والكل مشغول بماتش الأهلي والزمالك. كنا مشغولين بالديمقراطية.
طلبة ومدرسين وأهالي ومنظمات مجتمع مدني والواد كريم اللي عمره 13 سنة قالها ع المسرح بنحاول نفهم اللي حوالينا بس أصل تلات تربع الشعب المصري مش مهتم بالديمقراطية.. كنت محضرة من كلام طلبتنا المتخرجين من برنامج أطفال الديمقراطية شوية كلام عن إن أهم حاجة خرجوا منها من البرنامج هي إن فرد لوحده ممكن يعمل فرق ويخلي لحياته قيمة كبيرة ومعنى وهما بيعاهدوا نفسهم على إنهم حيحاولوا يكونوا إيجابيين.
وفي نهاية الاحتفال قلع الولاد اللبس الروماني بعد ما صوتت القاعة على القضية أو السؤال اللي طرحته المناظرة اللي قام بيها أولادنا "هل كان من حق 60 من أصل 900 نائب في مجلس النواب الروماني إنهم يقرروا إنهاء حياة يوليوس قيصر؟" وبدئوا يرقصون ببهجة وطفولة على مواوويل صعيدية وأغاني فلاحي وسيوي... وجاء المهنئون يباركون ويعلنون أن النساء مجدع ويفعلون ما لم يقم به الرجال.
أما السيدة الفاضلة ماجدة عبد المنعم مديرة مدرسة التربية الحديثة فقدمت شكواها بأن الأولاد بعد البرنامج بقوا عارفين حقوقهم "زيادة عن اللزوم" وهي كما نعرف تعمل في إطار(....) فأكملت حديثها "الوزارة" اللي كان نفسي حد منها يحضر ويقدر. لكن لم يفت الميعاد فسنذهب إليهم بأنفسنا وإلى كل من يهمه الأمر. أما ما أفكر فيه الآن هو كيف لا نخيب ظن فرح وفاطمة ومادونا وهاجر وأرولين والآخرين بألا نتركهم ستة أشهر حتى نعد لمشروع "اكسب حقك".
الكلمة اللي كانت على لسان الأهالي "لسه فيه أمل" والله فيه أمل والشعب ده ما بيخلص دا إحنا حضارة بس إدونا الفرصة. أما النيشان الذي حصلت عليه فهو طلب ابنتي بأن تعمل معنا. وقبل أن أخلد إلى النوم سألت زوجي هل أنت فخور بنشاطنا فأجابني "طبعا" فاطمأنت إلى المنهج الدراسي حول تعليم الديمقراطية لأنه سيكون بيننا باحث وطني شريف مؤمن بالديمقراطية ويطبقها مع ابنته وزوجته. فنامت قريرة العين وأنا أحلم بمشاريع قادمة.
اقرأ أيضاً:
ناس عايزة تفهم/ في بلاد الرجال