قالت لي: يا أمي خفي ح تتصنفي غلط؟
قلت لها : يعني إيه؟
قالت: يعني ح يقولوا عليك نوال السعداوي اليمين المتدين!
وقال لي: يا أستاذة خفي علينا شوية!
فقلت له أيضاً: يعني إيه؟
قال: هوه كل حاجة الرجالة.. المجتمع الذكوري.. ارحمونا بقي؟!
لا أدري لماذا أشعر أنني طبيعية وما أتكلم عنه طبيعي وسوي و هناك من لا يري كذلك البتة بل بالفعل يهاجم ويتهم بالعمالة ومناهضة الرجال مع أن الأمر على العكس تماماً!
اعترف أنني من جيل من الشابات صاحبات القناعات الإسلامية المتفتحة أو المستنيرة سموها كما تشاءون.. وأن "الداعيات" و"المناضلات" من أصحابي! اعترف أنني تتلمذت على يد عبد الحليم أبو شقة وموسوعته تحرير المرأة في عصر الرسالة، وأعترف أنني طالما جلست بين يدي أستاذتي الدكتورة هبه رؤوف أيام كنت طالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة ولطالما "دوشتها" بمناقشات وطرقت باب بيتها لاستكمال ردود على شبهات حتى أقف على الحقيقة التائهة، أعترف أنني كنت على علاقة قريبة إلى قلبي مع د. علا عبد اللطيف وزوجها الداعية عمرو خالد منذ أن كنت طالبة بالجامعة، أعترف أنني قرأت كثيرا لصافيناز كاظم وحاورتها وجمعتها مع نوال السعدواي في مناظرة قيل عنها بديعة وكان ذلك في 1995.
وأعترف أنني جلست إلى أفذاذ أمثال الدكتور طارق السويدان ومحمد العوضي في فترة إقامتي بالكويت فأثريت أيما إثراء عقلي وإداري وفكري، أعترف أنني جلست في بيت الشيخ أحمد القطان مع بناته الخمسة ونلت منه دعوة لا أنساها ولا أنسى بركتها علي طوال عمري، أعترف أن صوت مشاري في صلاة القيام بالكويت كان صاحبي في رحلة عودتي إلى مصر وكان ذلك قبل أن يحقق انتشاره الآن، وأنني تلميذة لكتب المسيري والقرضاوي وفتحي يكن والحمادي وسعيد حوى ومنير الغضبان وإبراهيم الفقي ونعمات أحمد فؤاد ومقالات هويدا وأشعار جويدة وأحمد مطرونبيلة الخطيب، أعترف أنني أحب القراءة لنوال السباعي وسناء البيسي!
أعترف أنني ذبت عشقاً مع مداد كتابات شيخنا الغزالي وفكره ولما قضي بكيت كبناته ولم أجد سلوى أحب إلي بعدها من النظر في وجه ابنته الحبيبة إلى قلبي عفاف الغزالي..
أعترف أنني كنت مع هؤلاء وغيرهم وكانوا معي فترة من الزمن ولا زالوا وقد تركوا على ملامحي بصمة وأثر.
ترى هل يمكن أن تنتج هذه التوليفة "قهرستانة" -وهو اسم مدونتي- تدخل في أجندة غربية فيمنستية عميلة أو مجرمة؟
أعترف أخيراً أنني إنسان وأن "قهرستانة" إنسان مناهض للقهر.. قهر البشر والحجر.. البشر كل البشر.. عرب وعجم، والحجر كل الحجر.. الأقصى والهرم!
واقرأ أيضاً:
ذكرياتي مع الحلوة / أمي.. حضني! / سيد الرجالة!