مقص السعدني: أين بحثي يا مؤتمر؟
وصلنا إلى الفندق في حوالي الثانية صباح الجمعة 6/4/2007 بتوقيت جدة وكان علي الإسراع في النوم فغدا سفر... بل سفر يعقب ورشة العمل مباشرة، وكان موعد ورشة العمل هو الثانية والنصف ظهرا..... وهكذا أغلقنا الحقائب واتصلت بأخي وزميلي الأستاذ الدكتور مدحت بسيوني وقلت له سأجعل حقائبي في سيارتك حتى ألتقي السعدني الذي سيأخذني إلى المطار، وتم ذلك بالفعل بعدما أنهينا إقامتنا في الفندق.
وفي حوالي الثانية ظهرا كنت وزوجتي في ردهة استقبال هيلتون جدة... وبعد قليل جاءت ابنتنا هدى الصاوي ومعها واحدة من صديقاتها المصريات، تعرفت عليها وعرفتهما على زوجتي وتركت ثلاثتهم ورحت أسأل عن مكان ورشة العمل لأجدها في الطابق الثاني... واتفقت مع زميلي في الورشة وكان طبيبا نفسيا صوماليا يعيش في إنجلترا ولا يحسن الحديث بالعربية إلا قليلا مع الأسف، اتفقت معه أن أنهي الجزء الخاص بي من الورشة في الثالثة والنصف لأن موعد تواجدي في المطار هو الرابعة والنصف....، وهكذا بدأت بعدما امتلأت كراسي الورشة بأطباء نفسيين وأخصائيين نفسيين وكان مدهشا لي حين عرضت الشريحتين الأولتين من بحثي عن "إعداد مقياس لاضطراب الوسواس القهري" والتي أقول فيها:
برغم انتشار اضطراب الوسواس القهري، وبرغم ارتباط محتوى الوساوس بالخلفية الثقافية للمريض فإن المقاييس المتاحة باللغة العربية مشبعة بالثقافة الغربية إلى حد كبير، إما لأنها ترجمة لمقاييس أجنبية بعينها أو لأنها مصممةٌ من خلال التحليل العاملي لبعض قوائم الوسواس القهري الأجنبية، كما أن الدراسات التي هدفت إلى إعداد مقاييس للوسواس القهري نادرة، ونتيجة لما تشكل لدينا من خبرةٍ إكلينيكية مع مرضى الوسواس القهري من العرب بشكل عام والمصريين بشكلٍ خاص، تبين أننا بحاجة إلى أداة قياس نفسي صادقة المضمون وقادرة بالتالي على اكتشاف أعراض مرضانا، كان مدهشا ذلك التفاعل النشط من الحاضرين والحاضرات حيث وجدت أغلبهم يوافقني الرأي وحكى كثيرون عن خبرتهم وإحساسهم بعدم حساسسية المقاييس المتاحة.
كذلك تكلمنا عن أهمية امتلاك أدوات قياس صحيحة لنستطيع بناء العلاج المعرفي السلوكي المناسب لمرضانا عليها ذلك أن أول خطوات العلاج السلوكي هي مراقبة السلوك وفهمه لماذا يفعل؟ ولما كانت المقاييس القديمة المترجمة غير حساسة لأعراض معظم المرضى في ثقافتنا فقد كان كان المقياس الجديد لذلك مهما كنقطة ننطلق منها، لنبني عليها.
تأخرت بالطبع ليس فقط داخل الورشة وإنما بعدما خرجت منها.... ولولا أن موعد تواجدي في المطار في طريق عودتي إلى مصر كان الرابعة والنصف أحسب أنني كنت سأبقى في تحاور مع الحاضرين لتلك الورشة حتى المساء، ولولا أن محمولي كان مغلقا لكانت زوجتي كلمتني كل خمس دقائق، الحمد لله الذي قدر لنا هذا التواصل الطيب، وقد دعوت الجميع إلى المشاركة على مجانين فمن منهم يشارك الآن؟
ويتبع>>>>>> : مقص السعدني: لأنه غالٍ ثمين
اقرأ أيضاً:
شيزلونج مجانين عند الطعمجي / سارة وأخواتها في المؤتمر، ما شاء الله