استفزني وجود موقع اسمه "الملحدين العرب" على الإنترنت –وبالعربي على شرط- وعندما قرأت بعض المقالات عليه اندهشت من محتوى ذلك الموقع!!، وارتفع ضغطي، وقلت في نفسي: "هي حالتنا يا ربي ناقصة مثل هؤلاء؟!!، مش كفاية ما نراهم من الجوعانين والمضطهدين والمقهورين والمتطرفين (من أصحاب فكر الخوارج، والذين يُكفِّرون مرتكب المعصية من المسلمين) والعلمانيين (ممن يفصلون بين الدين والدنيا) والانفصاليين والضائعين (من أطفال الشوارع) والمتخلفين من شعوب أمتنا، والخطافين (ممن يسرقون أموال البنوك ويهربون)، والمرتشين والكسلانين، والمنافقين (من أصحاب المصالح، ممن يأكلون على كل الموائد، ويزينون لأهل الباطل أعمالهم)؟!!، والظالمين من أصحاب السلطة (ولو كان مدرساً في مدرسة أو أستاذاً في جامعة، أو أمين شرطة يبتز سائق مشروع!)، وغيرهم من المُدمِّرين والمُدمَّرين في بلادنا!، ولكن لله في خلقه شئون، وكما قلت من قبل لن نفقد الأمل في إصلاح أمتنا وفي صلاح أحوالنا، وأملنا في رحمة الله كبيرة، وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة، وأظن أن أول خطوة هي يقيننا جميعاً في وجود الله، وفي عدله وجمال صفاته، وأنه سيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته؛ لأنه هو الحق المبين وصاحب العدل المطلق، لذا وجب علينا أن نُخلص النية لله في كل عمل نعمله، لأننا جميعاً سنقف يوما ما للحساب أمام الله عز وجل عن كل صغيرة أو كبيرة اكتسبناها في حياتنا الدنيا؛ فلنستعد بصالح الأعمال لذلك اليوم العظيم، وأهدي هذه القصة البسيطة في موضوعها العميقة في دلالتها إلى من يَشُكُّون في وجود الله تعالى لعلهم يؤمنون:
ذهب رجل إلى الحلاق لكي يحلق له شعر رأسه ويهذب له لحيته وما إن بدأ الحلاق عمله في حلق رأس هذا الرجل، حتى بدأ بالحديث معه في أمور كثيرة، إلى أن بدأ الحديث حول وجود الله، قال الحلاق: أنا لا أؤمن بوجود الله!!!!
قال الزبون: "لماذا تقول ذلك ؟!!"
قال الحلاق:حسنا، مجرد أن تنزل إلى الشارع لتدرك بأن الله غير موجود!!،
قل لي، إذا كان الله موجودا هل ترى أناساً مرضى؟ وإذا كان الله موجوداً فهل ترى هذه الإعداد الغفيرة من الأطفال المشردين؟!!!، طبعا إذا كان الله موجودا
فلن ترى مثل هذه الآلام والمعاناة أنا لا أستطيع أن أتصور كيف يسمح ذلك الإله
الرحيم بمثل هذه الأمور؟!!!.
فكر الزبون للحظات لكنه لم يرد على كلام الحلاق حتى لا يحتد النقاش.. وبعد أن انتهى الحلاق من عمله مع الزبون.. خرج الزبون إلى الشارع فشاهد رجل طويل شعر الرأس مثل الليف، طويل اللحية، قذر المنظر ،أشعث أغبر، فرجع الزبون فورا إلى صالون الحلاقة..
قال الزبون للحلاق: "هل تعلم بأنه لا يوجد حلاق أبداً في هذه المدينة؟؟!!"
قال الحلاق متعجبا: كيف تقول ذلك؟؟؟!!.. "أنا هنا وقد حلقت لك الآن"
قال الزبون: "لو كان هناك حلاقين لما وجدت مثل هذا الرجل، وأشار إلى الرجل الأشعث الأغبر!!!"
قال الحلاق: بل الحلاقين موجودين. وإنما حدث مثل هذا الذي تراه عندما لا يأتي هؤلاء الناس لي لكي أحلق لهم!. " قال الزبون" وهذا بالضبط بالنسبة إلى الله... فالله موجود ولكن يحدث ذلك عندما لا يذهب الناس إليه عند حاجاتهم إليه؛ ولذلك ترى الآلام والمعاناة في العالم.
23/05/2007
واقرأ أيضاً:
أبدا لن نفقد الأمل: دوما سنخلص العمل5 / بسمة والذئب مشاركة