دخل الطفل على أبيه وفي يده مجلة ميكي:
- بابا...... هل صحيح أن هناك نجمة حظ؟
أزاح الأب الجريدة جانباً:
- نجمة ماذا يا حبيبي؟
- نجمة حظ..... مكتوب هكذا في المجلة .......
ومد الولد يده بالمجلة إلى أبيه....... كانت القصة كالآتي:
تعرفون طبعا بطوط....... شخص سيء الحظ في كل شيء..... وتعرفون عمه دهب الغني جدا والبخيل جدا في نفس الوقت...
المهم.... تقول القصة أنه بعد سلسلة من المواقف السيئة في يومه..... يدخل بطوط لينام محبطاً.... قبيل الفجر تسقط نجمة الحظ من السماء إلى الأرض..... تتناثر...... وتسقط إحدى قطعها في حديقة منزل بطوط الذي يعثر عليها في الصباح التالي.......
يبدأ الحظ في الابتسام –بل في القهقهة– لبطوط..... سيارة جائزة لأنه الزائر رقم مائة لمحطة وقود..... يقع الاختيار عليه في وظيفة طال انتظاره لها..... وهكذا.... سلسلة من الأحداث السعيدة.... ثم يستدعيه عمه دهب: اسمع يا بطوط أنا ذاهب في رحلة بالطائرة لمتابعة أعمالي في أفريقيا...... وقد كتبت أوصي لك بكل ثروتي الهائلة إذا حدث لي شيء.... مجرد إجراء روتيني... هه؟......
ويسافر دهب.... ويجلس بطوط يتابع التليفزيون باسترخاء..... فجأة تنقطع البرامج لإذاعة خبر عاجل: طائرة الملياردير دهب تتعرض لعاصفة شديدة....... الطائرة على وشك السقوط..... إذا مات الملياردير فإن وريثه الوحيد هو ابن شقيقه بطوط....... ينتبه بطوط...
التليفزيون يواصل: الاتصال مع الطائرة انقطع.... يبدو أن...... بطوط يهب واقفا....... يصرخ في جزع: عمي.....!
بأقصى قوته يقذف بنجمة الحظ من النافذة.......
التليفزيون يستأنف: عاد الاتصال بطائرة الملياردير دهب.... الطائرة هبطت بسلام في أرض الوطن....
تنتهي القصة وبطوط يستقبل عمه في المطار بالأحضان ودموع الفرح.......
القصة من وجهة نظري ذات مغزى جميل: أن كنوز الدنيا لا تساوي قيمة إنسان نحبه....... ولكن هذا المعنى لم يصل إلى الطفل...... كل الذي وصل إليه أن هناك شيئا اسمه نجمة الحظ ......
ببساطة لأنه قرأ القصة وحده...... وفهمها وحده.... ولولا الصدفة ما سأل أباه..... تماما كما ولابد لم يسأله في قصص كثيرة سابقة فهم منها ما فهم والسلام..... التوجيه عنصر هام جداً من عناصر التربية......
نجلس بجوار أبنائنا على مائدة الطعام: يا ولد كل هذا..... كله فيتامين...... يا ولد دعك من هذا الشيبس..... يا بنت اغسلي هذا قبل أن تأكليه.... يا ولد.... يا بنت.... يا ولد.....
أفلا نكون بجوارهم فيما يقرأونه وفيما يشاهدونه في التليفزيون حتى نطمئن إلى أن الرسالة التربوية الصحيحة تصل إليهم؟
أم أننا –كالعادة– ليس لدينا وقت؟
واقرأ أيضا
حكاية علي وإنجي/ الحلم القديم