الحب أم الذكاء هو ما يحتاجه أبناؤنا؟
سؤال سألته لنفسي وأنا أشاهد فيلم بعنوان (أنا سام (i am sam)، والفيلم يجذبك إليه بقصته الإنسانية التي تدور حول أب من ذوي الاحتياجات الخاصة يعاني من تأخر عقلي مستوى ذكائه كطفل في السابعة من عمره لديه ابنة صغيرة في السابعة من عمرها غاية في الرقة والجمال.
الأب رغم أنه يعاني مشكلة إلى أن ذلك لم يدفعه للتخلي عن مهمته في رعاية ابنته بمفرده يعمل بإحدى المطاعم يجتهد قدر استطاعته لإسعاد هذه الابنة التي تشعر أحيانا بالحرج من تصرفاته أمام أصدقائها تمر الأحداث ليتم إيداع البنت إحدى دور الرعاية تمهيدا لتتبناها إحدى الأسر البديلة على أن يزورها والدها مرتين أسبوعيا لأن المؤسسة التي ترعى الابنة ترى أنه لا يستطيع رعايتها بصورة جيدة وأنها تحتاج لفرصة أفضل من ذلك للحياة.
يضطر الأب لرفع قضية لإثبات أنه كفء لرعاية ابنته أب من وجهة نظر مجتمعه لا يصلح لرعاية ابنته ورغم ذلك يقاتل رغم موارده الضعيفة حتى لا يفقدها لا يملك سوى حبه الكبير لها ورغبته في أن يراها كل يوم.
فيلم يدفعك للتساؤل هل حقا ما يحتاجه أبنائنا هو الذكاء والإمكانيات بلا حب؟ أم حب كبير وفهم وعناء وصبر؟
فكم من أهل على درجات علمية رفيعة لم يجيدوا التعامل مع أبنائهم وكم من أم بسيطة أخرجت لنا رموزا ما زلنا نفتخر بهم؟
لا شك أن العلم والثقافة ووعي الأهل يشغل جزء هاما في تربيتهم لأبنائهم ولكن قيمة الحب أراها الأروع على الإطلاق.
أعلم أن كل الآباء والأمهات يحبون أولادهم فأنا أم وأشعر بذلك ولكن هل يكفي الحب وحده دون أي تعبير عن ذلك الحب.
أرى كثير من الآباء والأمهات حولي يتعاملون مع أبنائهم بأسلوب آلي يفتقد إلى الحنان وهو أروع صفات الأمومة على الإطلاق لا تعاطف -لا قبلات- لا أحضان وكأنهم يتعاملون مع آلات وليس مع بشر.
ترى كل شيء يسير بأمر وفقا لقوانين لا يمكن خرقها وكأنك في ثكنة عسكرية ويبقى أن أقول لكل أب وكل أم اجعلوا أبنائكم يشعرون بهذا الحب واغمروهم به شيء جميل حقا أن يكون ابنك في مكانة علمية مميزة ولكن بدون عقد نفسية لا يمحوها الدهر أو أن يكون شخصية باهتة عديم الثقة بالنفس.
يشعر بالدونية وأنه غير جدير بحب الناس فأقرب الناس إليه وهم أهله لم يظهروا له هذا الحب وفي النهاية أقول مزيد من التسامح مع أبنائنا فمن أخطائنا نتعلم ونفهم فلسنا أنبياء ولا قديسين بل بشر نخطئ ونصيب.
واقرأ أيضًا:
أكل عيش وعالم الكبار السحري / ظلي الذي أكرهه