إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه
ولم أرَ في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام
إنما الأعمال بخواتيمها.
إذا تعلق الأمر بالأسى والغضب والحزن والسيئات عبرنا عنه بالكيل فنقول: فاض به الكيل.
إذا تعلق الأمر بإنجاز تحقق أو مشروعات نفذت عبرنا عنها بالكوب فنقول :فلننظر اللي نصف الكوب المملوء.
إذا وجه نقد لأي مسئول عن سلبيات أدائه ينزعج ويلوم القوم الذين ينظرون إلى نصف الكوب الفارغ ولا يلتفتون إلى الإنجازات الرائعة الأخرى التي ملأت نصف الكوب.
ضج الناس بالشكوى من انقطاع المياه في بعض المناطق، وهو شيء لا يحتمل ولا يتصور عاقل أن يعلم مسئول بهذا الأمر ولا يبادر بعلاجه فوراً، إلا أن استجابة المسئولين كانت في غاية الاستفزاز إذ علقوا سبب انقطاع المياه إلى تهالك المواسير ونقص الإمكانيات وإجراء المناقصات واعتماد الميزانيات وانتظار الحل خلال أسابيع!!!!
المشكلة لا تحتمل التأجيل ساعة واحدة، تتطلب رجالاً لهم القدرة على مواجهة الأزمات ولديهم القدرة على اتخاذ القرارات الجريئة والفورية والحلول المبتكرة السريعة وليس انعقاد لجان وانتظار موافقات واعتماد ميزانيات فالموضوع لا يحتمل التأخير لحظة أخرى.
الشكوى من نقص المياه في بعض المناطق في البيوت تكررت في أراضي شباب الخريجين، نقلت الكاميرا صوراً لأرض عطشى جرداء قاحلة وجمهور الشباب وذويهم يصرخون ويشتمون ثم تظهر على الشاشة صوت المسئول ليتهم الشباب بأنهم هم السبب لأنهم لا يتواجدون بأرضهم!! كيف وقد انقطعت عنهم المياه؟ أيريد أن يموتوا كما ماتت زراعاتهم؟
مسئول كبير آخر فتح الله عليه بإيجاد تبرير لقصوره وعجزه ألا وهو قيام بعض الخريجين بإنشاء أقفاص للاستزراع السمكي إذن لا زرع ولا أي تصرف آخر!! ماذا تدبرون للشباب؟ وماذا تتوقعون؟ زي أداة البطالة والانحراف والجريمة؟
أدى المسئول ما عليه وبرر ساحته وذهب إلى فيلته لينعم بالجاكوزي ولم يفكر في ملء كوزي.
إذا كانت همتنا وإنجازاتنا قد ملأت نصف الكوب فلماذا تركت نصفه الآخر فارغاً؟ فإن لم نستطع ملأه بالإنجازات الأساسية فلنملأه بما ييسر الحياة للناس بالحلول المبدعة والابتكارية، فلتتوجه مثلاً نصف عربات المياه المخصصة للإطفاء للتوجه للمناطق المحرومة من المياه لإطفاء ظمأ أهلها قبل أن تندلع فيهم حرائق أخرى لعدم وجود المياه، في نفس الوقت لا نتقاعس عن البدء في الحلول الجذرية لمثل هذه المشكلات.
يقولون –والله أعلم– إن تولية بعض المتخلفين مناصب قيادية سياسة مقصودة مملاة -كما حدث في الاتحاد السوفيتي السابق وأدى إلى دماره ووفاته-.
نعود لنسأل سؤالاً بريئاً خالصاً لوجه الله ثم الوطن: إذا كنا قد استطعنا ملء نصف الكوب فلماذا لا نواصل المشوار نحو ملء النصف الآخر؟.
واقرأ أيضاً:
استيراد المشكلات / من الحيل الدفاعية: الانتقام حسبة برما