السقوط إلى القمة اعترافات مسلمة في عالم الكفر
لا عجب أني أقدم اعترافاتي بعد أن انتهيت منها، فأنا لم أتوقع أن أنتهي منها، وأنا حقيقة لم أنتهِ فأنا مازلت على ظاهر الأرض، ولم أسكن باطنها حتى الآن ولذلك سوف أكتوي بنار نفسي حتى أموت، وأستميحكم عذرا أيها القرّاء لو وجدتم اعترافاتي سوداوية، كئيبة مظلمة باردة. فأنا كذلك ولا مفر من الاعتراف.
كنت ومازلت أبكي على إسلامنا ، وأصيح دائما واإسلاماه! وأرى أن علّة الأمة تكمن في الأم.. الأم هي الأصل والمنبت فلو رعوها حق رعايتها لما ضاعت أمة الإسلام، وأنا ضعت لأن أمي ضاعت من قبل.. إلا أني لم أخلف بنتا فهنا انقطع النسل والله أعلم. واليوم أقدم لكم اعترافاتي، صادقة خالصة من صميم كبدي بدون رتوش ولا بهارات ولا بديع.
بدأت اعترافاتي متحمسة ثم خبأ الحماس كشمعة اضطرمت ثم ذاب شمعها فلا بد أن تخبو وتنطفئ.. دونت اعترافاتي على مدار عام كامل، كتبتها كلما أتيحت لي الفرصة وها أنا اليوم أراها قد تمت. قد تجدين نفسك أيتها الأنثى في بعض من عباراتي، فأنا كل أنثى كما تغني "ويتني هيوستن" " أنا كل امرأة، كلهن بداخلي". وقد لا تعجب اعترافاتي نساء كثيرات، كل أولئك اللاتي وجدن طريقهن في الحياة وعملن لأمر ما ونجحن في تحقيقه.. وأستلهمكم جميعا الصبر والتفهم، فأنا قاربت على الانطفاء ولو وجدت كلماتي طريقها لمشاعركم فذاك منتهى رجائي من هذه المدونة.
تصور حالي وحال كثيرات غيري، حبيسات الأغلال العاطفية والقبلية الأبوية، كم منهن تصرخ، ولكن لا معتصم.. لن أقول أكثر إليكم أول يوم في اعترافاتي.. وأترك الحكم لكم وسأصبر.
امرأة مسلمة في عالم كافر
أسمى
اليوم الأول - الخميس
التاريخ- 22 يونيه 2006
الساعة - الرابعة والنصف فجرا
القضية- دوار إلى الأعلى
هذا ما قررت تسمية مدونتي ولابد من أعترف أنني أعاني دوار حادا بسبب محاولاتي الصعود إلى قمة ما. ولكني اكتشفت أن كل ما كنت أحاول أن أفعله هو السقوط ولكن الهاوية لم تكن في الأسفل بل في الأعلى! كيف؟ لا أدري ولكنه ذاك الأعلى في قاع القمة ولكن... ما هذا الهراء؟ وهذه هي البداية؟ لا بل هي النهاية؟
لا لا لا لا لا لا لا!
إنها قصة الأرجوحة التي لازالت تتأرجح بي بين القمة والقاع. بين الحق والباطل. بين الخير والشر. أقسم أني لا أستطيع الآن أن أتخذ أي قرار فيما يخص أي أمر من أمور حياتي ولا أن أحكم على أي تصرف من تصرفاتي أو تصرفات أي إنسان على وجه الأرض ولا حتى شارون وأولمرت وجورج بوش، ألم يحتار سيدنا موسى عليه السلام في أمر الرجل الصالح الذي قتل وخرب وفعل الخير. فأين رجلا صالحا ينقذني من القمة أو القاع.
أتصور فيها البداية أشعر بالدوار لأنني أنا لا أبحث عن رجل بل عن معجزة، وكل مرة أعود إلى نقطة الصفر التي لا أعلم أين تقع وكما يقولون في الإنجليزية أعود إلى المربع الأول ولكن أين هو؟
إنها حقا قصة مخجلة أن أكون مسلمة ولا أعلم أين أنا ومن أنا ولا أحسبني أحسن حالا من هنبقة حين وجد أن أخيه يلبس قلادة من جزع كان يتقلدها فقال "يا أخي أنا أنت وأنت أنا فمن أنا؟". ولكن هل أنت حقا تقرأ كلماتي هذه؟ وهل هناك أي جدوى من ذلك؟ هل تظن أنك تستطيع أن تجد شيئا ما يفيدك في وضعك الحالي المتشائم أم المتفائل؟ أم الوسط بين هذا وذاك.
إنه يومي الأول من.. ربما الغد الجديد، الغد الجميل الذي عندما أفكر به أجهش بالبكاء فما الذي يبكيني؟
لماذا أشعر بالحسرة على ما فات من عمري وما سوف يأتي يشعرني بالرعب والرغبة في التقوقع داخل شرنقة ربما أتحول بعد أسابيع فيها إلى فراشة جميلة ملونة وضعيفة. أوه ها أنا ذا أشعر بالدوار ثانية. إنه دوار المرتفعات فلم أزل أحلم بالقمة وهذا يجلب لي المزيد من الدموع. اثنان يخطران على بالي في هذه اللحظة إحسان عبد القدوس الذي كان رفيق مراهقتي بكتاباته الجريئة وصدقه في وصف مشاعر الأنثى ولو بقي حتى يومنا هذا لربما قام بعملية تحول جنسي وصار خنثى أو أنثى. والآخر الذي خطر على بالي هو غوار الطوشة حين كان يقرض الشعر فقال "وباض القمر، ورضعت من ثدي شوكة" ولذلك أعجب ممن قد يقرأ خرابيشي.
ولقد قرأت في الماضي وصفا للخرابيش الفكرية والشعر الحداثي الذي كان في أوائل الثمانينات من المحرمات يقول "إن الحب هو ذلك الشعور الذي تشعر به عندما تشعر بأنك لا تشعر بأي شعور" صدق والله القائل في وصف السقوط إلى القمة وليس ذلك بوصف للحب.
ولكني مع ذلك قررت في هذه اللحظة أن أستمر فمن يعلم فقد أحصد الملايين وأعيش مرتاحة من همومي المالية التي ربما لا أريد أن أتخلص منها، لأنه حينها تتقلص مشاكلي إلى مسألة زواجي، وإنجابي للأطفال، ولاضطررت لأن أحصر تفكيري فيما إذا كنت أنا درة عصري وفلتة زماني، وإذا ما كنت سوف أعيش نكرة وأموت نكرة، ومشاكل إخوتي وأخواتي وصحة أمي، وأنانية أبي، وغيرة حسادي، وصحتي التي تنحصر في دماغي الذي يعذبني بسبب بلاهتي، ومبيضاي اللذان ينفعلان ويصبحان كالشوك في أسفل بطني. فأين أنت يا أختاه في الهرمونات الأنثوية؟
وأذكر أن أمي قالت يوما أن الإنسان مسيرا ومحيرا وليس مخيرا، وذلك غاية في الدقة فمع كثرة الخيارات وتوفر فرص الفشل الذريعة آثر كثيرون القعود لأن النتيجة واحدة وهي القبر ومسكين جبر فما تهني لأنه من... إلى القبر ولكن هذا كان مثلا قديما انقرض مع الديناصور فيما بقيت الفراشات.
ويتبع:........... اعترافات مسلمة في عالم الكفر مشاركة