة للتعبير عن الذات والمواقف، مثلا كتابة شعارات بعنها على الملابس أو اختيار نمط ملابس يشعر الآخرين بالاحتجاج والرغبة في إسماع الصوت المختلف
دعونا نتفق على تجربة عملية: اختاري يوما لمراقبة ما ترتديه المحيطات بك بل وما ترتدينه أنت شخصيا وحاولي الإجابة على السؤال التالي هل أحقق أي من الأدوار المفترضة لمسألة اللبس هذه، اعني ما بين الجمالي.. الوظيفي.. الملائم للبيئة.. الاحتجاجي.. هذه التجربة قد تؤثر على قرارك في اليوم التالي حينما تقفين مرة أخرى أمام خزانة ملابسك وقد تدركي بشكل أفضل لماذا قررت أن تختاري ما تلبسينه!
11/03/2007
واقرأ أيضاً:
في بلد البنات / منمنمات
التعليق: لقد تحدثت عن لبس البنات ونسيت لبس الرجال فهو الأهم و الأجدر بالمناقشة من لبس البنات لإنه أصبح من الصعب علي الفرد أن يعرف هل مايوجد داخل محلات الملابس الرجالي هو ملابس حريمي أم رجالي ولماذا يلبس شبابنا ورجال مجتمعنا هذه الملابس؟ إن مناظرهن بهذه الملابس تستفز الكثيرين من الناس فلماذا لم يستفزك منظر رجال بلادنا وهم يفقدون رجولتهم بهذه الملابس؟
وركزت انتباهك مع البنات على الرغم من أن ملابس البنات لم تتغير عن الماضي بل أصبحت محتشمة فلم يعد هناك من ترتدي المني جيب والميكروجيب وأصبح هناك الكثيرات محجبات ومنقبات بخلاف الماضي.
ما يحتاج للمناقشة هو ملابس الأولاد التي لا تمثل عاداتنا وتقاليدنا ولا تمثل الرجولة ركزي اهتمامك لما هو أهم وحاولي إن تعرفي أين الخطأ في مجتمعك بدلا من إلقاء اللوم علي من لا لوم عليهم.