أكل عيش
أريد لحظة تجعل لحياتي معنى، للآن حياتي لمجرد أكل العيش ليس لها معنى لأنها مجرد استمرار هكذا قال الدكتور مصطفى محمود في كتابه الرائع أكل عيش: هل شعرت بهذه الرغبة الرغبة في أن تجعل لحياتك معنى؟ هل تشعر بالملل حتى النخاع؟ هل شعرت أن حياتك نسخ مكررة لنفس اليوم؟ لماذا أدمنا الاستسلام في أوطاننا كما أدمنوا هم النجاح في الغرب؟ هل حقا الشمس بعيدة أم أن أيدينا هي القصيرة، وما هو هذا الشيء الذي يجعل للحياة معنى وطعم.
ربما هو الإيمان بهدف أو غاية أو فكرة تدافع عنها حتى الموت، ربما تجد لذة الحياة في مساعدة كل محتاج أو في عمل تحبه وتنجح فيه هل فقدنا حقا كل معنى في حياتنا وأصبح كل همنا هو أكل العيش؟ أم مازالت هناك معاني جميلة نحيا من أجلها وندافع عنها.
عالم الكبار السحري
زمان وأنا صغير كنت بحلم أبقى كبير
تعب القلب واتحير من الدنيا ومن المشاوير
الحلم كان برئ مفروش بالورود
والقلب كان جرئ
طالما سمعت هذه الأغنية ولمست أوتار قلبي، فهي تعبر بصدق عما كنت أحسه ويحسه كثيرا; منا ونحن صغار، كم تمنيني أن نكبر لنلتحق بعالم الكبار السحري هكذا كنت أظن وأنا صغيرة
كنت وأنا في المدرسة الثانوية وكانت مدرستي تطل على أحد الشوارع الرئيسية، في محافظتي أنتظر وقت الفسحة لأطل برأسي من أعلى سور المدرسة أرقب المارة والسيارات وأشعر وكأن هذا السور هو ما يفصلني عن الحرية، وكبرت واكتشفت الخدعة لا وجود لهذه الحرية المزعومة، بل هي مزيد من القيود والأعباء وسط عالم يرى النفاق مجاملة محمودة والكذب شطارة، يحترمك بقدر ما ترتدي من ملابس وتركب من سيارات وتسكن من فيلات.
وانظر معي وتعجب فنفس الحادث إذا ارتكبه ابن الذوات يجد الدعم والمساندة وينتهي إلى لا شيء، وانظر لحادثة العبارة وتعجب، وأنظر إلى الحادثة التي وقعت في طريق المطار منذ عام ونصف تقريبا، وأدت إلى وفاة خمسة أشخاص نتيجة سباق محموم لم يهتم لحياة الأبرياء، فما كان جزاء الجاني، هذا هو عالم الكبار السحري، فهيا لتلتحق بنا أحجز لنفسك مكان من الآن ولكن تمهل وعش أحلامك السعيدة فالالتحاق به مضمون فقط بضع سنوات، ونراك في عالمنا السحري.
ويتبع >>>>: أكل عيش وعالم الكبار السحري1
واقرأ أيضًا:
حين نخشى الاقتراب من الآخرين / والنبي ما تسبني